(موقع العهد الإخباري)
تواصل الجهات المعنية في منطقة البقاع جهودها الحثيثة لكبح جماح وباء "كورونا"، الذي انتشر بشكل كثيف بين البقاعيين مخلفًا عددا كبيرا من الضحايا، وذلك على الرغم من تدني أعداد المسجلين لتلقي اللقاح إذ لم تتخطَّ النسبة في محافظة بعلبك - الهرمل الـ10 % من السكان.
وفي تتبع للأرقام لدى الجهات المتابعة لملف مكافحة "كورونا" في المنطقة، نرى أن الحالات في منطقة البقاع تقترب من الـ25 ألفًا وتتوزع بين بعلبك (22089) والهرمل (2809)، فيما يتجاوز عدد الوفيات الـ400 بين بعلبك (357) والهرمل (70).
وفي ضوء هذه التطورات، يوضح بلال قطايا معاون مسؤول لجنة متابعة فيروس "كورونا" في منطقة البقاع لموقع "العهد" الإخباري أن "السلالة الجديدة من الفيروس ظهرت في البقاع باكرا، إذ إنه جرى تسجيل سرعة انتشار عالية في المنطقة بعد ملاحظة تدني نسبة الـ Ct value في فحوصات الـPCR"، مشيرا إلى أن "الفيروس المنتشر لديه قدرة عدوى أكثر من قبل وأنه أسرع انتشاراً، وهذا ما يعكس نسبة الإصابات المرتفعة".
وأضاف قطايا أن "العدوى لم تعد فردية ومحصورة في أفراد محددين ضمن العائلات، بل باتت منتشرة في كل أفراد العائلة مباشرة بعد تسجيل أول إصابة"، وقال: "كانت الإصابة في السابق تقتصر على حالة فردية لكن الوضع تغير، وهذا سببه التجمعات العائلية والمناسبات الاجتماعية".
مسار طويل من الانجازات حققتها لجنة "كورونا" في البقاع رغم الصعوبات، فمع انطلاق العام الجاري 2021، ونظرا لعجز المستشفيات عن تلبية الحاجات نتيجة الضغط في أقسام الطوارئ، أطلقت اللجنة ما يسمى بمشروع الرعاية الصحية المنزلية وهو أول مشروع انطلق في لبنان وليجري اعتماده لاحقا في مناطق أخرى".
وبحسب قطايا، جرى تقسيم المنطقة إلى 8 نطاقات جغرافية لتنفيذ المشروع، يتضمن كل نطاق منها لجنة مكونة من طبيب أو أكثر بالإضافة إلى call center وعدد من الممرضين.
وأكد قطايا أن المشروع يهدف إلى تحقيق أمرين هما:
1- رصد ومتابعة الحالات وتحويلها إلى الاستشفاء قبل تدهورها في المنزل.
2- السير في خطة علاجية في المنزل إذا لم تستدع الحاجة المرضية الانتقال إلى المستشفى.
وذكر أن "عدد الزيارات اليومية لبيوت المرضى وصل إلى حوالي 250 زيارة"، مضيفا أنه جرى "تأمين أكثر من 150 جهاز أوكسيجين وأكثر من 200 أسطوانة اوكسيجين حتى الآن".
"حقنة ا لكوكتيل"
وحول ما أثير أمس عن اعتماد بعض الصيادلة في بعلبك وصفات سريعة لمُصابي "كورونا" أو ما يسمى بـ"حقنة الكوكتيل"، رأى قطايا أن "ما ذكر هو كلام غير علمي"، وقال "في كل أنحاء العالم يقوم الصيدلي بإعطاء علاج فوري لأي مريض يقصده، والأخطاء واردة في هذا المجال.. وغالباً ما يجري إعطاء الناس أدوية غير صحيحة".
وذكر أن "الناس تلجأ إلى الصيدليات لتشتري دواءً بمبلغ زهيد ولعدم قدرتها على دفع كلفة معاينة الطبيب، كما أن الأوضاع المعيشية تمنعهم من قصد الطوارئ ودفع تكلفة الاستشفاء العالية".
واعتبر أن "الحديث عن عوارض الحقنة من حالات غيبوبة أو وفاة يحتاج إلى تدقيق أكثر"، وقال: "عندما تشتد عوارض المصاب في منزله ويأخذ مسكنًا عند تفاقم الآلام، فإن إهماله هو الذي سيقتله وليس الدواء".