المصدر: دويتشه فيله / ترجمة: الجزيرة
هل يزيد الأكل والشرب في الطائرة من خطر عدوى كورونا؟ وهل ترفع دورات المياه في الطائرات خطر انتشار عدوى كورونا؟ وكيف تحمي نفسك من كورونا في الطائرة؟ ماذا نعرف عن انتشار فيروس كورونا في الطائرات؟
كيف أحمي نفسي خلال رحلة الطيران من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"؟ سؤال يشغل بال الكثير من المسافرين، هذه أجوبة لأهم الأسئلة، خصوصا في فترة مرشحة لارتفاع الرحلات في فصلي الربيع والصيف، مع توسع حملات التطعيم ضد كورونا وبدء السيطرة على الوباء.
إجراءات كثيرة تمّ سنها منذ مدة في المطارات والطائرات لأجل منع انتشار فيروس كورونا، لكن تبقى عموما الطائرات مكانا أقلّ خطورة لانتشار العدوى من أماكن أخرى، إذا ما تمّ اتباع الإجراءات الصحيحة.
فريق تقصي الحقائق داخل دويتشه فيله تواصل مع خبراء وفحص دراسات لأجل الرد على أسئلة الجمهور:
ماذا نعرف عن انتشار فيروس كورونا في الطائرات؟
هناك ندرة في المعطيات، لذلك لا نفهم طرق انتشار كورونا في الرحلات إلا بشكل محدود للغاية. وعموما، يبقى ضروريا ارتداء أقنعة الوجه والحفاظ ما أمكن على التباعد.
تشير دراسة -وفقا لدويتشه فيله- نشرتها مجلة عن الأمراض المعدية الناشئة في مارس/آذار الماضي، أن شخصين لم يرتديا القناع، كانا أو على الأقل واحد منهما، سبباً في إصابة 4 أشخاص بالعدوى. وبعد تحليل الرحلة من دبي إلى أوكلاند في نيوزيلندا التي توقفت للتزود بالوقود في أحد المطارات لمدة 30 دقيقة، لم يكن نظام توزيع الهواء مشتغلا.
دراسة أخرى من المصدر ذاته، أشارت إلى أن ترك المقعد الأوسط داخل كل جهة في الطائرة (توجد عادة 3 مقاعد) يساهم في تقليل انتشار العدوى بـ57%، لكن الدراسة لم تشر إلى الكمامات وما إذا كان الركاب قد حرصوا على ارتدائها.
ما علاقة نظام تشغيل الهواء بكورونا؟
عندما يكون هذا النظام مشغَّلا، فخطر انتشار العدوى يقل، إذ يدخل هواء منعش ودافئ إلى المقصورة عبر نظام التكييف، كما أن الهواء الذي يزفره الركاب يتم تنظيفه عبر فلاتر منتشرة في المقصورة تحتفظ بجل الجزئيات المحمولة في الهواء، مما يجعل الهواء الداخل وهواء الزفير يمتزجان مع بعض. تختلف نسبة مكون كل منهما، لكن في بعض رحلات لوفتانزا، يصل إلى 60% لهواء نظام التكييف.
لا تزال الدراسات حول الموضوع غير موجودة، لكن الخبراء يرون أن أنظمة التكييف وانتشار الهواء لا يمكن لوحدها مواجهة العدوى، ولا تحل محلّ التوقف عن ارتداء الأقنعة.
"وجدنا أن دمج أنظمة التكييف يمكنها منع حوالي 99% من جزئيات كوفيد-19 الموجودة في الهواء، لكن فقط مع تنظيم الهواء وارتداء الأقنعة" يقول ليونارد ماركوس، من مبادرة هارفارد للصحة العامة داخل الطائرات.
وهناك من ينصح بأكثر من كمامة لضمان حماية أكبر.
حركة الركاب داخل الطائرة تلعب دوراً كبيراً، يقول تيمو ألريرش، أخصائي الأمراض التنفسية بجامعة أكون في برلين، مشيراً إلى أن هذا التحرك يمكنه التأثير على انتشار الهواء، لأن وتيرة تنظيف جزئيات الهواء تحتاج حينها إلى وقت أطول، مما يرفع خطر العدوى.
ماذا عن الأكل والشرب؟
يشجع الخبراء الركاب على تفادي الأكل والشرب طوال مدة الرحلة، وإن كان ذلك ضروريا، فيكون بسرعة، وأن يحاول الركاب القيام بذلك بشكل متفاوت، أي أنه عندما ينزع أحدهم الكمامة للأكل، ينتظره القريب منه حتى ينتهي.
السبب أنه في كل وقت يتم فيه إنزال الكمامة، يزداد خطر انتشار العدوى، كما أنه كلما ارتفع وقت الأكل زاد الخطر، يوضح ألريكس.
هل تزيد دورات المياه خطر انتشار العدوى؟
يبقى ذلك رهينا بمدى التزام الركاب بالنظافة، صحيح أن هذه الدورات (صغيرة الحجم) تعمل كذلك بالتكييف. لكن نزع الكمامة داخلها يزيد من خطر انتشار العدوى، وعلى الراكب أن يكون حذرا للغاية، فهو لا يعلم ما إذا كان الذي سبقه قد نزع الكمامة أم لا، وتشير دراسة حالة عن رحلة من ميلان إلى إنشيون (كوريا الجنوبية) إلى أن راكبة أصيبت بالعدوى بينما نزعت الكمامة داخل الحمام، وتبين أن 6 ركاب كانوا مصابين بالعدوى قبل دخولهم إلى الطائرة.
من المهم الإدراك أن سطح المرحاض يمكن أن يحتك به جسد الراكب تماما كلمس الصنبور وأسطح أخرى، ومن الممكن لجزئيات الفيروس أن تلمس اليد، وإذا ما لمس الراكب وجهه فهذا يعني احتمالية إصابته. لذلك تبقى نظافة اليدين واستخدام المعقمات وتجنب لمس الوجه وتنظيف مقعد المرحاض قبل وبعد الجلوس أمور مهمة جدا خلال زيارة دورات المياه داخل الطائرات، ينصح ليونارد ماركوس، من مبادرة هارفارد للصحة العامة داخل الطائرات.
كيف أحمي نفسي خلال الرحلة؟
بديهي أن ترتدي قناعا، لكن بعض الخبراء، كليونارد ماركوس، ينصحون حتى بارتداء قناعين لأجل حماية أكبر، وبقاء الوجه متوجها إلى الأمام خلال الجلوس، وتجنب الأكل والشرب متى كان ذلك ممكنا أو التأكد أن من هم قريبون منك يرتدونه، والإبقاء على فتحة التهوية العلوية فوق الكراسي مفتوحة لأن ذلك يحسن جودة الهواء ويقلل الانبعاثات الملوثة من شخص لآخر.
وهناك سؤال عما إذا كان الخطر يقل في حالة تلقي الراكب للتطعيم قبل سفره. من المهم جدا معرفة أن التطعيم لا يعطي مفعولا إلا بعد أسبوعين من تلقيه بشكل كامل (حقنتين بالنسبة للقاحات التي تتطلب ذلك)، وبالتالي يزيد التطعيم من الحماية بشكل كبير جدا، لكن ذلك لا يعني أن من تلقى التطعيم لن يتعرض للعدوى مجددا، خصوصا أمام الطفرات الجديدة للفيروس. وختاما ينصح بتفادي الازدحام داخل المطارات في كل الأماكن.