دعا قادة الاتحاد الأوروبي أمس الخميس إلى الإبقاء على القيود المشددة مع تسريع حملات التطعيم في مواجهة التحديات الإضافية المتمثلة في انتشار مزيد من النسخ المتحورة من فيروس كورونا، أشد عدوى.
وقال رؤساء الدول والحكومات الـ27 في بيان صحفي بعد مؤتمر عبر الفيديو: "ما يزال الوضع الوبائي خطيرًا، وتشكل المتحورات الجديدة تحديات إضافية، لذلك يجب علينا الإبقاء على قيود صارمة مع تكثيف جهودنا في الوقت نفسه لتسريع إمدادات اللقاحات".
وقد حذّر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من "صعوبات" ستواجه حملات التطعيم في "الأسابيع المقبلة"، في ختام قمة مع قادة دول الاتحاد الأوروبي مكرسة لمناقشة التعامل مع جائحة كورونا.
وقال ميشال "الوضع الراهن صعب" في وقت تعاني فيها حملات التطعيم في أوروبا من البطء. وأضاف "لكنني أريد أن أوجه رسالة تفاؤل، نملك الوسائل لكي يلعب الاتحاد الأوروبي دورا رئيسيا للخروج من هذه الأزمة في الأشهر المقبلة".
وحضت المفوضية الأوروبية 6 دول على عرض تفسيرات حول القيود المفروضة على حركة التنقل التي تعتبرها مبالغا فيها، معربة عن خوفها من أنها قد تؤثر على سلاسل الإمداد.
وجاء في مسودة التوصيات النهائية أن القادة الأوروبيين يريدون إعادة التأكيد على "ضمان تدفق السلع والخدمات من دون أي عوائق داخل السوق الموحدة".
وفي ما يتعلق بشهادة التطعيم الأوروبية التي تهدف إلى تسهيل السفر، نصت المسودة على إمكانية "الدعوة إلى نهج مشترك" بشأن معاييرها ونموذجها لكن دون إجراءات محددة.
ووافقت الدول المعتمدة على السياحة مثل بلغاريا والنمسا واليونان على اقتراح "جواز السفر الأخضر" الذي يتيح للحاصلين على اللقاح السفر ودخول المطاعم، وبدأت هذه الدول بالتفكير في إجراءات خاصة بها للسماح للسياح بدخولها في موسم الصيف بناء على "جواز السفر الأخضر".
ويدور جدل حاد في أوروبا حول توفير لقاحات مجانية للقارة الأفريقية، لكن دبلوماسيا قال إن "قطع وعود كبيرة لدول أخرى في حين أننا لا ننجح في تسريع تطعيم مواطنينا، أمر غير مطروح".
وأكد الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية أن مرض "كوفيد" طويل الأمد الذي يؤثر بشكل غامض على عدد كبير من مرضى الوباء يجب أن يمنح "أهمية قصوى"، حيث تستمر أعراضه عدة شهور.
وقال الأستاذ في المرصد الأوروبي للنظم والسياسات الصحية مارتن ماكي الذي أعد تقريرا خاصا إنها حالة منهكة للغاية، وأعراضها تشمل آلام الصدر والعضلات والإرهاق وضيق التنفس وتشويش المخ.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس إن إعادة فرض الحجر الصحي لم تمكّن بلاده من السيطرة على الفيروس، وإن هذا الإجراء سيكون آخر الحلول.
وأضاف أن السلالة البريطانية المتحورة من الفيروس تثير مخاوف فرنسا من حدوث انفجار وبائي بسبب سرعة انتشاره، موضحا أن الحالة الوبائية زادت في الأيام القليلة الماضية.
وعلى صعيد القيود، ستطلب فرنسا إبراز فحص سلبي للكشف عن كورونا في التنقلات غير المهنية على الحدود مع ألمانيا.
من جانبها، خفّضت بريطانيا مستوى التأهب ضد الفيروس درجة واحدة بعدما كان في ذروته، قائلة إن تراجع عدد الإصابات قلّل من التهديد الذي تواجهه هيئة الخدمات الصحية الوطنية التابعة للدولة.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه يعتقد أن كل القيود سيتم رفعها بحلول 21 يونيو/حزيران، إذا أدى نشر اللقاح إلى انخفاض حاد في عدد الإصابات وحالات دخول المستشفيات والوفيات.
وستشدد فنلندا القيود وتغلق الحانات والمطاعم 3 أسابيع اعتبارا من 8 مارس/آذار، كما ستعيد نظام التعليم عن بُعد.