(ندى القزح\ الوكالة الوطنية للإعلام)
هي النظرة الأخيرة، العناق والقبلة الأخيرة غاية أمنياتنا اليوم قبل أن يغادروا هذه الدنيا الفانية، فلحظة وداع الأحبة لطالما كانت قاسية، ولكنها ساعة لا بد منها لو مهما طالت الأيام.
إنه زمن الكورونا وقد حرق قلوبنا بلوعة الفراق الذي تبدلت ملامحه، هؤلاء الأبطال يموتون وحدهم في تلك الغرفة بعيدا من دفء العائلة وأنفاس محبتها، فالموت يحترم مواعيده وهو لا ينتظر أو يحابي أحدا، لأن ساعة الرحيل قد حانت ولا بد للقطار أن يقلع في الوقت المناسب.
نعم هو زمن موبوء، نشتهي فيه أن ندفن موتانا ونودعهم ونبكي فوق رؤوسهم ونشم رائحتهم للمرة الأخيرة قبل أن يرحلوا، فها هم يغادرون وحدهم بصمت. ومن كان يتوقع يوما أن نحرم أبسط حقوقنا في الحياة، ألا وهي مراسم الجنازة وحضور الأهل لنودع أمواتنا رسميا على أنغام الصلاة التي تبلسم ألمنا وتعزي قلوبنا المفجوعة مدى العمر.
و يا لقساوة هذا الدهر الذي يخطف الأحبة ويرحل بهم من دون أن يرأف بنا وبدموعنا، فالفراق مؤلم والموت قد يكون من أقسى محطات الحياة، وكيف بعد في زمن كورونا ومفاجآته التي لا تحصى ولا تعد.
لذلك نهدي هذا المقال إلى أرواح هؤلاء الأبطال الذين جاهدوا وحدهم وغادروا هذه الدنيا بعيدا عن أنفاس الحب التي رافقتهم طوال حياتهم، وإلى عائلاتهم أيضا التي كسر قلبها ذاك الفراق المر الأليم، علنا نكون بذلك نضيء شمعة في ظلمة الحزن ونعزي القلوب المحزونة.
تفاقم عدد الوفيات
في حديثنا مع الدكتور بيار إده، الاختصاصي في الأمراض الصدرية والإنعاش ورئيس العناية الفائقة في قسم الكورونا في مستشفى سيدة المعونات الجامعي جبيل عن موضوع وفيات كورونا، شعرنا بالأمل والعزاء على الرغم من مرارة الحقيقة لأن هذا الطبيب يدهشك بتفانيه وخدمته للمرضى ومرافقته لهم ولعائلاتهم بعناية ودقة تفوق توقعاتنا، فتلمس معه أن الطب رسالة بالفعل قبل أن يكون أي مهنة أخرى.
عن سبب تفاقم عدد الوفيات في المرحلة الأخيرة، قال إده: "أمر بديهي أن يزداد عدد المصابين مع مرور الوقت، وأن ينتقلوا من منازلهم إلى طوارئ المستشفيات ثم إلى الأقسام المخصصة لكورونا وبعدها إلى غرف العناية الفائقة حيث يصارع المريض بين الحياة والموت، وتستخدم أجهزة التنفس الاصطناعي بسبب القصور الرئوي لدفع الهواء إلى الرئتين مع زيادة مستوى الأوكسجين، وسوف يتكرر هذا المشهد إلى أن تنحسر الموجة من جديد".
أضاف: "لقد ساهم فتح البلد في فترة الأعياد في نهاية العام 2020 حيث تكثر اللقاءات والاجتماعات بتفشي الوباء، ونتخوف أيضا من عودة الحياة إلى طبيعتها والمرحلة التي نحن مقبلون عليها حيث تكثر الأعياد والمناسبات. ما لمسناه بعد مسيرة سنة ونصف مع فيروس كورونا هو وجود علاقة بين فصول السنة وانتشاره، فكما تخف حدة الإنفلونزا في الربيع والصيف وتكثر في الخريف والشتاء، كذلك فيروس الكوفيد-19 الذي لاحظنا انتشاره بشكل أكبر منذ شهر أيلول حتى اليوم".
