انضمت أمس الاثنين كل من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا إلى 6 دول دول أوروبية أخرى قررت تعليق استخدام اللقاح لقاح " أسترازينيكا-أكسفورد" (AstraZeneca-Oxford) البريطاني بسبب ما أثير عن تسببه في جلطات دموية وآثار جانبية أخرى لدى عدد من البالغين  الذين تم إعطاؤهم جرعة منه. 

وقالت وزارة الصحة الألمانية إنه من الضروري إجراء دراسة معمقة بعد تقارير عن حوادث التسبب بجلطات دموية في أوروبا، في حين أعلنت  الحكومة الإسبانية تعليق استخدام نفس اللقاح لمدة 15 يوما.

وفي فرنسا، قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن بلاده قررت تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا بشكل احترازي إلى اليوم الثلاثاء، بانتظار موقف السلطات  الصحية الأوروبية منه.

وكانت الدانمارك والنرويج وآيسلندا وأيرلندا وهولندا وبلغاريا قررت تعليق استخدام هذا اللقاح، كما اتخذت دول خارج أوروبا -بينها إندونيسيا وتايلند  والكونغو الديمقراطية- إجراء مماثلا.

وفي إيطاليا، اتخذ قرار تعليق استخدام اللقاح احترازيا بعد التشاور بين رئيس الحكومة ووزير الصحة، ويأتي ذلك فيما دخلت معظم مناطق البلاد  المصنفة حمراء في إغلاق جديد حتى 6 أبريل/نيسان المقبل ضمن إجراءات مكافحة الوباء.

بدورها، قررت قبرص تعليق استخدام اللقاح حتى 18 آذار/مارس الجاري، حتى إصدار وكالة الأدوية الأوروبية تقريرها حول حالات خثار الأوردة  العميقة عند عدد من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح. كما قررت لاتفيا تعليق استخدام لقاح "أسترازينيكا" بشكل كامل حتى توضيح تأثيره على الحالة  الصحية لمتلقيه.

وأكد ديلسي رودريغيز، نائب الرئيس الفنزويلي، أن بلاده لن تصرح استخدام لقاح شركة "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، مشيرا إلى "آثاره  على المرضى".

وفي خضم المخاوف التي أثارتها التقارير عن إصابات بجلطات دموية ووفيات جراء استخدام لقاح أسترازينيكا، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية  تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المنظمة ستعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا بهذا الشأن، فيما قالت كبيرة علماء منظمة الصحة سمية سواميناتان إن المنظمة  في الوقت الراهن توصي الدول بمواصلة التلقيح بواسطة أسترازينيكا.

وفي تصريحات لـ"رويترز" أمس الاثنين قال كريستيان ليندماير المتحدث باسم المنظمة: "بمجرد أن تتوصل منظمة الصحة العالمية إلى فهم كامل لهذه  الأحداث، ستطرح على الفور كل النتائج وأي تغييرات غير متوقعة للتوصيات الحالية على عامة الناس".

وأضاف: "حتى اليوم لا يوجد دليل على أن الحوادث نتجت عن تلقي اللقاح ومن المهم أن تستمر حملات التطعيم حتى يمكننا إنقاذ الأرواح ومنع  الإصابة بحالات مرضية شديدة من الفيروس". 

وفي موقعها الإلكتروني، أشارت مجموعة أسترازينيكا إلى تقارير عن 37 حالة تجلط دموي من مجموع 17 مليون شخص تم تطعيمهم بلقاحها في دول  الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

من جهتها، أكدت مجموعة أكسفورد (Oxford) للقاحات البريطانية -التي شاركت في تطوير لقاح أسترازينيكا- أن اللقاح آمن.

وتحدث أندرو بولارد مدير مجموعة أكسفورد عن "أدلة مطمئنة للغاية على عدم وجود زيادة في ظاهرة الجلطة الدموية هنا في المملكة المتحدة، حيث  أعطيت معظم الجرعات الموزعة في أوروبا حتى الآن".

في سياق متصل، قال وزير الصحة الأوكراني مكسيم ستيبانوف، في مقابلة تلفزيونية، إن لقاح شركة "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا المستجد،  "في غاية الأمان".

وخلال اللقاء رد الوزير الأوكراني بالنفي، على سؤال حول هل يمكن أن يشكل هذا اللقاح، تهديدا لحياة الناس.

وكدليل على صحة كلامه، استشهد ستيبانوف، بتصريح وكالة الأدوية الأوروبية التي أكدت أن لقاح "أسترازينيكا"، لا يزيد بتاتا من خطر الإصابة  بجلطات الدم.

وأضاف الوزير: "لا أرى أية مشاكل، لا يوجد ما يمكن الحديث عنه في هذه الحالة".