أشار "ملتقى حوار وعطاء بلا حدود" في بيان، أنه "بعد مرور قرابة الشهر على إطلاقه الحملة الوطنية للتشجيع على تناول لقاحات كورونا، وتنظيمه فعاليات ونشاطات عدة على هذا الصعيد، تضمنت إقامة ندوات حوارية وإعداد فيديوهات توعوية تشجع المواطنين اللبنانيين على الإقبال على تسجيل أسمائهم على المنصة المخصصة لهذا الهدف، وعلى تناول اللقاحات التي تعتبر بحسب الكثير من الخبراء الطريقة الوحيدة لمحاولة تجاوز جائحة كورونا والسعي لوضع حد للخسائر الكبيرة التي تسبب بها هذا الفيروس في الأرواح والإقتصاد، أعلن منسق الملتقى بإسم الهيئة المركزية للملتقى الدكتور طلال حمود إستمرار اهتمام الملتقى بمتابعة مختلف مراحل هذه الحملة، بهدف دعمها والتشجيع على الإستجابة لها والعمل على توسيع أنشطتها على مستويات عدة، لأن الوضع الوبائي في لبنان قد بلغ الذروة بدليل ارتفاع أرقام التقارير اليومية التي تنشرها وزارة الصحة، والتي تشير إلى أرقام إصابات مخيفة نسبة لبلد صغير مثل لبنان".
وأوضح الدكتور حمود أنه "أمام هول الخسائر التي لا تزال تسجل والبطء الكبير الذي لاحظه الجميع في حملة التلقيح الوطنية، والتي تشير الى ان اعداد الذين تسجلوا على المنصة من اجل تلقي اللقاح لا تزال قليلة نسبة الى العدد الإجمالي للمقيمن في لبنان، ولتبديد مخاوف اللبنانيين أمام التعثر الذي أصاب هذه الحملة في بدايات إنطلاقها، وبهدف السعي لإستعادة الثقة التي تضعضعت قليلا بسبب الحملات الإعلامية المشبوهة التي دفعت بعض المواطنين للتردد في تسجيل أسمائهم، من أجل تلقي اللقاحات، بادر منسق الملتقى بالتواصل مع عدد من المعنيين بهدف إعادة تطمين الرأي العام بالنسبة للقاحات وللإضاءة على بعض الوقائع المتوافرة حتى الساعة، من أجل السعي لتدارك الوضع الكارثي الذي لا يزال يتهددنا. وقد شملت إتصالاته كلا من مستشار رئاسة الجمهورية للأمور الصحية والإجتماعية الدكتور وليد خوري، ورئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي ونقيب الأطباء في لبنان البروفسور شرف ابو شرف، وطرح عليهم الأسئلة والاستفسارات حول أمور عدة تتعلق بهذا الملف ومنها: ما هي الأعداد التي تم تلقيحها في لبنان حتى تاريخ اليوم، هل اعتمدتم لقاح استرازينكا، ومتى يبدأ إستعماله وما هي الإحتياطات او الموانع التي تحول دون إستعماله اذا وجدت، ماذا عن اللقاحات الأخرى مثل لقاحات شركتي جونسون ونوفافاكس، ماذا عن لقاح "سبوتنيك الروسي" واللقاحات الصينية"، لماذا نشهد عدم إقبال كبير على الحملة وضعف في اعداد المسجلين على المنصة، كيف تتدرج الحملة حتى اليوم وبحسب أي أولويات، ماذا عن الأساتذة والإعلاميين وهل تنصحون بتلقيح المرأة الحامل؟".
