استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون وفدا عراقيا برئاسة وزير الصحة والبيئة حسن التميمي، وذلك بحضور وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن.
وتمنى التميمي أن تكون الزيارة بادرة تعاون كبير في المجال الصحي بين البلدين، مؤكدا أن "هناك توجهًا حكوميًا عراقيًا لدعم لبنان على كافة المستويات وأولها المجال الصحي".
وكان حسن قد استقبل نظيره العراقي في مستهل زيارته للبنان، وعقد معه محادثات تناولت الاتفاقات التي يجري تطبيقها بين البلدين والبرامج المشتركة التي يتم التحضير لها.
ورحب حسن بالوزير العراقي، لافتا إلى أن هذه الزيارة "تأتي في ظروف ضاغطة على اللبنانيين وبائيا واقتصاديا ومعيشيا"، وقال إن "اللبنانيين مروا بمطبات كثيرة ومحطات حزينة ولكن تمسكهم الدائم بالحياة وبالنهوض يعطي أملا للأجيال بأن الاستسلام غير ممكن رغم كل الظروف".
وأشاد حسن "بدعم الأشقاء والأصدقاء وفي مقدمهم دولة العراق التي لم تقصر تجاه لبنان، إذ برز التأثير الإيجابي لما قدمته من دعم خصوصًا بعيد انفجار المرفأ الذي أرخى بآثاره على الواقع الاستشفائي كما السياسي في وطننا"، مضيفا أن العراق "يتابع اليوم من خلال هذه الزيارة مسيرة العطاء من خلال شحنة الدعم المقدمة للقطاع الصحي عبر وزارة الصحة".
وحول حملة التلقيح الجارية، أشار وزير الصحة إلى "بدء المؤشرات الإيجابية من خلال تسجيل تراجع نسبة الوفيات لدى الفئات المستهدفة، ما يؤكد أهمية الالتزام بالضوابط والتسجيل للقاح"، آملا أن "تتمكن منظمة الصحة العالمية ومنصة "كوفاكس" والشركات المنتجة للقاحات من الالتزام بوعودها تجاه الدول التي يصنفونها من العالم الثالث، فلا تتأخر الشحنات التي حجزها لبنان في وقت مبكر".
وأسف "لما تشهده الأجندة لديهم من تغييرات بما ينعكس تلقائيا على خطة التلقيح التي وضعها لبنان".
بدوره، أكد التميمي أن زيارته للبنان "تأتي بتوجيهات من رئيس الوزراء العراقي لتقديم الدعم للبنان في مواجهة الجائحة التي أثرت بشكل كبير على سير الحياة في الكثير من بلدان العالم ومن بينها العراق ولبنان"، مشيرا إلى أن "الحكومة العراقية جادة بدعم الشعب اللبناني في المجالات كافة".
ولفت التميمي إلى أن "العراق مرّ بظروف صعبة بعدما خاض عن العالم حربا دراماتيكية للقضاء على أكبر تنظيم إرهابي أراد أن يغير خريطة المنطقة، وكانت تضحيات الشعب العراقي السبيل للخلاص من كيان داعش الإرهابي"، مضيفا أن "الجائحة أثرت على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في كل دول العالم، وبعدما تأملنا بالحصول على اللقاح بهدف التقليل من تأثيرات الجائحة ومضاعفات الإصابة بالفيروس، نرى للأسف أن كمية اللقاحات المنتجة لا توازي أعداد البشر الموجودين على الكرة الأرضية؛ لذا يبرز عصف الجائحة في موازاة النسبة القليلة التي حصلت على اللقاح".
وقال إننا "نسعى إلى دعم أهلنا في بيروت، إذ من الواجب الحتمي على كل البلدان العربية أن تدعم بعضها البعض"، وتابع أن "لدينا اتفاقات موقعة وبرامج مشتركة نناقشها مع الوزير حسن ولن تكون هذه الزيارة الأخيرة، بل إن وزير الصحة اللبناني سيشرفنا في بغداد، وسنشكل فريق عمل مشترك لمتابعة البرامج الثنائية".
وأوضح في هذا السياق أن "في العراق بنى تحتية سيكون لها الأثر الأكبر في النهوض بالواقع الصحي، وتحتاج إلى خدمات صحية وفندقية".
وأمل التميمي "انعكاس الاتفاقات الثنائية مزيدا من التقدم بما يخدم مصالح الشعبين ويقلل من الأزمة الاقتصادية على أشقائنا في لبنان"، متمنيا "عبور هذه الأزمة بإذن الله".