(موقع العهد الإخباري)
من رحم الأم الى رحم المعاناة مباشرة. في لبنان نزل قطاع الطرق الى ميدان "نضالهم". وأوّل الغيث "النضالي" يأتي على شاكلة طفل حديث الولادة يبحث عن معبر يتحنن عليه، ويسمح له بالحياة.
مع استمرار قطع الطرقات على المواطنين اللبنانيين، من قبل مدعي الجوع والثورة، ترد اتصالات عديدة لموقع "العهد" الإخباري لتشكو فقدان الامن والامان على طرقات تحولّت الى معابر يديرها ميليشياويون بلا رحمة. في هذا الاطار، علم موقع "العهد" أن طفلًا حديث الولادة في مستشفى جامعي في بيروت، ولد اليوم قبل أوانه، ما يتطلب امداده المتواصل بالاوكسيجين وعناية خاصة به. وبما أن لا أماكن شاغرة للحالة في المستشفى الجامعي في بيروت جرى نقل المولود عبر الصليبب الأحمر اللبناني الى إحدى مستشفيات صيدا التي يتم التعاون معها في مثل هكذا حالات.
لكن القائمين على معبر الناعمة، تجردوا من كل حس انساني، فمنعوا سيارة الصليب الأحمر من المرور، وردوها من حيث جاءت، مع علمهم بوضع الطفل الدقيق داخل السيارة، وأنه يتلقى الأوكسيجين الصناعي.
الطفل حديث الولادة ليس الحالة الطبية الأولى التي يتم عرقلة مرورها عند معبر الناعمة اليوم، فقد علم موقع "العهد" الاخباري أن 4 سيارات على الأقل تابعة للصليب الأحمر قد تم منعها خلال ساعات من المرور واتمام مهامها الانسانية.
وأمام هذا الواقع، يسأل أحد الأطباء المعاينين للطفل الذي تمت اعادته الى المستشفى عن مسؤولية القوى الأمنية في تأمين حياة الناس والحفاظ عليها، مؤكدًا في حديث لـ"العهد" أنه جرت العادة على أن تنقل المستشفى أكثر من حالة في اليوم لحديثي الولادة الى مستشفيات صيدا نظرًا لنفاذ القدرة الاستيعابية داخل المستشفى (الذي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في علاج مرضى كورونا أيضًا). ومع استمرار قطع الطرقات، فإن الكثير من الحالات التي من المفترض أن تنقل الى خارج بيروت يتم ابقاؤها في المستشفى، مع ما يشكله ذلك من ضغط غير طبيعي، وخطر على حياة المرضى.
كثرت المناشدات، لكن الآذان صمّت على ما يبدو. أكثر من ثلاث ضحايا قضوا خلال أيام قليلة نتيجة لركن شاحنات في عرض الطرقات ليلًا بين جبيل وشكا، كما قتل منذ قرابة العام ضحيتان أيضًا على الطريق الساحلي بين الجنوب وبيروت نتيجة لأفعال قطاع الطرق، الذين لا يميزون بين مريض وعاجز ومضطر، فهل هكذا تولد الثورات؟ وهل بهذه الهمجية تتم المطالبة بالحقوق؟ وهل بقتل الأبرياء المغلوب على أمرهم.. تبنى الأوطان؟