ولفت البيان إلى أن الأجوبة جاءت تفصيلية ونوجزها من خلال عرض لواقع الحملة والتوصيف الدقيق للحالة وبعض لتوصيات، بخاصة واننا في الملتقى سوف نسعى الى إطلاق فعاليات جديدة ضمن انشطة هذه الحملة منها على سبيل المثال لا الحصر، فيديو توعوي من أهم المرجعيات الروحية من اجل التوعية حول مخاطر التجمعات في المناسبات والأعياد الدينية وعلى ضرورة تناول اللقاحات لما فيها من مفعول وقائي يجنبنا خسارة المزيد من الأهل والأحبة والأصدقاء في ظل إستمرار تمدد هذه الجائحة التي لا تزال تفجعنا كل يوم بمواطنين وأحبة أبرياء تعذر عليهم، بسبب الظروف والصعوبات الاقتصادية الالتزام بقواعد وإجراءات الوقاية، ومنها ما يتعلق بتوفير مواد النظافة والتطهير، أو لمخالفة الحجر وارتياد أماكن العمل لتأمين لقمة العيش.
خوري
اعتبر الدكتور خوري أنه "بالنسبة للوضع الوبائي، ما زال لبنان في المرحلة الرابعة الشديدة الخطورة، لا بل اننا تعديناها بأشواط. وهي مرحلة تضع لبنان في مرتبة عالية المخاطر بالنسبة لجائحة كورونا".
وقال: "رغم الإقفال لم تكن النتائج على قدر التوقعات، خصوصا على مستوى بعض المناطق في لبنان، ومنها منطقة صور والنبطية وعاليه". وأشار إلى أن "هناك مناطق تزداد فيها الوفيات بشكل كبير"، محذرا من "الاعياد المقبلة عند الطوائف المسيحية والإسلامية الكريمة، التي قد تشكل خطرا كبيرا بسبب إحتمال مساهمة التجمعات التي ستشهدها هذه المناسبات في نشر الفيروس".
وأكد ضرورة نشر الوعي، داعيا "رجال الدين من كل الطوائف إلى مساعدتنا في هذه الحملات لحماية الأهل والأحبة والأصدقاء وكل المواطنين بشكل عام". وأوضح أن "إشغال الطاقة الإستشفائية وصل للذروة رغم إضافة اعداد كبيرة من أسرة العناية، لكن الأزمات الإقتصادية والمعيشية لحقت بقطاع الإستشفاء وضربته بشكل كبير، وهناك نقص كبير يزداد يوما بعد يوم بالكادر التمريضي والطبي اللذين يشهدان هجرة كبيرة بخاصة في المناطق الريفية والبعيدة عن بيروت".
ولفت بالنسبة للقاحات إلى أنه تم تسجيل زهاء 950 ألف شخص على المنصة، وهي نسبة ضئيلة جدا وتمثل قرابة الـ 15 % فقط من عدد المقيمين في لبنان. وقد تم حتى اليوم تلقيح 108 آلاف شخص وهي نسبة ضئيلة جدا ايضا بالنسبة للعدد الإجمالي للسكان (حوالى 2,1% من عدد السكان)، في حين ان بعض الدول وصلت الى نسب تعدت الـ 50 والـ 70 %. ولبنان هو اليوم الدولة رقم 90 عالميا لجهة نسبة التلقيح مقارنة بعدد المقيمين. ولكن يجب ان لا ننسى أن هناك قرابة 100 دولة لم تصلها بعد اي لقاحات، ولبنان يعتبر اذا متقدما مقارنة مع هذه الدول الفقيرة".
وأفاد بأن "الشركات الخاصة لم تستطع إستلام كل انواع اللقاحات لأسباب تتعلق بسياسات بعض الدول التي تفضل التعاون من دولة الى دولة".
وختم موضحا أنه "أمامنا عام ونصف على الأقل للوصول الى مناعة مجتمعية كافية، وبإنتظار ذلك علينا دعم وتزخيم خطة اللقاحات وتوسيع دور الشركات الخاصة والإستمرار في إعتماد كل اساليب الوقاية التي اصبح الجميع يعرفها والتي لا بد منها حتى مع تناول اللقاح".
