في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (lefigaro) الفرنسية، تقول الكاتبة جين سينشال إنه في يوم الاثنين 15 مارس/آذار الجاري، أعلنت المديرية العامة للصحة في فرنسا -في بيان صحفي- عن "اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا في منطقة بروتاني (شمال غربي فرنسا)"، ولم تتمكن اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل من رصدها.
للوهلة الأولى، قد تبدو هذه المعلومات مقلقة، لكن المديرية العامة للصحة أكدت أن "التحليلات الأولى لهذه السلالة المتحورة الجديدة ليس بخطورة السلالات الأخرى، وأن قابلية انتشارها محدودة".
وأشارت الكاتبة إلى أنه تم اكتشاف "سلالة متحورة في منطقة بروتاني" لأول مرة في مركز مستشفى لانيون، بعد الكشف عن عدد من الحالات في 22 فبراير/شباط الماضي، ثم بعد 3 أسابيع، ووفقا للمديرية العامة للصحة، "تم تحديد 79 حالة، بما في ذلك 8 حالات حاملة للسلالة المتحورة الجديدة".
وأوضحت الكاتبة أنه رغم ظهور أعراض نموذجية واضحة تشير إلى إصابة بعض الأشخاص بفيروس كورونا، فإن نتيجة الاختبارات التي أجريت على عينات البلعوم الأنفي كانت سلبية. وأوضح عالم الأوبئة باسكال كريبي، وهو مدرس وباحث في علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في كلية الدراسات العليا في الصحة العامة، أنه "يترتب عن ذلك سيناريوهان: أحدهما مطمئن والآخر مقلق".
بخصوص السيناريو "المطمئن"، فإن عدم اكتشاف الفيروس في الشعب الهوائية العليا، يعني أنه غير موجود، وأنه هاجر بسرعة إلى الرئتين. لكن هذا يعني أيضا أنه سيكون أقل عدوى، لأن المسار الرئيسي للعدوى -الهباء الجوي- سيكون أقل.
أما في إطار السيناريو المقلق، فتثبت النتائج السلبية لفحص "تفاعل البوليميراز المتسلسل"، أو أيضا أن الفيروس قد تحور بدرجة كافية بحيث لا يمكن اكتشافه، وهو ما من شأنه أن يمثل مشكلة حقيقية في تشخيص الإصابة، لأنه لا يمكن تتبع حالات الإصابة أو كشفها بسهولة.
وإن كان باسكال كريبي رجح السيناريو الأول، لأن الفيروس "اكتشف في الرئتين بمجرد إجراء الفحوص العميقة"، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: " كيف انتقل بين هؤلاء الأشخاص إذا كان أقل عدوى؟"
هل يمكن أن تنتشر السلالة المتحورة البروتانية في مناطق أخرى؟
وأوضح باسكال كريبي أنه "إذا لم نتمكن من الكشف عن إحدى السلالات المتحورة، فهذا قد يعني أنها انتشرت في مناطق أخرى بالفعل من دون أن ندرك ذلك". إن التحقيق في هذه الكتلة الفيروسية جار لعدة أسابيع، وقد اتخذت السلطات المحلية والمحافظات ووكالة الصحة الإقليمية تدابير للحد من انتشار الفيروس، لا سيما من خلال "تسريع التطعيم، والتذكير بأهمية الحفاظ على التباعد الجسدي والحد من التجمعات، كما تم إجراء مراقبة وبائية للسكان.
وحذرت السلطات الفرنسية من ظهور أعراض محتملة لدى السكان المحيطين، لكن لم يتم الاشتباه في أن هذه الحالات حاملة للسلالة المتحورة الجديدة". وحسب قوله، يبدو الوضع تحت السيطرة.