المصدر: واشنطن بوست / ترجمة الجزيرة نت
يتوقع مقال بواشنطن بوست (Washington Post) ألا يتم تطعيم سكان الدول الفقيرة بلقاحات "كوفيد-19" حتى عام 2024، ويطالب الدول الغنية والشركات المصنعة للقاحات بالتنازل مؤقتا عن فرض براءات الاختراع على تقنيات تصنيع هذه اللقاحات خلال الوباء.
ويقول كاتبا المقال ماثيو م. كافانا مدير سياسة الصحة العالمية ومبادرة السياسة في معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي بجامعة جورج تاون، ومادهافي سوندر العميد المشارك للبرامج الدولية وبرامج الدراسات العليا وأستاذ القانون في مركز القانون بجامعة جورج تاون، إن الدول الغنية ستتمكن من تطعيم سكانها جميعا خلال الشهور القليلة المقبلة بعد أن اشترت جرعات كافية لتطعيمهم عدة مرات، وإن الدول الفقيرة لن تجد قريبا طريقا لتحقيق مناعة القطيع، وقد لا يتم تطعيم سكانها حتى 2023 أو 2024.
وضع ظالم
ودعا الكاتبان إلى إجراء تغييرات فورية وحاسمة لإصلاح هذا الوضع الذي وصفوه بالظالم، ولتجنب كارثة تلحق بالصحة العامة على نطاق العالم، مشيرين إلى أن تطعيم الجميع في العالم ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضروري لإنهاء الوباء مع ظهور أنواع مختلفة من فيروس كورونا الجديد بمناطق عديدة في العالم.
وذكرا أن الولايات المتحدة وعددا صغيرا من الدول الغنية منعت أمس الأول في منظمة التجارة العالمية اقتراحا للتنازل مؤقتا عن التزام الدول بفرض براءات الاختراع على تقنيات "كوفيد-19"، بما في ذلك اللقاحات، خلال الوباء. وطالبا الدول التي منعت التنازل بالتخلي عن منعها، لتمرير التنازل بسرعة.
وأعادا إلى الأذهان أنه وقبل عقدين من الزمان، في خضم أزمة الإيدز، أكد إعلان الدوحة الصادر عن منظمة التجارة العالمية أن قواعد الملكية الفكرية "لا ينبغي أن تمنع الأعضاء من اتخاذ تدابير لحماية الصحة العامة".
لكن توضيح حق الدول في إصدار التراخيص الإجبارية وصنع الأدوية العامة جاء متأخرا وبعد أن توفي أكثر من 5 ملايين شخص في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بسبب الإيدز في انتظار أن توضح منظمة التجارة العالمية قواعدها.
حجج غير صحيحة
وقالا إن العالم حاليا في منتصف حالة طوارئ صحية عالمية أخرى، وإن حجج الدول الممانعة للتنازل عن براءات الاختراع غير صحيحة.
كانت الدول الممانعة للتنازل قد تحججت بأن براءات الاختراع ضرورية للابتكار وتؤدي إلى إبطاء الإمداد العالمي باللقاحات، وأنه حتى لو حصلت شركات الأدوية العامة في الدول غير الغنية على براءات الاختراع، فلا يمكنها تصنيع اللقاحات مثلها.
وأوضح الكاتبان أن براءات الاختراع أدت دورا ضئيلا، إن وجد، في تحفيز "بلوغ السرعة القصوى" للقاحات "كوفيد-19″، وأن تمويل لقاح مودرنا بالكامل -على سبيل المثال- تم تقريبا من قبل الحكومة الأميركية، مع تبرع إضافي بمليون دولار من قبل دوللي بارتون، ومن غير المناسب لشركة خاصة أن تحتكر التكنولوجيا الممولة من دافعي الضرائب، وأن هذه الشركة نفسها تدرك هذا، بعد أن أعلنت سابقا أنها لن تسعى إلى فرض براءات اختراع لقاحها.
تجنب تكرار أخطاء الماضي
واقترحا نقل التكنولوجيا لتمكين الشركات بالدول غير الغنية لتجهيز قدراتها التصنيعية بسرعة لصنع هذه اللقاحات، مع وجود خبراء على استعداد للمساعدة.
وقالا إن مشاركة التكنولوجيا مع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ممارسة معتادة للعديد من الأدوية، وإنها ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى، وإن العالم لا يسعه تكرار أخطاء الماضي، وإن عصر كورونا يجب أن يغيّر الطريقة التي نفكر بها بشأن براءات الاختراع والصحة العامة، كما أن حقوق الملكية الفكرية ليست غاية في حد ذاتها، بل هي أدوات لتعزيز ازدهار الإنسان.