عراجي
وأشار النائب عراجي إلى أن عدد اللقاحات المعطاة حتى اليوم هي حوالى 170 الف من لقاح فايزر 108 شخص تلقوا الجرعة الأوالى وحوالى 62 الف شخص تلقوا الجرعتين، وسيتم إعطاؤه لمن هم فوق 65 عاما، كما سيتم إستعمال لقاح استرازينكا الذي وصل البارحة اول دفعة منه، لمن هم دون هذه الفئة العمرية بين 55 و65 سنة تحديدا.
وقال: "لا يوجد سبب صحي أو مانع لإستعماله خاصة وان ادارة الدواء الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية عادوا وصادقوا على إستعماله بعد الحوداث والجلطات الوريدية والأعراض الجانبية الأخرى، التي ظهرت منذ فترة والتي احدثت بعض البلبلة وتسببت ببعض المخاوف وبإيقاف إستعماله موقتا في العديد من الدول. وبحسب الوكالة البريطانية للادوية فهو لقاح آمن وفعال. وهذا ما اكدته إدارة الأدوية والغذاء الاميركية حيث ان دراسة تم نشرها مؤخرا في الولايات المتحدة وتشيلي والبيرو، أظهرت فعالية اكبر بنسبة 80 الى 85 % بالمقارنة مع الدراسات الأخرى التي كانت قد اظهرت فعالية اقل. وهذا ما اكده ايضا الدكتور فاوتشي كبير إختصاصيي الأمراض الجرثومية في الولايات المتحدة.
وأوضح أن "لقاح "جونسون اند جونسون" حجزته الولايات المتحدة الاميركية لغاية حزيران وفقا لتصريح مسؤول على قناة سي ان ان. وبالنسبة للقاح Novavax لغاية الان فهو لم يأخذ موافقة الـ CDC وFDA approval في الولايات المتحدة ولم يبدأ بعد عملية تسويق. وبالنسبة للقاح الروسي Sputnik واللقاحات الصينيه، فإن شركات Pharmaline في لبنان، حجزت مليون جرعة من اللقاح الروسي وسوف يصل 50 الف منه بعد يومين، وستصل كميات اخرى خلال ثلاثة اسابيع. وهناك شركة أخرى حصلت على إذن لإستيراد هذا اللقاح. أما اللقاحات الصينية، فهناك مفاوضات بين احدى الشركات اللبنانية والـ Sinopharm وعلمت ان المفاوضات تتقدم ولكن لم يعط تاريخ لغاية الان لوصول هذه اللقاحات. كذلك هناك 50 الف جرعة من لقاح Sinopharm، علمت انها ستصل كهبه للحكومة اللبنانية. وكذلك من المتوقع ان يكون هناك هبة للجيش اللبناني من لقاحات Sinopharm.
وأشار إلى أن "الحملة إنتظمت الأمور فيها أكثر من ذي قبل، واصبحت المنصة قادرة ان ترسل أسماء اكثر. ومن الممكن أن نقول ان الثغرات فيها خفت بشكل كبير، واللقاح يعطى اليوم حسب الاولويات المعروفة وهي الجسم الطبي والمسنين ما فوق الـ 75 سنة. اما بالنسبة للأساتذة والاعلاميين، فقد علمت أن اللقاح القادم من AstraZeneca سوف يعطى لأساتذة التعليم الثانوي وللإداريين في المدارس. وبالنسبة للإعلاميين فقد كان نقيب المحررين اليوم في زيارة عند وزير الصحة، لكن الإعلاميين لا زالوا حتى اليوم في المرحلة الثالثة من الخطة".
وأوضح أنه "لا مانع من إعطاء اللقاحات للمرأة الحامل، بخاصة اذا كانت لديها عوامل خطورة كبيرة تجعل إصابتها خطيرة بفيروس كورونا مثل البدانة وامراض القلب او الضغط او السكري وغيرها. وتفيد المعطيات الواردة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول، أن لا مانع من تناول المرأة الحامل اللقاحات. وظهر ان الأجسام المناعية المضادة تظهر على المولود الجديد ولا نعرف حتى اليوم ما اذا كانت تحميه أم لا".
