خلصت "القمة العالمية للتحصين والخدمات اللوجستية" التي نظمها "ائتلاف الأمل" يومي 29 آذار و30 منه برعاية وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات العربية المتحدة، إلى "أهمية العمل والتعاون والشراكة لسد فجوة التحصين العالمية في أسرع وقت".
وشهدت القمة الافتراضية التي استضافتها إمارة أبوظبي خلال اليومين المنصرمين، بحسب بيان، "سلسلة من جلسات النقاش والحوار بمشاركة عدد من أبرز المتخصصين من حول العالم في مجال الرعاية الصحية والمبادرات الخيرية وصناع القرار وكبار المسؤولين في القطاعين العام والخاص". وأجمع المشاركون على أن "الابتكار والإبداع والشمولية هي السبيل الحقيقي لإيجاد حل عالمي لمكافحة وباء كوفيد -19 وضمان إيصال اللقاح بعدل للجميع".
وألقى رئيس دائرة الصحة في أبوظبي عبدالله بن محمد آل حامد كلمة الافتتاح بعنوان "الابتكار والإبداع والاندماج: إيجاد الحل البشري للتحدي العالمي"، وتحدث عن "سرعة استجابة الدول والمجتمعات وتعاونها منذ ظهور الوباء".
وقال: "منذ العام 2020 وحتى الآن، لا يزال الوباء العالمي يشكل واحدا من أكبر التحديات العالمية وأكثرها تعقيدا في عصرنا الحديث. وهو ظرف استثنائي، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بتضامن العالم معا لمعالجة هذه المشكلة التي تتجاوز المجتمعات والحدود والقارات".
وأضاف: "توجد تقنيات مذهلة وتطورات علمية رائعة ظهرت نتيجة للوباء، وتعمل الدول في جميع أنحاء العالم بلا ملل أو كلل من أجل التوصل إلى أفضل الحلول لتحقيق الهدف نفسه".
وتابع: "نعتقد بقوة أنه لا يمكن أحدا القيام بهذا الجهد بمفرده. معا نمتلك القدرة على الإشراف على أكثر من 6 مليارات جرعة من اللقاح هذا العام، ونعمل جهودنا لزيادة ذلك وتقديم أكثر من 18 مليار جرعة لقاح بحلول نهاية 2021، ليتوافر تقديم اللقاح في شتى أنحاء العالم. يمثل الائتلاف حافزا لترسيخ سبل التعاون بين أكبر عدد مع الشركاء في جميع أنحاء العالم، ويمكنني القول إنه لا يمكن أي دولة التعافي من هذا الوباء إلا عبر تحقيق التعافي الشامل لجميع الدول الأخرى".
وألقى المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني كلمة ركزت على "سبل الوصول العادل إلى اللقاح"، وقال: "لقد أظهرت لنا الجائحة أن التضامن العالمي ليس صائبا من الناحية الأخلاقية فقط بل أيضا من الناحية الاستراتيجية. صحيح أنه قد يصعب علينا توقع تبعات الجائحة في الأيام ال، لكن نجاحنا يظل مرهونا بقدرتنا على ضمان الوصول الشامل والعادل للقاح إلى كل جزء من العالم. ونأمل أن تجمع روح الإنسانية والوحدة مختلف القطاعات معا في هذه القمة التي تمثل نموذجا يحتذى للمجتمع الدولي".
بدأت الجلسة الأولى بعنوان "الجهوز والتخطيط المسبق للاستجابة للطلب المتنامي على اللقاح ومواجهة التحديات" واستقطبت نخبة من الخبراء العالميين المتميزين الذين
ناقشوا "أفضل الطرق التي تعزز التنسيق وتساعد في التغلب على تحديات برنامج التحصين العالمي الشامل ضد فيروس كوفيد -19". وجرت "مناقشة الدروس المستفادة من جهود التحصين الإقليمية"
وبحثت جلسة النقاش التي ركزت على الشرق الأوسط بعنوان "تنسيق العمليات اللوجستية للقاح في الشرق الأوسط" في "طريقة حصول المناطق النائية ومناطق الصراعات على اللقاح، مع تسجيل منطقة الشرق الأوسط لأعلى معدلات التطعيم في العالم".
وتطرق المشاركون إلى "تنفيذ برامج التطعيم والتحديات المستمرة في المنطقة وسبل معالجتها، إلى جانب الدور الذي يمكن أن تؤديه المنطقة في دعم توصيل اللقاحات بكفاية وفاعلية إلى أجزاء أخرى من العالم".
وفي جلسة حوار أخرى، ركزت على أفريقيا بعنوان "التغلب على التحديات اللوجستية المعقدة لضمان الوصول العادل للقاحات في جميع أنحاء أفريقيا" جرت مناقشة "أهمية الشراكات في سلاسل التوريد لسد الفجوات الجغرافية، والتغلب على التحديات المالية وتحديات البنية التحتية. ومع وصول إجمالي عدد السكان إلى أكثر من 1,2 مليار نسمة في 54 دولة، وتصنيف 33 منها في فئة "أقل الدول نموا"، تفرض أفريقيا التحدي الأكبر في التمويل والخدمات اللوجستية للسلطات والمنظمات غير الحكومية التي تعمل على ضمان الوصول العادل للقاحات إلى كل الشعوب".
وتناول الخبراء "السبل التي ستكمن الشركاء في سلسلة التوريد من توفير اللقاح في القارة".
واختتمت القمة بجلسة ركزت على آسيا بعنوان "إنتاج اللقاح وتوزيعه في جميع أنحاء آسيا"، وتناولت "آخر التطورات في إنتاج اللقاحات عبر المنطقة، والتحديات الحالية التي تواجه جهود التوزيع، وضرورة التوصل إلى المزيد من اتفاقات التعاون والشراكة للمساعدة في التغلب على اختناقات سلاسل التوريد، وخصوصا في ما يتعلق بالوصول إلى المناطق النائية. ومع إرسال ملايين الجرعات، تواجه عملية التوزيع في جميع أنحاء المنطقة تحديات كثيرة تحتم دعم اتفاقات التعاون والشراكة لتعزيز الأداء العام لسلاسل التوريد".
وشهدت القمة، بحسب المنظمين، حضور أكثر من 4000 من كبار صناع القرار والمسؤولين الحكوميين والأطراف ذوي الصلة ومنظمات غير حكومية وعدد من الأكاديميين البارزين. وكانت بمثابة منتدى مفتوح لأبرز وأهم الشخصيات والشركات والمؤسسات لمناقشة التحديات اللوجستية المرتبطة بنقل اللقاح وتوزيعه، بهدف إيجاد حلول فاعلة لتحقيق الوصول الشامل والعادل للقاح في جميع أنحاء العالم".