وأضاف: "لا معلومات مثبتة وحقائق علمية حتى اليوم عن التحور الحاصل في الفيروس، غير أنه ينتشر بطريقة أسرع من السابق. وبحسب خبرتي كطبيب إنعاش في قسم الكورونا، يخيفني أكثر وضع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعين والسبعين وهم يعانون من البدانة أو أمراض سرطانية حالية أو سابقة، لأنني لاحظت تدهورا كبيرا في صحتهم بشكل سريع ومفاجئ. وصادفنا أيضا أن بعض المصابين في عز شبابهم وهم رياضيون ولا يعانون من أي مرض مزمن ، فقدوا معركتهم مع الفيروس على الرغم من صحتهم الجيدة. كما لاحظنا حالات خاصة صحية لبعض المسنين الذين أصيبوا، ولكنهم تعافوا وعادوا إلى منازلهم سالمين. إن نسبة المتوفين الذين تفوق أعمارهم الخمسة وسبعين عاما هي خمسين في المئة، وتكشف الدراسات أن الرجال هم عرضة للوفاة عند إصابتهم بالفيروس أكثر من النساء".
وعن الطاقم الطبي أكد أنه "يقوم بواجبه على أكمل وجه من حيث التضحيات والخدمة والعناية بالمرضى، فكما سمعنا في بلاد أوروبا وأميركا وغيرها عن تعب نفسي وإنهاك جسدي لدى العاملين في القطاع الصحي، كذلك نحن أيضا نعاني أكثر في لبنان بسبب تردي الأوضاع على كافة الأصعدة والمستوى المعيشي والاقتصادي وتفشي الكورونا وخسارة أحبائنا. فالبعض منهم مات وهو في عز شبابه وأولاده ما زالوا بأمس الحاجة إليه، ولا يمكن ألا نتأثر إنسانيا في حالات خاصة ونحزن لحزن الناس ونتألم معهم لأن الوضع صعب وقاس على الجميع. والعديد من الممرضات والممرضين والأطباء أصيبوا بالفيروس في أثناء تأديتهم الواجب، وعانوا أيضا لاستعادة عافيتهم بعد أن خضعوا للعلاج. إن النقص لكبير في المعدات والمستلزمات الطبية والثياب الواقية والأدوية، والمنظومة بأكملها لم تكن جاهزة لاستقبال موجة الوباء التي حصلت أخيرا على الرغم من السياسة التي اتبعتها وزارة الصحة وهي تأهيل المستشفيات الحكومية، فالإقبال كان كبيرا جدا على المستشفيات الخاصة بسبب الحاجة وعدم توفر الأسرة. نحن كنا نعلم أنه لا بد من حصول موجة ثانية بعد الموجة الأولى في الربيع الفائت، ولكن وضع البلد الاقتصادي لم يسمح للمستشفيات بتجهيز أقسامها لمواجهة تفشي الوباء لأن الكلفة باهظة. فلو تمكننا من تجهيز كاف وواف لاستقبال الموجة الثانية، ربما كنا استطعنا من تقليل عدد الوفيات نوعا ما، لأن الكورونا مرض قاس وأحيانا نقوم بكل ما بوسعنا وعلى الرغم من ذلك نخسر المريض أمام المعركة مع الوباء".
