قالت أغلبية كبيرة من قراء الصحف العربية إن حملات التطعيم المتسارعة ضد فيروس كورونا لن تتيح للعالم هزيمة هذا الفيروس، وإعادة البشرية إلى الحياة الطبيعية. وعدد كبير من الخبراء يؤيدون هذا الرأي.
فأغلبية الدول في العالم تسابق الزمن لتلقيح مواطنيها، إلا قليلة فقيرة تنتظر أن تمنّ عليها الدول الغنية بفضلاتها من اللقاحات.
ولدى سؤال القُارئ: "مع تسارع حملات تطعيم كورونا، هل تعتقد أن العالم هزم الفيروس؟". قال 75 في المئة من القراء المستجيبين لهذا الاستفتاء إن هذه الحملات لن تتيح للعالم رفع علامات النصر على هذا البلاء، مقابل 25 في مئة شكلوا أقلية تؤمن بأن اللقاحات ستعيد البشرية إلى الحياة الطبيعية.
بدوره حذر البروفيسور جوناثان فان تام، نائب كبير المسؤولين الطبيين، من استمرار فيروس كورونا المستجد إلى الأبد، داعيًا المواطنين "رغم ذلك إلى أخذ اللقاح".
وأضاف فان تام في تصريحات صحفية: "لن نقضي أبدًا على فيروس كورونا، ومن المرجح أن يستمر هذا المرض مع البشر إلى الأبد، أن تصير الإصابة بالفيروس موسمية".
ومن الخبراء أيضًا من يستبعد أن تكون هزيمة كورونا المستجد قربية، أو أن تكون نهائية إن حصلت، خصوصًا في ذروة قضية "قومية" اللقاحات التي تحاول المنظمات الأممية، وفي مقدمها منظمة الصحة العالمية، أن تحذر من خطرها الكبير على صحة العالم.
فاحتكار الدول الغنية اللقاح لا يحميها من طفرات متجددة من الفيروس، لأن وجود إنسان واحد يحمل فيروسًا ناشطًا في جسمه قادر على أن يعيد البشرية جمعاء إلى نوبات الهلع على ابواب المستشفيات، وإلى تكرار سيناريوهات "إيطاليا" و"إسبانيا" و"الهند" ولبنان".
وكان تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، قال في أكثر من تصريح إن العالم تعلم بالطريقة الصعبة "أن أسرع سبيل للقضاء على الجائحة وإعادة فتح الاقتصادات هو البدء بحماية السكان الأكثر عرضة للخطر في كل مكان، بدلًا من جميع السكان في بعض البلدان"، حاثًا على تقاسم الإمدادات من اللقاحات بشكل استراتيجي وعالمي، "فلا أحد بأمان حتى يكون الجميع بأمان، ونحتاج إلى التضامن لتوفير حل مشترك للجائحة".