(موقع العهد الإخباري)
وصلت الدفعة الأولى من لقاحات كورونا إلى سوريا كهدية مقدمة من جمهورية الصين الشعبية التي وعدت بتقديم المزيد من اللقاحات إضافة إلى بعض المنظمات الدولية التي ترغب في السير على النهج ذاته. وحتى يصل اللقاح إلى مختلف شرائح المجتمع السوري اختارت وزارة الصحة البدء بإعطاء اللقاح إلى كوادرها الطبية التي تقف على الخط الأول لمواجهة الوباء.
الأولوية تفرض نفسها
أكد الدكتور عصام الأمين مدير عام مشفى المواساة الحكومي الذي يعد واحدًا من أكبر المشافي في سوريا أن كمية محدودة من لقاحات كوفيد 19 وصلت إلى سوريا كهدية من جمهورية الصين الشعبية. وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، لفت الأمين إلى أن هذه الكمية وزعت على الخط الأول من الأطباء والممرضين الذين هم على تماس مع الحالات الإيجابية الخاصة بالعزل، مضيفًا إن كميات أخرى من اللقاحات ستصل من الصين نفسها، وستوزع على "بقية الخطوط" مثل العنايات والعزل والإسعاف ومنها إلى كل الأقسام الطبية الأخرى.
الأمين أشار إلى أن مشفى المواساة يعتبر من المشافي الأساسية المعنية بالتصدي لوباء كورونا حيث المريض يشكل الهدف الأساسي الذي تتصل حمايته بحماية الكادر الطبي المشرف على علاجه.
وحول الأعراض الجانبية للقاحات نفى الأمين وجود أية أعراض منذ البدء بالتلقيح قبل نحو أسبوع من الآن.
البقية على قوائم الانتظار
مدير مشفى المواساة أكد أن الخط الثاني المعني بأخذ اللقاح هم الناس الكبار في السن ممن لديهم أمراض مزمنة وأمراض تحسسية وسكري وصولًا إلى تعميم اللقاح على جميع السوريين وهو أمر يحتاج إلى المزيد من الوقت، موضحًا أن الهدف المرسوم حاليًا والذي تتقاطع فيه سوريا مع العالم يتمثل في الوصول إلى نسبة ستين في المئة من الناس المحصنين باللقاح من أجل القضاء على فيروس كورونا وحتى ذلك الحين فإن الطريق لا يزال طويلًا في عملية وصول اللقاح، لذلك فإنه يجب اتباع الوسائل الاحترازية والوقاية، مثل لبس الكمامة والابتعاد عن المناطق المزدحمة والتعقيم وتحصين المناعة.
ننتظر المزيد من الأصدقاء
الدكتور أمين أعاد التذكير بانعكاس الحصار الجائر على عملية وصول اللقاح الأمر الذي جعل كمياته الحالية محدودة، وهو ما جعل سوريا متأخرة عن دول الجوار في تقديم اللقاح، فـ 65 ألف جرعة أعطيت في لبنان و150 ألف جرعة أعطيت في الأردن، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك ستكون هناك عملية تسارع في إعطاء اللقاح في سوريا.
مدير مشفى المواساة أشار إلى أن المنظمات الدولية وعدت سوريا بتزويدها بكميات كبيرة من اللقاح إضافة إلى وعود بذلك من دول صديقة مثل روسيا والصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولفت إلى أن عدد الإصابات في كوادر القطاع الصحي السوري بلغت نسبة 15 في المئة وهي مشابهة لنظيرتها في دول العالم.
الدكتور أمين أكد أن نسبة انتشار اللقاح في سوريا مرتبطة بتوفره، ووزارة الصحة السورية لا تقصر في مسألة توفيره لأكبر الشرائح الممكنة مشيرًا إلى أن الوصول إلى نسبة الستين بالمئة المنشودة تحتاج إلى أن يتم تلقيح عشرة ملايين سوري، وهؤلاء يجب أن يكونوا أكثر انتباهًا على اعتبار أن اللقاح لا يمنع الإصابة بل يجعل تأثيراتها أخف بكثير.
وحول نسبة الإصابات في سوريا، أكد مدير مشفى المواساة تعذر الحصول على رقم دقيق لأن فحوصات الـ"PCR" قليلة في سوريا نتيجة الحصار الجائر وأعراض كوفيد 19 متشابهة مع أعراض الإنفلونزا المتعددة، وأصحاب الحالات الصعبة هم فقط من يراجعون المشافي فيما الكثيرون يحملون الإصابة وهؤلاء لا يمكن احصاؤهم.