مرافقة العائلة والأهل
في حديثه كشف إده عن خطة عمل وضعها لمرافقة أهل المريض الذي يصارع بين الحياة والموت في غرفة العناية الفائقة، وقال:"لقد اعتمدت وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الأهداف النبيلة، وطلبت من أهل كل مريض خلق حساب خاص للعائلة والأصدقاء يتم من خلاله التواصل معي شخصيا لطمأنتهم وإعلامهم بكل جديد عن حال المريض الصحية إن إيجابا وإن سلبا، وأحيانا ألجأ إلى تصوير المريض عبر الهاتف بالفيديو وأرسله إلى عائلته إذا أرادوا رؤيته والاطمئنان عليه. علينا أن نستخدم حكمتنا في الطبابة ونشعر بوجع الناس، فأمر صعب جدا على العائلة أن ترسل مريضها إلى المستشفى وحيدا ولا تتمكن من رؤيته مجددا إذا لا سمح الله وسارت الأمور بشكل معاكس وتوفي. لذلك سمحت ببعض الزيارات القصيرة إلى غرف العناية لتعزية المريض والأهل، مع التزامهم الشروط المطلوبة ولبس الثياب الواقية والكمامة والنظارات، وأوضحت لهم أن زيارة المريض في هذه الظروف ليست من حقهم، ولكن من واجباتنا كمستشفى تابع للرهبانية اللبنانية المارونية أن نخفف وجعهم لنؤدي رسالتنا الإنسانية أيضا. وأشجع جميع الأطباء على استخدام وسائل التواصل لطمأنة الأهل ومواكبتهم في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم، لأن مهمتنا هي إنسانية قبل أي أمر آخر. وقد عاهدت نفسي كطبيب أن أقوم برسالتي في هذه المرحلة على أكمل وجه، فخصصت وقتا في كل مساء للتواصل مع الأهل والاستماع إلى أسئلتهم ومخاوفهم وهواجسهم".
وتابع:"في غرف العناية الفائقة، يتم استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي لمحاولة إنقاذ المريض فيكون في هذه الحالة نائما. لذلك قررنا مرافقة الأهل تحديدا في مرحلة العلاج ومتابعة الوضع الصحي معهم كل يوم بيومه. ولم نواجه حتى اليوم أي نوع من المشاكل مع عائلة المريض الذي يتوفى، لأننا نرافقهم جيدا وننقل إليهم الحقيقة كما هي ونحضرهم معنويا إذا وصلنا إلى طريق مسدود ورأينا أن المريض لا يتجاوب وهو على شفير الموت."
وفاة مريض الكورونا
توصي تعليمات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة بوضع الجثة في كيس يقفل جيدا، ثم ينقل إلى التابوت ويغلق فيتم تسليمه إلى الأهل لدفنه.
عن معاناة العائلة وتدابير الدفن الجديدة، شرح إده:"نحن نتفهم وجع الأهل وغضبهم أحيانا بسبب عدم رؤيتهم المريض المتوفي أو وداعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه كما جرت العادة عند الوفاة وتقبيل الميت والعناق الأخير، ويعود ذلك أن فيروس كورونا ممكن أن يلازم الجثة لفترة تمتد إلى ثلاثة أيام. كنا نتمنى لو أن الكيس مفتوح بشباك شفاف يستطيع الأهل رؤية وجه المريض ولو من بعيد قبل دفنه. فالبعض يطالب بالتأكد من هوية الجثة وهذا حق الأهل على الرغم من أن الحالة الجسدية وملامح وجه المتوفي لا يكونان بوضع جيد ومشجع، ولكن يصر الأهل على تثبيت الوفاة وبخاصة أنهم لم يرافقوه في لحظاته الأخيرة ومات وحيدا. كذلك يمنع فتح التابوت نهائيا بعد وضع الميت في داخله، خوفا من تطاير الفيروس وإمكان العدوى خلال عملية الفتح والإغلاق إذا ما كان عالقا على الكيس خلال نقله من الغرفة إلى الثلاجة. وما أقترحه هنا مؤاساة للأهل، هو فتح التابوت في المستشفى بطريقة محكمة ومدروسة لمن يريد إلقاء النظرة الأخيرة ضمن شروط وقائية محددة، واتخاذ أقصى التدابير قبل إغلاقه للمرة الأخيرة والاتجاه به إلى المدافن بعد تسليمه إلى جمعية دفن الموتى".
