نقلا عن سكاي نيوز عربية
رغم الهلع الذي أحدثته جائحة كوفيد 19، إلا أن الكارثة حملت وجهاً إيجابياً عكسته حملات التكافل الاجتماعي، وتخفيفها الآثار الاقتصادية على المصابين والمتضررين منها في مسعى لزيادة الترابط بين الشرائح المجتمعية.
وفي بادرة إنسانية، تكفل مغتربان من أبناء قرية ديرونا آغي شرقي مدينة القامشلي بإطعام قريتهم الخاضعة لحجر كلي إثر تفشي جائحة كورونا بين القرويين بالكامل طيلة فترة إغلاقها.
وطبق قرار الإغلاق الكلي على القرية منذ السادس من الشهر الجاري بعد إصابة سكان القرية بفيروس كورونا والبالغ عددهم 250 عائلة.
وقرر شفان كندي ووائل مصطو الشابان المغتربان في ألمانيا التبرع لمد سكان ديرونا آغا بمادة الخبز خلال فترة الحجر الكامل والتي تزامنت مع أيام شهر رمضان المبارك.
وتطوع ثلاثة أشخاص بعد تقيدهم بالإجراءات الاحترازية بتوزيع الخبز على أهالي القرية، فيما الرابع منهم جهز سيارته للحالات الإسعافية والتأهب لنقل الحالات الحرجة من القرويين إلى المشافي الخاصة بالمرض طيلة فترة الحجر.
رفع المعاناة
وبهدف رفع المعاناة عن أهل قريته ساهم شفان والمقيم في بوخوم في ألمانيا بما يؤمن للأهالي حاجتهم من الخبز وهو ما اعتبره الشاب الثلاثيني واجبا مفروضا عليه طيلة مدة الإغلاق.
ولتجاوز المحنة تحدث شفان لسكاي نيوز عربية بأن الوضع الراهن يستوجب التكاتف، وأضاف: "علينا التكافل فكلنا معرضون للإصابة بالفيروس الوبائي فواجبنا مساعدة المحتاجين وتقليل الضغوطات الاقتصادية للكارثة والتحفيز على دعم أهالينا المتضررين، والمؤازرة في العون".
وقالت الناشطة المدنية أفين شيخموس إننا نحتاج للمبادرات الفردية والجماعية للتغلّب على الوباء.
وأشارت في حديثها لسكاي نيوزعربية الى أن إشاعة أجواء التكافل والتضامن تخفف الأعباء عن كاهل الناس.
وقالت:" أطلقت العديد من المبادرات التطوعية منذ تفشي المرض وجاءت بوسوم متنوعة منها مبادرات من أصحاب المحال التجارية والبيوت إعفاء المستأجرين لفترات معينة، ومبادرات بتكفل عوائل من الأرامل واليتامى بسلال غذائية وإطلاق بعض الأطباء لحملات مجانية بعلاج المرضى من أي وعكة خلال فترة الحجر وتقديم النصح والإرشادات في حال ظهور أعراض كورونا".
ونوهت إلى أن هذه المبادرات هي لفتة إنسانية بين السوريين تحث على الرحمة والتودد والتقرب بينهم وتبعث على الألفة والمحبة.
وقالت: "نتمنى أن تتحول هذه اللفتات الاستثنائية لثقافة عامة لا أن تظهر في الضائقة والمحن وتجد صداها في مجتمعنا الميال لمساعدة الآخرين في أقسى الظروف".
الأيادي البيضاء
ومن جانبه، قال وليد معمو الذي يقطن حي الهلالية غرب مدينة القامشلي إن لجنة إدارة شؤون الحي المعروفة بكومين الشهيد شيرو تؤمن بجهود خاصة ومنذ فترة الحجر الكلي على المدينة مادة الخبز وتوزعها على أهالي الحارة بشكل يومي.
وتابع متحدثاً لسكاي نيوز عربية أنه يتكفل بشكل يومي أحد أبناء الحي بثمن الخبز ليوزع مجاناً على الأهالي.
وأضاف: "الأيادي البيضاء خلال الأزمات والحروب تمد جسور الأمل مع المحتاجين وترسم البسمة على وجوههم للتغلب على هذا الوباء الذي فتك بالعالم فتتحول المحنة إلى منحة إنسانية تمدنا بطاقة إيجابية لاستجماع قوانا ومواصلة الصمود في مكافحة الوباء".
الإصابات 700% في شهر
وبحسب الإحصاءات الرسمية لهيئة الصحة فقد تخطت إصابات كورونا (12236) فيما حالات الوفاة كانت 422، و1365 حالة شفاء.
وحذرت الهيئة الثلاثاء من كارثة تهدد صحة المدنيين في شمال سوريا جراء الارتفاع الجنوني في عدد الإصابات بعد وصول الذروة الثالثة للوباء الفيروسي.
وخلال مؤتمر صحفي أعلن الدكتور" جوان مصطفى" الرّئيس المشترك لهيئة الصحة عن عجز الصحة عن وقف انتشار الفيروس رغم فرض الحجر الكلي على المدن، وتمديده لعشرة أيام إضافية منذ 13 من الشهر الجاري، مبيناً أن استجابة المشافي والمراكز الصحية لاستقبال المصابين قد تعدت قدرتها الاستيعابية بسبب سرعة تفشي المرض.
وأكد مسؤول الهيئة أن عدد الإصابات هي أكثر بكثير من المعلن عنها كون العينات غالباً ما تؤخذ بشكل عشوائي.
وشكك جوان مصطفى في جدية منظمة الصحة العالمية في تقديم اللقاح لسوريا عامة وللشمال السوري خاصة.
وكانت منظمة الهلال الأحمر الكردي في الشمال السوري قد كشفت قبل أقل من أسبوع أن نسبة الإصابات بفيروس كورونا قد ارتفعت بنسبة 700% خلال شهر.