إيمان مصطفى - كورونا نيوز
فرض انتشار فيروس كورونا عادات اجتماعية جديدة لم يعتادها اللبنانيون؛ حيث لم يعد بإمكانهم إقامة المراسم الجنائزية التقليدية بسبب قيود الحجر، كما لا يحظى أهالي الموتى أحياناً بوداع أحبّائهم الأخير. فبات الموت بلا عزاء. وفي الوقت الذي تدعو فيه البلديات لتكون التعزية عن طريق مواقع التّواصل الإجتماعي أو الإتصال عبر الهاتف، دون خيمة عزاء أو أي تجمّعات، حرصاً على سلامة أفراد الأسرة وسلامة المجتمع، يُعاند البعض القرار وتراهم يتجمّعون في مشهد "مستفز" في المقابر أو البيوت للعزاء بدون الكمامات أو إجراءات التباعد الإجتماعي.
وكغيرها من البلدات اللبنانية، تشهد منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت إرتفاعًا ملحوظًا في عدد إصابات فيروس كورونا، إلّا أنّ الإجراءات الوقائية المتّبعة من قبل المواطنين تكاد تكون "معدومة"، وفقاً لرئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور.
يصف منصور لنا المشهد بعدما قام أمس بجولة ميدانية في شوارع المنطقة، حيث المحال التجارية مفتوحة، دون إجراءات وقائية على أبوابها أو بين مرتاديها، وحوالي الـ 85% من نسبة المارّة غير ملتزمين بارتداء الكمامات، إلى جانب التّجمعات، وسط غياب الإجراءات الوقائية اللّازمة للحدّ من انتشار الفيروس في التّعزية بالوفاة والتّشييع وفي "الجبّانات".
يقول منصور لموقع "كورونا نيوز": "للأسف الشديد على الرغم من إجراءاتنا الصّارمة، والتّوعية المستمرّة، وتسطير محاضر ضبط للمخالفين وجولات عناصر الشرطة، إلّا أنّ الأهالي ربّما يئسوا من المرض وضجروا من التزام المنازل، خصوصاً أصحاب المحال، حيث لا يوجد مصدر دخل آخر يطعمون من خلاله أسرهم في ظلّ الوضع الاقتصادي المتردّي".
منصور يعتبر أنّ تفشي الفيروس بشكلٍ كبير في برج البراجنة يعود أولاً إلى عدد قاطنيه الكبير الذي يتجاوز مئات الألاف، إلى جانب عدم إكتراث المواطنين بإجراءات الوقاية.
وبعد البيان الذي أصدرته البلدية والذي دعت فيه باختصار التعزية على الهاتف، وعدم التّجمع في الجبّانات، والطلب من أهل الفقيد عدم ذكر زمان الدّفن منعاً لأي إحراج، إلّا أنّ البلدية لم تلق أي تجاوب من قبل الأهالي، بحسب منصور، الذي أسف للمشاهد التي يراها كل يوم في التّشييعات والجبانات، وعدم اكتراث المواطنين بإجراءات البلدية ودعواتها المتكرّرة للإلتزام بالتّدابير الوقائية، والأسوأ لعدم اكتراثهم للعقاب، إذ إنّ عناصر الشرطة تلاحق المخالفين وتسطّر بحقهم محاضر ضبط، إلى جانب إغلاق جميع الحسينيات وقاعات التعزية بهدف الحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، ولكن "لا حياة لم تنادي".
بلدية حارة حريك
في مشهد مختلف عن مشهد برج البراجنة، يلفت رئيس بلدية حارة حريك لموقع "كورونا نيوز" زياد واكد إلى أنّه هناك التزام في المنطقة بخصوص مراسم الدفن واقتصار التعزية على الهاتف، لكن الإستثناءات موجودة دائماً، إذ لاحقت البلدية بعض المخالفين وتصدّت لهذه الظاهرة بسرعة. ويشدّد على أنّ البلدية في الفترة الماضية كانت تُسطّر محاضر ضبط بمن لا يلتزم بإجراءات الحجر، وتضبط أي مخالفة تقوم بها المحال التجارية أو غيرها من المؤسسات.
بلدية الغبيري
في المقلب الآخر، يوضح رئيس بلدية الغبيري معن خليل أنّ البلدية تعمل بشكلٍ دائم لمواجهة فيروس كورونا، وقد منعت بحزم التجمعات العامة والإجتماعية والعائلية الكبيرة، وأعلنت عن ضوابط وإجراءات وقائية لتنظيم مراسم الدفن والعزاء في المقابر واقتصارها على أهل الفقيد فقط. ويشير إلى أنّ البلدية لم تلحظ خروقات كبيرة في هذا المجال، ويعزو السبب إلى أنّ المواطنين بات لديهم الوعي الكافي والبلدية لا تتهاون أبداً ممّا أثار الخوف قليلاً في نفوس أهالي المنطقة.