نقلا عن سكاي نيوز عربية
في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا قامت الكثير من الحكومات والمنظمات حول العالم بالعديد من الإجراءات المتشددة كالحظر وإيقاف النقل والحركة، ولكن فيما يبدو أن هذه الإجراءات تسببت في وفيات بأعداد كبيرة، وذلك حسب إحصاءات نشرتها الأمم المتحدة وبحوث أجراها بعض الباحثين في السويد.
طلب التلفزيون السويدي من اثنين من الخبراء بفحص ودراسة آخر الإحصاءات التي أصدرتها الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف Unicef واليوني إيدز Uniaids، والتي أظهرت بشكل واضح ازدياد سوء التغذية وتراجع الرعاية الصحية والتطعيمات في الكثير من الدول حول العالم، خصوصاً الدول الفقيرة، وذلك منذ بدء سنة، أي منذ بدء الإغلاقات بسبب كورونا حول العالم.
نتائج صادمة
تظهر الإحصاءات أن عدد الوفيات بسبب الإغلاقات حول العالم يقدر بحوالي مليونين ونصف وفاة، وهو تقريباً نفس عدد الوفيات بسبب فيروس كورنا حتى شهر شباط/فبراير. أي يمكن القول إن إجمالي وفيّات كورونا ووفيات إغلاقات كورونا قد تصل إلى خمسة ملايين وفاة!
اللافت للنظر هو اختلاف توزيع وفيات كورونا ووفيات الإغلاقات بين الدول، حيث تظهر الدراسات والإحصاءات أن 9 من كل 10 وفيات بسبب كورونا كانت في الدول الغنية، وأغلبها في الأعمار من 60 عاماً فما فوق، في حين أن أغلب الوفيات بسبب الإغلاقات كانت في الدول الفقيرة، وأغلبها في الأطفال والمراهقين والشباب.
وعلّق ستيفان بيتيرسون، الأستاذ في معهد كارولينسكا الطبي في السويد والخبير الصحي على ذلك بقوله: "هذه الوفيات التي حصلت في الدول الفقيرة كانت لأمهات أثناء الولادة، أو لأطفال ماتوا أثناء الولادة أو في شهرهم الأول، أو لأطفال ماتوا بسبب الإسهال والجفاف والملاريا، وكل ذلك بسبب سوء التغذية أو لعدم حصولهم على التطعيمات أو الرعاية الصحية اللازمة."
من جانبها، قالت خبيرة العدوى والباحثة في أمراض الإيدز آنّا ميا إيكستروم إن هناك زيادة في أعداد الوفيات بين الشباب والوفيات بسبب أمراض يمكن علاجها أو الوقاية منها، خصوصاً مرض السلّ والإيدز. وعلقت على ذلك قائلة: "لقد خسرنا سنوات طويلة من العمل لتطوير الصحة العامة في العديد من هذه الدول".