(صحيفة فايننشال تايمز)
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن أصحاب الصلات والمشاهير استطاعوا الحصول على اللقاحات في الإمارات من خلال روابطهم مع العائلة الحاكمة في الإمارات. وجاء في تقرير أعده كل من سايمون كير وأنجلي رافال وأراش مسعودي وكلوي كورنيش أن مدراء الشركات والأثرياء انضموا إلى السياسيين والأمراء ممن حصلوا على التطعيم ضد كوفيد-19 في الإمارات.
ففي الأشهر الماضية تدفق الأغنياء والساسة والأمراء على الإمارات حيث ساعدهم الأصدقاء في المناصب العليا للحصول على منفذ للقاحات.
وقالت إن الممول البريطاني بن غولدسميث ومدراء في “سوفت بانك” كانوا من بين الذين انتفعوا من التطعيم السريع ضد كوفيد-19، حيث استخدم أفراد العائلة الحاكمة وأصحاب المناصب الحكومية في البلد لمساعدة غير المقيمين للحصول على اللقاح. وسافر بن غولدسميث وهو مستشار للحكومة البريطانية ونجل الممول جيمي غولدسميث إلى الإمارات في كانون الأول/ ديسمبر وقبل تطبيق إجراءات الإغلاق البريطانية وقرر البقاء هناك بدلا من العودة والعيش تحت ظروف الإغلاق.
وحصل غولدسميث وزوجته على لقاح بوينتك/فايزر بناء على دعوة أحد أفراد العائلة الحاكمة في أبو ظبي. وقال غولدسميث في تصريحات للصحيفة “لم يكن هدفنا التطعيم ولكن عندما حصلت الفرصة انتهزناها شاكرين”. وأضاف “تطعم الإمارات أي شخص يطلب، وكنا في المكان المناسب والوقت المناسب”، مع أن المقيمين في الإمارات هم من يحق لهم التطعيم.
وتم تطعيم 6 ملايين من عشرة ملايين نسمة هو عدد السكان الإجمالي ولدى الإمارات برنامج سريع للتطعيم وتقوم بتجارب مع شركة سينوفارم على اللقاح الذي تنتجه الشركة هذه وتخطط لتصنيعه. ولديها لقاحات تكفي لتطعيم كل السكان. وفي مرحلة ما قد تبدأ الإمارات برنامج سياحة اللقاح ولكن اللقاحات الزائدة تستخدم في الوقت الحالي لتطعيم غير المقيمين ممن لهم علاقات قوية مع المسؤولين والأمراء.
ويستطيع المسؤولون البارزون وأعضاء العائلة الحاكمة الحصول على استثناءات لتطعيم غير المقيمين. وتعرف هذه محليا بـ”واسطة اللقاح”، أي استخدام التأثير من أجل التطعيم.
وقال شخصان على معرفة مباشرة برحلة مجموعة صغيرة من مدراء “سوفت بانك” الذين انتقلوا في كانون الثاني/ يناير إلى الإمارات إنهم حصلوا على اللقاح أثناء إقامتهم. ومن بينهم راجيف ميسرا الذي يدير صندوق رؤية. ونظرا لأنهم غير مقيمين فمن المحتمل أنهم حصلوا على موافقة الحكومة للحصول على لقاحات مضادة لكوفيد-19. ولدى صندوق رؤية في سوفت بانك مكتب في المركز المالي في أبو ظبي، وتعتبر هيئة الاستثمار العامة السعودية من أهم المستثمرين فيه.
وقدم المسؤولون في أبو ظبي اللقاحات لمجموعة مختارة من رجال الأعمال غير المقيمين ممن يعملون مع الإمارة. وعرضت الإمارات اللقاح على مسؤولين في شركة الطاقة الإيطالية إيني بمن فيهم المدير التنفيذي كلوديو ديسكالز حيث حصلوا مجانا على بيونتك/فايرز لـ”أغراض العمل”.
وقال مسؤول في الشركة حصل على اللقاح: “التطعيم أكثر أمانا” و”من الصعب الحصول عليه وتحتاج لأيام”. وعادة ما يصل سياح اللقاح في طائرات خاصة ويقيمون في الفنادق الراقية على شاطئ دبي مثل مارديان أورينتال وفور سيزونز الجميرة ومنتجع بلغاري، حسبما قال رجل أعمال قام بالرحلة وحصل على اللقاح.
وقال مستثمر اطلع على الإجراءات “يأتي الأشخاص الذين لهم علاقات خاصة إلى هنا ويحصلون على اللقاح الذي يقدم إليهم بناء “علاقة صداقة وعائلية”. وأضاف أن “الشيوخ لديهم منفذ لمخازنهم واللقاحات متوفرة في المجلس”. وتم توسيع السخاء في اللقاحات لعائلات بعض المدراء التنفيذيين. واستقال في الشهر الماضي مارك ماشين، المدير السابق لصندوق تقاعد كبير في كندا، بعدما كشف أنه سافر إلى الإمارات في خرق لقوانين الإغلاق للحصول على اللقاح. كما تعرضت شقيقتان للملك فيليب، عاهل إسبانيا، لانتقادات بسبب حصولهن على اللقاح أثناء زيارة لوالدهن في أبو ظبي.
وكان هناك تدفق من باكستان والهند ولبنان للحصول على اللقاحات، حسبما قال عدد من الأشخاص في دبي. وقام عدد من الأثرياء الأجانب بفتح شركات قانونية تؤهلهم للحصول على الإقامة واللقاح أيضا، كما قال مستشار مالي. وقال مصرفي لبناني إنهم وأصدقاءهم حصلوا على دعم صلات قوية من أجل الحصول على حقن من ساينوفارم في مراكز التطعيم الكبيرة بدبي. وجاء ساسة من لبنان أيضا للتطعيم في الإمارات وكذا من دول بعيدة مثل جورجيا.
وشجع المقيمون في الإمارات عائلاتهم لزيارتهم من أجل الحصول على اللقاح. ولا يحق لهذه العائلات الحصول على اللقاح لكن أبناءها استخدموا علاقاتهم المؤثرة مع المسؤولين والأمراء من أجل تطعيم أفرادها. أما من لم يستطع فقد حصل عليه بشرائه من السوق المتوفر في العيادات الخاصة والذي ظهر في كانون الثاني/ يناير، حسبما قال شخصان على معرفة بالأمور. وقالا إن هذه التجارة غير الشرعية توقفت.
وفي فترة الفوضى في عمليات التطعيم في الإمارات التي بدأت في كانون الأول/ ديسمبر اعتمد البعض على الحظ، وقام أحد المقيمين في دبي باصطحاب ضيف له إلى مركز التطعيم وعندما قدم جواز سفره قبل وكان محظوظا كما قال.