أبو شرف
واشار البروفسور ابو شرف إلى أن "اللجنة الوطنية للقاحات برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري تقدمت بخطة عمل مهمة، ونشكرها على الجهود الرائعة التي قامت بها اللجنة حتى اليوم آملا تصويبها اكثر، ومعالجة مواضع الخلل فيها التي ظهرت خلال عمليات التنفيذ".
واعتبر أن "مسألة حصر تسجيل الراغبين باللقاح فقط عبر منصة الوزارة، أظهر ثغرات كبيرة لأسباب لوجستية تتعلق بعدد اللقاحات وعديد الموظفين، ما ادى الى البطء في عملية التلقيح وتجاوز الأولويات احيانا".
ورأى أنه "من الممكن تجاوز الثغرات وإستدراكها لاحقا، خصوصا عند إشراك القطاع الخاص في هذه العملية وهو ما بدأ فعليا مع السماح بإستيراد لقاح "سبوتنيك الروسي"، مؤكدا وجوب الإسراع في عملية التلقيح وتجاوز شرط مجانية اللقاح، خصوصا بعد تحسن الإقبال على اللقاح على المستوى القطاعي بعد تجاوز الاشاعات حوله".
وشدد على "وجوب تضافر الجهود والإسراع في تحقيق المناعة المجتمعية لإستدراك الزيادة في عدد الإصابات، نتيجة عدم إلتزام المواطنين من جهة، وللتدارك السريع لخطورة الوضع الوبائي ووضع حد لإرتفاع اعداد الوفيات والإصابات الجديدة نتيجة لذلك خاصة بسبب ظهور سلالات جديدة متحورة اكثر خطورة وفتكا".
وذكر "بأننا قادمون على موسم اعياد عند الطوائف المسيحية والإسلامية الكريمة ويجب الالتزام بالاجراءات الصارمة، وعلى رجال الدين مساعدتنا في حملات التوعية وعلينا دائما ان نضع الازمة الاقتصادية في حساباتنا حتى تمر هذه المرحلة بأقل ما يمكن من الضرر".
وختم البيان: "في المحصلة وبعد استمزاج آراء المسؤولين والمعنين بهذا الملف، ختم الدكتور حمود بالقول انه وللأسف من الممكن الإستنتاج ان كل التوقعات تدل على ان الاصابات بفيروس كورونا ستستمر في الإرتفاع بشكل كبير في الأسابيع المقبلة الى معدلات كبيرة، ستنهك القطاع الصحي المنهك والمستنفر اصلا، وسوف تفوق القدرة الاستيعابية للمستشفيات والتقديمات الطبية والتمريضية التي تنخفض يوميا بسبب هجرة الأطقم الطبية والتمريضية، وسيكون الجميع امام امتحان صعب للغاية مما يحتم على الجميع الإلتزام الكامل بكل التدابير الوقائية المعروفة، تسريع عملية توزيع اللقاحات وتعديد مصادر إستيرادها لأن اللقاح والوقاية هما المداخل والمداميك الأساسية في عملية الحفاظ على الأهل والأحباء والأصدقاء، متخوفا من أن يؤدي ذلك الى الحاجة الى إعادة إغلاق البلد وخنق الإقتصاد الذي يعاني كثيرا في هذه الأيام. ولذلك علينا جميعا ان نتعاون لتحويل مناسباتنا الدينية واعيادانا المجيدة الى ايام دعاء، من اجل الخلاص والإنقاذ للأرواح البريئة التي ما زالت الجائحة تقضي عليها يوميا. وتمنى ان لا تتحول أعيادنا الى مواسم اسى وأحزان بسبب الإستخفاف والتهاون بتطبيق كل الإجراءات الوقائية والتمنع عن تناول اللقاح".