نقلا عن الجزيرة نت
يمرّ رمضان الثاني على العالم الإسلامي في ظل جائحة فيروس كورونا الذي استهدف أبرز ملامح الشهر المبارك من صلوات جماعية، وولائم أسرية، وباعد بين الملتزمين بالإجراءات الصحية وغير الملتزمين أيضا ممن فتك بهم الفيروس أو أضرّ بأحبائهم.
لذا لا بد من الاستفادة من الأخطاء التي ارتكبت في رمضان الماضي واستقاء العبر مما حدث في التجربة الأولى في ظل الفيروس، فما هي تلك الأخطاء التي ينبغي لنا تجنب تكرارها؟
الكمامة
يقول عضو وحدة مكافحة كورونا في القدس فؤاد أبو حامد -للجزيرة نت- إنه شهد في رمضان الماضي حالات مؤلمة كثيرة بلغ بعضها حد الوفاة جراء ترك ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة وغيرها، وذلك ما زاد فرصة انتشار العدوى؛ فالاستهتار بلبس قطعة القماش الصغيرة تلك قد يجلب تبعات لا تحمد عقباها لدى الشخص أو المحيطين به.
الصلوات الجماعية في الأماكن المغلقة
هذا ما أخطأ به بعض المصلين في رمضان الماضي من المداومة على الذهاب إلى الصلاة داخل أماكن مغلقة دون التباعد أو ارتداء الكمامة، وهذا ما لا ينبغي أن يتكرر في رمضان الحالي، أو يستبدل بالعودة بحذر إلى الصلاة في أفنية المساجد أو الساحات المفتوحة مع التزام التدابير الصحية.
التهاون بالحجر الصحي
وشهد أبو حامد في رمضان الماضي وجود مصابين بفيروس كورونا داخل المساجد أثناء الصلاة، مستهجنا استهتارهم الذي قد يعرض حياة المصلين للخطر والوفاة، مؤكدا أن العزل التام للمريض هو واجب والتزام أخلاقي قبل كل شيء، والحفاظ على النفس والنفوس الأخرى من الأولويات في الإسلام.
كما أن المخالط غير المصاب ينبغي له التزام الحجر المنزلي وفق المدة القانونية، وعدم التساهل بالأمر بحجة أن رمضان يأتي مرة واحد في العام.
الولائم الكبرى
ويتميز شهر رمضان بكثافة الولائم والحرص على تفطير الصائمين وإكرامهم، لكن النفس البشرية هنا أهم من كل ذلك، فكثير من الولائم الكبرى في الأماكن المغلقة في رمضان الماضي نشرت العدوى إلى حد كبير وأضرّت بأرواح كثيرة.
وإن كان لا بد من الولائم هذا الشهر، فينبغي أن تقتصر على عدد قليل في مكان مفتوح، وأن يحرص جميع المدعوين على اتباع الإجراءات الصحية الوقائية، ويفضل أن يُفطّر الصائم من الأقارب أو المحتاجين في بيته؛ فالأجر ذاته، مع تغليب الصحة والمصلحة العامة.
التجمهر في الأسواق
وينصح خبير الصحة النفسية عبد الرحمن خوجا بتجنب تكرار خطأ التجمهر في الأسواق التجارية في أوقات الذروة قبيل الإفطار مثلا، لأن ذلك يجمع أناسا كثيرين في أماكن مغلقة، خصوصا أن رمضان موسم تخفيضات الأسعار، والتزود بالطعام والمشتريات؛ ودرءا لذلك، ينبغي اختيار الأوقات المناسبة الفارغة نوعا ما للتسوق، وترشيد الاستهلاك، واختيار الأصناف الضرورية التي يحتاج إليها المرء بعيدا عن فخ التخفيضات.
العزلة التامة والتفريط بالعبادات
"الزائد أخو الناقص" هذا ما ينطبق في رمضان الماضي على الأشخاص الذين اختاروا العزلة التامة خوفا من التقاط العدوى، ولزموا بيوتهم بعيدا عن الصلوات الجماعية والولائم، لكنهم في المقابل فرطوا في العبادات وتكاسلوا عنها، أو ضيعوا أوقاتهم الطويلة في البيت وركنوا إلى الراحة والفراغ دون استغلال الشهر الفضيل.
ورمضان هذا فرصة لإعادة تنظيم الوقت واستغلال الدقائق الثمينة مع الأسرة، للجمع بين الوقاية من الفيروس والعتق من النيران.
الإسراف المتوجس
في رمضان الماضي كثرت الإغلاقات الحكومية لتقليل تفشي الفيروس، ففتحت المحال التجارية في ساعات معينة، واشترى الصائمون بنهم وإسراف خوفا من أن تنقطع الإمدادات، وذلك أودى بهم داخل تجمعات تجارية مغلقة مكتظة، وأوقعهم في دوامة من الإسراف والتبذير الشرائي الفائض عن الحاجة. وهذا من أبرز الأخطاء التي ينبغي عدم تكراراها، بترشيد الاستهلاك وتنظيم الأوقات.