يجري الآن تطوير عدة أقراص فموية مضادة للفيروسات تساعد على منع تطور أعراض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لدى المرضى المصابين حديثاً.
ورصد موقع "يو بي آي" الأميركي مجموعة من الجهود البحثية الخاصة بتطوير أقراص يمكن أن تمنع تطور الأعراض لدى مرضى فيروس كورونا المستجد المصابين حديثاً.
ونقل الموقع عن مدير التجارب السريرية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، الدكتور راجيش غاندي، قوله: "نحن بحاجة إلى أقراص يمكنها أن تجنب الناس الحاجة لدخول المستشفى، وقد حان وقت تطوير ذلك الآن".
وأضاف غاندي أن مثل هذه الأدوية المضادة للفيروسات ستستهدف الفيروس المسبب لكوفيد-19 خلال مرحلته الأكثر نشاطاً في جسم الإنسان، وهي الفترة التي تسبق ظهور الأعراض على الأشخاص.
وتابع: "بناءً على كل المعلومات المتوفرة لدينا خلال العام الماضي، فإن الفيروس يكون أكثر نشاطاً خلال الأيام القليلة الأولى السابقة لظهور الأعراض، وهي الفترة التي يتكاثر فيها الفيروس".
ورأى غاندي أنه من الضروري وجود دواء مضاد للفيروسات فعَال بشكل حقيقي ضد كورونا، قائلاً: "ما نحتاجه الآن أكثر من أي شيء آخر هو دواء يؤخذ عن طريق الفم، يمكنه أن يمنع الأشخاص المصابين بأعراض خفيفة إلى متوسطة من الإصابة بأعراض أكثر حدة".
وأكد غاندي أن الجهود جارية بالفعل لتطوير مثل هذا الدواء، وأن هناك آمال في أن يكون متاحاً قبل نهاية العام الجاري.
وأشار الموقع إلى أنه يتم تطوير عقار تجريبي بواسطة شركة "فايزر"، والذي يعمل بتقنية مشابهة لتلك المستخدمة في أدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي سي، حيث سيحد الدواء الجديد من إنتاج الجسم من الإنزيمات اللازمة لتكاثر الفيروس، فيما تستهدف بعض الأدوية الأخرى الفيروس التاجي نفسه، مما يعطل قدرته على التكاثر والانتشار.
وذكر الموقع إنه على الرغم من النجاح الهائل في تطوير لقاحات كوفيد-19، فإن هناك عدد قليل فقط من خيارات العلاج الجيدة التي تمنع الأشخاص الذين أصيبوا حديثاً من التقدم نحو الأعراض الحادة التي تتطلب دخول المستشفى، مشيراً إلى أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة تظل هي العلاج الوحيد، حتى الآن، الذي ثبت أنه يمنع العدوى الخفيفة من أن تصبح خطيرة.
وتابع: "لذلك، تتجه شركات الأدوية الآن إلى تطوير عقارات جديدة مضادة للفيروسات مثل عقار (فايزر) التجريبي، كما تقوم شركة (ميرك) بتطوير مضاد للفيروسات جديد أيضاً يؤخذ عن طريق الفم، وهو مولنوبيرافير، والذي سيكون بمثابة علاجاً منزلياً لمدة خمسة أيام لوقف تطور أعراض كوفيد-19، فيما تختبر شركة الأدوية السويسرية (روش) أقراصاً لنفس السبب أيضاً".
ورأى غاندي أنه يجب على الباحثين أن يكونوا منفتحين على إمكانية الجمع بين هذه الأدوية بطرق من شأنها أن تمنع مقاومة الفيروس لها، وذلك على غرار الأمزجة المستخدمة الآن للسيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية.
وبحسب الموقع فإن الخبراء يقولون إن هناك حاجة أيضاً إلى وجود أدوية أفضل للأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب الإصابة بكوفيد-19، حيث أنه في تلك المرحلة من المرض، لن تستطيع مضادات الفيروسات إحداث فرقاً كبيراً لأن الالتهاب يكون قد أدى لأعراض حادة تتطلب أجهزة التنفس الصناعي.
ويقول غاندي إن عقار ريميديسفير هو الدواء الوحيد المضاد للفيروسات المتاح الآن لمساعدة مرضى كوفيد-19 في المستشفيات، لكن فوائده تظل محدودة، حيث أنه له تأثير على تقصير وقت المكوث في المستشفى، وتقصير الوقت حتى تعافي الشخص، لكن لم يثبت أنه قد أدى لإنقاذ الأرواح.
وطالب الخبراء بضرورة البحث في مجموعات من الأدوية المضادة للالتهابات المختلفة لتحسين علاج مرضى كوفيد-19 في المستشفيات، مستشهدين بالتجارب السريرية على عقار "فلوفوكسامين" المضاد للاكتئاب كمثال، حيث أظهر الدواء بعض النتائج الواعدة في هذا الأمر، بحسب "يو بي آي".