وتفاديا للتجمعات الكبيرة واللقاءات، أشار إده إلى أن "مراسم الجنازة ألغيت بشكل عام، يتم التوجه بالجثامين مباشرة إلى المدافن حيث تقام صلاة صغيرة مع عائلته قبل دفنه وتقبل التعازي عبر الهاتف. وهذا هو وجع الأهل، حرمانهم من أبسط حقوقهم لمرافقة الميت في ساعاته الأخيرة ووداعه وإقامة جنازة خاصة به وتكريمه بالصلاة وحضور الأحبة لمؤاساة العائلة. مع فتح البلد مجددا، قد يكون ممكنا إقامة مراسم الجنازة من جديد، لأن الخوف ليس من الجثة الموضوعة في تابوت مغلق والذي نستطيع تعقيمه جيدا قبل مباشرة الجنازة، بل الخوف هو من حضور الناس وعدم الوقاية والتزام التباعد الاجتماعي".
اختبار شخصي مع فيروس كورونا
تحدث إده عن اختباره الشخصي الذي عاشه حين أصيب بالفيروس وصعوبة المراحل التي مر بها، وقال:"حين خرجت من منزلي متوجها إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابتي، تساءلت ككل المصابين إذا كنت سأعود إلى بيتي مجددا وأرى عائلتي وصارحت زوجتي قبل المغادرة لأن الرئتين تضررتا بنسبة ستين في المئة، فمكثت في قسم الكورونا لمدة أسبوع كاملة. وكنت في كل صباح أتمنى أن أصبح في اليوم التالي أفضل، وألا أضطر للانتقال إلى قسم العناية الفائقة حيث أنا أعالج المرضى. تابعت حالتي الصحية مع الطبيب الذي سلمته ملفي، وكوني طبيبا أعالج مرضى الكورونا كنت على علم تام بكل ما يحصل معي، ومن الصعب جدا أن تسمع نفسك يصارع على آلة الأوكسيجين وكأنك تغرق وتحاول الخروج من الماء مجددا لتأخذ نفسا جديدا وتستمر في الحياة. وأتذكر هنا المثل الذي نردده دوما: "يا رب لا تسمح موت لا حريق ولا غريق ولا تشرحط على الطريق." فالحريق معناه أن يعاني الإنسان من الوجع، والغريق هو فقدان النفس، و"تشرحط على الطريق" أي ألا يموت وحيدا. فالكورونا جمعت الثلاثة معا أي الوجع وضيق النفس والموت وحيدا. لا أحد معصوم في هذه الحياة وأحمد الله أنني خرجت معافى من هذه المرحلة وعدت إلى عائلتي ومزاولة مهنتي كطبيب".
أضاف: "تعلمت من هذا الاختبار ألا يتكابر أحد على الفيروس ويستخف به، لأنه قد يكون قاسيا وينهي مشوار حياتنا على هذه الأرض. وها أنا اليوم كطبيب أتابع رسالتي الإنسانية والروحية والمعنوية، وقد اتخذت قراري بمرافقة مرضى الكورونا وأهلهم بكل دقة وأمانة لضميري وإنقاذ حياة الناس قدر المستطاع".
ختاما، نصح المواطنين باتخاذ أقصى تدابير الوقاية، "فعلينا أن نعتمد ثقافة عدم لمس الأعين والأنف والفم ونتعلم كيف نعيش في هذه المرحلة، ونحافظ على التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة دوما لحماية أنفسنا. وأنصح الجميع بتلقي اللقاح لو مهما كانت حالتهم الصحية، لنستطيع تكوين مناعة في مجتمعنا وحماية بعضنا البعض والحد من انتشار الفيروس، وأنا كطبيب قد تلقيت اللقاح لأحمي نفسي وعائلتي ومحيطي. من الضروري جدا أن نعلم أن الكورونا لن تختفي قريبا عن وجه الأرض بل ستستمر وتعيش معنا ونحن ننتظر الموجة الثالثة في الخريف المقبل، لذلك على المجتمع أن يتحصن جيدا من خلال أخذ اللقاح لنحمي بيوتنا وعائلاتنا. أعلم أن الكلام لا يعزي أهل الفقيد ولكن أشجعهم على التشبث بالحياة ومداواة جرحهم، على الرغم من الذكريات الحزينة والظروف القاسية التي مروا بها وفقدوا أحباءهم وعانوا من الاختبار المؤلم والموت في زمن كورونا".
