محمد كسرواني
رغم انخفاض أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا (كوفيد-19) في لبنان، لا يزال البحث عن سرير شاغر في المستشفيات لحالة حرجة أمرٌ صعب ومعقّد. فسيارات الإسعاف تضطر أحيانا لأن تجول في الشّوارع لساعات حتى تؤمّن مكاناً لمُصاب يُعاني من تفاقم في العوارض. قسم كبير من هؤلاء المرضى، قد يحتاج إلى كمية بسيطة من الأوكسيجين، منهم من يقبضه الوهم .. آخرون يحتاجون فقط عناية ورعاية.
بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي إطار تخفيف الضغط عن المستشفيات وضعت خطة جديدة .. التّدخل الميداني. تقوم الخطّة على متابعة المحجورين من بَدء عوارضهم، وإذا ما تفاقمت تُسعفهم منزلياً بالتّجهيزات الطبية المناسبة.
مسؤول العمل الميداني في خلية الازمة في بلدية برج البراجنة الحاج نادر شديد يشرح لموقع "كورونا نيوز" المزيد عن الخطة. يقول شديد إنّ الهدف العام خدمة أهلنا بأسرع وقت ممكن، فالزّحمة على ابواب المستشفيات تحتّم علينا أن نتدخّل ميدانياً لإسعافهم.
يضيف أنّ الفريق العامل في التّدخل الميداني كلّه أصحاب اختصاص ومنهم متخصّص بإصابات الوباء. فعندما يُصاب أي فرد في منطقتنا نتواصل معه ونفهم حالته الصحية، ونجمع المعلومات عن عنوان إقامته ورقم الهاتف ..
يُتابع مسؤول العمل الميداني في خلية الأزمة في بلدية البرج أنّه عندما يعاني المريض من عوارض يزوره فريق الخلية المتخصّص، نقدّم له العناية الأولية، نفحص الأوكسيجين علامات الحياة، وقد نضطر لإعطائه أوكسجين أو تعليق مصل.
يشير الحاج نادر شديد إلى أنّه وخلال متابعة الحالة يكون دكتور متخصّص يواكب الفريق هاتفياً. يضع الطبيب التقييم إذا كانت الحالة تستدعي الذهاب إلى المستشفى أو يمكن إسعافها منزلياً. أحياناً تكون الحالة تحتاج إلى استشفاء بسيط، فيتمّ نقلها إلى مركز برج البراجنة الصحي (المودة) في الطابق المخصّص من قبل الهيئة الصحية الإسلامية لحالات كورونا.
إذا كان وضع الحالة يستدعي الإستشفاء العاجل، يقول الحاج نادر شديد، نسعى مع كلّ الجهات المعنية لإيجاد غرفة. يستشهد بحالة أرسلت قبل أيام من برج البراجنة إلى مستشفى تبنين الحكومي، ولولا تدخّل فرق التّدخل المنزلي لكانت فارقت الحياة.
في ختام حديثه لموقع "كورونا نيوز" يؤكّد مسؤول العمل الميداني في خلية الأزمة في بلدية برج البراجنة الحاج نادر شديد على واجبهم في خدمة أهالي المنطقة، كما هو حال البلديات في الضاحية الجنوبية لبيروت. يدعو المعنيين في الوزارات والجمعيات إلى المزيد من الدّعم لزيادة قدرتهم لتخفيف العبء عن المستشفيات، آملاً بتسريع عملية التّلقيح للتّخلص سريعاً من الوباء.