بدأت بعض الدول في القارة الأوروبية بتنفيذ خطط للتخفيف التدريجي لإجراءات العزل من أجل التعايش مع واقع المرض الذي لا يوجد له علاج لحد الساعة، وذلك عقب انخفاض أعداد الإصابات والوفيات.
ففي النرويج، وبعد أن أعلنت السلطات سيطرتها على تفشي انتشار فيروس كورونا قبل أيام، فتحت المدارس الابتدائية اليوم الأربعاء أبوابها أمام الطلبة، بالإضافة إلى فتح ما تبقى من رياض الأطفال، معلنة بذلك بدء عودة الحياة تدريجيا وسط إجراءات وتدابير احترازية شديدة، مع متابعة دقيقة للدولة وأجهزتها المختصة.
وفي ألمانيا، أصبح ارتداء الكمامات الواقية في وسائل النقل والمحلات التجارية إلزاميا اعتبارا من اليوم في كافة أنحاء البلاد. ودعت السلطات الألمانية السكان إلى التزام الحذر في مواجهة الجائحة.
وأظهرت بيانات لمعهد "روبرت كوخ" للأمراض المعدية في ألمانيا رصد 1304 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد اليوم الأربعاء، بينما ارتفع عدد الوفيات بواقع 202 حالة وفاة مقارنة باليوم السابق، وناهز العدد الإجمالي 157641 حالة إصابة مؤكدة، وعدد الوفيات 6115.
وفي فرنسا المجاورة، قدم رئيس الوزراء إدوار فيليب أمس خريطة طريق لإعادة تشغيل البلاد تدريجيا اعتبارا من 11 أيار المقبل، وهو موعد كان حدده الرئيس إيمانويل ماكرون من قبل.
ووافق أغلبية أعضاء البرلمان الفرنسي على الخطة التي انتقدتها المعارضة، معتبرة أن العديد من نقاطها "غامضة".
وتشمل الخطة إجراء فحوص واسعة، وإعادة فتح المدارس تدريجيا، وإعادة فتح المحلات التجارية (لكن دون المقاهي والمطاعم)، وفرض ارتداء كمامات واقية في وسائل النقل العام. وستبقى الشواطئ ودور السينما والمتاحف الكبيرة والمسارح مغلقة، وستكون التجمعات لأكثر من عشرة أشخاص محظورة.
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي في خطاب أمام البرلمان من أنه سيكون على البلاد أن تتعايش مع الفيروس، موضحًا أن "الإفراط في عدم الاكتراث سيؤدي إلى انتشار الوباء مجددا، والإفراط في الحذر سيجعل البلاد بأكملها تغرق" بسبب التبعات الاقتصادية للمرض.
وفي إسبانيا، قدمت الحكومة خطة للخروج من العزل بشكل تدريجي وعلى مراحل إلى غاية نهاية حزيران المقبل، وذلك تبعا لتطورات الحالة الوبائية.
وكانت السلطات الإسبانية قد خففت إجراءات العزل، وسمحت للأطفال دون سن الرابعة عشرة بنزهة يومية، واعتبارا من السبت سيسمح بممارسة الرياضة شرط أن تكون فردية أو التنزه لأفراد الأسرة نفسها، لكن المدارس الإسبانية ستبقى مغلقة حتى أيلول المقبل.
وفي إيطاليا أكبر بؤرة لوفيات كورونا في أوروبا، حددت السلطات يوم الأربعاء المقبل موعدا لبدء تخفيف إجراءات العزل، مع استمرار حظر التجمعات والتنقل بين المناطق وفرض وضع كمامات واقية في وسائل النقل، بينما ستفتح المدارس أبوابها قبل أيلول المقبل.
بالمقابل، شددت الحكومة البريطانية على أنه من المبكر البدء بالتخفيف من إجراءات العزل الصحي المفروض، درءا للمزيد من انتشار المرض. ومن المنتظر أن تبدأ حكومة لندن اليوم إدراج وفيات كورونا المسجلة في دور كبار السن ضمن أرقامها اليومية الإجمالية، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاعها على الأرجح.
ويبلغ عدد المصابين بالفيروس في البلاد لحد الساعة أكثر من 161 ألفا، بينما يبلغ عدد حالات الوفيات 21678 وفاة.