حالة المصابين النفسية وأهلهم
للإضاءة على العامل النفسي عند مرضى كورونا وعائلاتهم، تواصلنا مع الدكتور طوني صوما اختصاصي ومسؤول وحدة علم النفس في مستشفى سيدة المعونات الجامعي الذي قال: "تتفاوت الحال النفسية لمريض كورونا بين شخص وآخر، نسبة إلى تاريخ حياته ومسيرته الشخصية والدعم الاجتماعي والعائلي الذي يعيشه. فالبعض يشعر بالخوف عند دخوله المستشفى حيث يعيش العزلة والقلق، وآخرون يعانون الشعور بالذنب لأنهم استهتروا ولم يعزلوا أنفسهم جيدا، ومن الشعور بالمجهول لأنهم لا يعلمون ماذا سيحصل بهم عند دخولهم المستشفى. وأثني أيضا على دور الطاقم الطبي الذي يرافق المريض والجهود المبذولة لتشجيعه وتفهم قلقه ووجعه النفسي، ما ينعكس إيجابا عليه وهذا أمر لا يستهان به لأنهم يتألمون معه ويحزنون عند موته. أحيانا يتساءلون إذا كان بإمكانهم فعل أي شيء آخر لإنقاذ الحياة ويناضلون يوميًا في ظل الأجواء الضيقة ومعاناة البلد والأزمة الاقتصادية. ونقوم بقدر المستطاع بدورات تدريبية وتشجيعية لهم، لمساندتهم في مهنتهم التي أصبحت بطولية في أيامنا هذه".
وتابع:"إن مريض العناية الفائقة الذي يتحضر للموت قد يمر في مراحل متعددة من نكران للواقع والغضب ثم الرضوخ وتقبل الوضع، وهذه المراحل التي يمر بها مريض الكورونا هي سريعة لأنها لا تطول كثيرا. وأنا أعاين بعض الأشخاص الذين خسروا أحد أفراد عائلتهم، ونعمل معا على عيش الحداد وتقبل الواقع لإيجاد معنى لما حصل وهو أمر قاس جدا للمحزون، لأنهم يتخيلون كيف توفي المريض وعانى في لحظاته الأخيرة، ويتمنون لو أنهم استطاعوا خدمته ومواساته مما يسبب عند البعض شعور بالذنب والقلق الدائم. عندما يكون الموت متعلقا بمريض الكورونا تطول فترة تقبل فكرة الفراق، فالأهل لا يستطيعون رؤيته وتوديعه رسميا وإقامة مراسم الجنازة التي تساعد المحزون على تقبل الواقع أكثر واستيعاب الحقيقة. لكن الاتصال عبر الهاتف للتعزية والحديث مع المحزون يواسي قليلا ويساعده على عيش حال الحداد التي تختلف من شخص إلى آخر، بحسب نوعية العلاقة التي كانت تربطه بالمتوفي والفئة العمرية وحالته الصحية، وحالته النفسية إذا كانت تسمح له بتقبل الموت ورحيل الأحبة".
ليت الزمن يعود يوما لنغير ذلك المسار والمصير، فلا تبقى اللوعة مدى العمر على ظروف رحيلهم، ولكن يبقى العزاء أن من خلق هذا الكون سيبلسم ألمنا ويضمد جراحنا مع مرور الزمن. ها نحن نودع أحباءنا في كل يوم، على أمل أن نلتقي بهم من جديد في دنيا الحق والنور، فنتحد مرة أخرى ونتعانق إلى الأبد حيث لا أوبئة لا أحزان ودموع بعد الآن.