المصدر: نيويورك تايمز / ترجمة: الجزيرة نت
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) إن إعلان عدة دول أوروبية التعليق المؤقت لاستخدام لقاح "أسترازينيكا-أكسفورد" (AstraZeneca-Oxford) المضاد لفيروس كورونا المستجد يعود إلى اعتبارات سياسية إضافة للاعتبارات العلمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان ألمانيا تعليق استخدام اللقاح مؤقتا شكّل ضغطا على الحكومات الأخرى بالاتحاد لاتخاذ قرار مشابه خشية أن تبدو وكأنها لا تلتزم الحذر، وسعيا منها إلى ظهور الاتحاد الأوروبي بصورة جبهة موحدة.
وانضمت ألمانيا وإيطاليا يوم الاثنين الماضي إلى عدد من الدول الأوروبية الأخرى التي علّقت استخدام "أسترازينيكا"، وذلك في إجراء احترازي بسبب تسجيل حالات إصابة بجلطات دموية في أوروبا بعد استخدام اللقاح.
وصرح نيكولا ماغريني مدير "وكالة الأدوية الإيطالية" (Italy’s Medicines Agency) لصحيفة "لا ريبوبليكا" (La Repubblica) بأن تعليق استخدام اللقاح "كان خيارا سياسيا"، مضيفا أن إيطاليا علقت استخدام أسترازينيكا لأن دولا أوروبية أخرى قررت القيام بذلك.
وقد اعترضت وكالة الأدوية الأوروبية (The European Medicines Agency) -التي تعتبر أكبر هيئة منظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي- على المخاوف بشأن اللقاح، وقالت إنه لا يوجد دليل على أن أسترازينيكا يسبب مشاكل صحية خطيرة، وأن فوائده في إنقاذ الأرواح تفوق مخاطر الآثار الجانبية التي قد تنجم عنه.
وقال المدير التنفيذي للوكالة إيمير كوك إن وكالته لا تزال تدرس القضية، وإنه "لا يوجد ما يشير إلى أن اللقاح قد تسبب في تلك الحالات"، في إشارة إلى حالات الإصابة بجلطات في الدم بعد تلقي جرعات أسترازينيكا.
وجاء في بيان أصدرته فرنسا أمس الثلاثاء أن الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ناقشا قرار تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا، وأن التعليقات الصادرة عن مشرفي قطاع الصحة الأوروبيين بشأن اللقاح "مشجعة".
وذكر البيان أن تعليق استخدام اللقاح "إجراء احترازي مؤقت" ريثما يصدر تقييم وكالة الأدوية الأوروبية بشأنه، وأن فرنسا وإيطاليا ستستأنفان حملات التطعيم بسرعة باستخدام اللقاح إذا كانت نتائج الاختبارات الإضافية التي تجريها عليه وكالة الأدوية الأوروبية إيجابية.
"علاقة سامة"
وأشار تقرير نيويورك تايمز إلى ما وصفه بالعلاقة السامة بين الدول الأوروبية والشركة المنتجة للقاح أسترازينيكا، والتي تعود أسبابها إلى تقليص الشركة شحنات اللقاح المقرر تسليمها للدول الأوروبية في الجزء الأول من العام الجاري.
وقالت المجلة إن ذلك الخلاف دفع الاتحاد الأوروبي إلى تشديد القواعد المتعلقة بتصدير لقاح أسترازينيكا وغيره من اللقاحات داخل الاتحاد، كما عمق مشاعر عدم الثقة في اللقاح بين بعض مسؤولي الصحة الأوروبيين، حيث لم يجز الاتحاد الأوروبي استخدامه إلا بعد شهر من إجازة استخدامه في بريطانيا.
ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن عدة دول في الاتحاد الأوروبي حصرت استخدام اللقاح على الشباب، وبررت ذلك بأن بيانات التجارب السريرية التي أجريت على اللقاح لا تكفي لاستخدامه على الكبار في السن.
وتقول الصحيفة إن هذا القرار قد يؤرق المشرعين الأوروبيين فيما بعد، حيث أظهر استخدام اللقاح في بريطانيا أن الجرعة الأولى من أسترازينيكا قللت من خطر إصابة كبار السن بمرض كوفيد-19 إلى حد كبير.