المصدر: الجزيرة نت
تعد الهند الموطن الأكثر قدرة على تصنيع لقاحات في العالم، ففيها معهد "سيرم أوف إنديا" (Serum Institute of India) الذي هو في قلب خطط مشروع "كوفاكس" (Covax) العالمي لمشاركة لقاح فيروس كورونا، وينظر إليه على أنه المفتاح لضمان حصول مليارات الأشخاص خارج الغرب على الحماية، وفقا لتقرير في سكاي نيوز (Sky News).
وغالبية الدول الـ93 التي تلقت إمدادات اللقاح من الهند موجودة في أفريقيا وآسيا، وهي من الدول الأفقر والأصغر التي ليست لديها قدرة إنتاجية خاصة بها والسكان في حاجة ماسة إلى الحماية.
والتزم معهد "سيرم أوف إنديا" بتقديم أكثر من مليار جرعة من لقاح "أسترازينكيا" (AstraZeneca) و"نوفاكس" (Novavax)، في حين أن 3 لقاحات أخرى -وهي "جونسون أند جونسون" (Johnson & Johnson)، وكوفاكسن من إنتاج شركة بهارات بيوتك (Bharat Biomedica’s Covaxin)، و"سبوتنك-في" (Sputnik-V) الروسي، يتم إنتاجها في الهند.
وقد تم إرسال أكثر من 66 مليون جرعة من اللقاحات الخمسة إلى 93 دولة مختلفة ووكالات تابعة للأمم المتحدة، وأكبر متلق منفرد هي بنغلاديش المجاورة للهند، بـ10.7 ملايين جرعة.
المملكة المتحدة أيضا تحصل على لقاحات من الهند، وتسلمت 5 ملايين جرعة من الطلب الأصلي البالغ 10 ملايين جرعة من لقاح أسترازينيكا، ولكن عندما حظرت الهند تصدير الملايين الخمسة الثانية، كانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا قلقة للغاية، لدرجة أنها طلبت إيقاف إعطاء الجرعة الأولى لمن هم تحت سن الخمسين بشكل مؤقت.
ومع تصاعد الإصابات والوفيات، فإن هناك مخاوف من أن البلاد قد لا تتمكن من مواصلة تصدير اللقاحات بشكل كاف، عبر إعادة توجيه هذه اللقاحات داخليا.
وكانت الهند قد التزمت بتسليم 200 مليون جرعة من لقاح كورونا خلال برنامج كوفاكس بحلول يونيو/حزيران، ولكن هذا الآن موضع شك كبير، حيث تم الوفاء بـ40% فقط من جدول الطلبات حتى الآن.
وعندما بدأت الهند الحد من تصدير اللقاحات، قال رئيس المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن مثل هذه التحركات قد تكون "كارثية" بالنسبة للدول الأفريقية.
وقال نكينغاسونغ، في بداية أبريل/نيسان: "إذا استمر تأخير (اللقاحات من الهند) -آمل أن يكون تأخيرا وليس حظرا- فسيكون ذلك كارثيا للوفاء بجدول التطعيم لدينا"، وذلك وفقا لما نقل موقع إيه بي سي الأسترالي.
وقد استمر هذا التأخير، ومن المرجح أن يستمر لبعض الوقت.
وتفشي كورونا ليس مجرد أزمة للهند، إنه أزمة للجميع. إذ تقول كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية الدكتورة سوميا سواميناثان "إن الفيروس لا يحترم الحدود أو الجنسيات أو العمر أو الجنس أو الدين"، وفقا لتقرير في بي بي سي (BBC).
وكشف وباء كورونا عن مدى ترابط العالم، وإذا كان لدى بلد ما مستويات عالية جدا من العدوى، فمن المحتمل أن ينتشر إلى بلدان أخرى.
حتى مع قيود السفر والاختبارات المتعددة والحجر الصحي، لا يزال من الممكن أن تنتقل العدوى.