أعلن منسق "ملتقى حوار وعطاء بلا حدود" الدكتور طلال حمود أنه "استكمالا للحملة التي يقوم بها الملتقى منذ حوالي شهرين، تواصل "مع كل من الدكتور عبدالرحمن البزري- رئيس اللجنة الوطنية للقاحات كورونا في لبنان، الدكتور عاصم عراجي- رئيس لجنة الصحة النيابية البروفسور شرف أبو شرف- ونقيب أطباء لبنان في بيروت وأخيرا بالنائب السابق الدكتور وليد خوري - مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الصحية والاجتماعية" وتشاور معهم في واقع جائحة كورونا وحملة اللقاحات في لبنان.
ولفت رئيس اللجنة الوطنية للقاحات أن لبنان يشهد "مؤشرات جيدة عن الوباء، وهناك تحسن في نسبة الانتشار فهو ينحسر تدريجيا، سواء على نسبة الإصابات الجديدة على كل 100 الف مواطن، أو نسبة لعدد الوفيات، أو لعدد الفحوصات الإيجابية على مجمل الفحوصات التي نحصيها كل يوم".
وقال: "هذا يدل على انه بالإمكان السيطرة على الوباء الى حد كبير اذا اتبعنا ثلاثة امور رئيسية وهي: اولا التقيد بالإرشادات الصحية، ومنع التجمعات والإزدحام وخصوصا خلال الأعياد المقبلة لتفادي ما حصل في عطلتي الميلاد ورأس السنة المنصرمة، وثانيا، عبر استمرار وتوسيع عملية التلقيح ما يؤمن تمنيعا اكبر للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وثالثا، عبر قيام الدولة بواجبها لاسيما بإلتزام التوجيهات العلمية بعيدا عن التراخي وتحمل المسؤولية وعدم السعي لتجاوز توصيات الخبراء".
وأعتبر البزري ان "المؤشرات الجيدة تلك يجب ان تكون حافزا لنا للتعامل بحذر مع الفيروس فالتراخي قد يسمح بعودة الفيروس للانتشار في المجتمع".
وتناول خطة التلقيح ودمج بعض مراحلها وانطلاق تمنيع موظفي القطاع العام والهيئة التعليمية والجيش والقوى الامنية، وقال: "هناك الآن آلية لمراجعة وإضافة بعض الحالات المرضية ولو اننا تمنينا لو انها تكون آلية اسرع وافضل واكثر تجاوبا وقدرة على التعامل مع كل الامور التي تأتي اليها، إلا انها خطوة صحيحة بالإتجاه الصحيح".
ولفت الى أن "شركة فايزر تؤمن لقاحات تأتي بانتظام؛ لكن هذا غير كاف"، وقال: "نحن بحاجة الى المزيد من اللقاحات الأخرى. اما فيما يتعلق بلقاح استرازنيكا فإن الكميات التي وصلت منه هي قليلة وتم إستهلاكها ونحن ننتظر عدة كميات آتية لاسيما تلك الموجودة في مطار بيروت وتقدر بزهاء 50 الف جرعة، بعد انتهاء الاختبارات النوعية للمكتب العلمي لشركة استرازنيكا لكي يتم إستلامها من قبل وزارة الصحة، بالاضافة لاحتمال ورود كمية اضافية تقدر ب 100 الف لقاح.
وتابع: "في ما يتعلق بلقاح سبوتنيك 5 الروسي فهو اللقاح الوحيد الذي تمت دراسته علميا في لبنان، وتم إستياراد وإستهلاك 50 الف جرعة منه على 25 الف شخص ولكن شركة "فارمالاين" لم تستطع الحصول على كميات اضافية اخرى ونحن بإنتظار كميات اخرى منه عبر تلك الشركة وعبر بعض الشركات الأخرى. وبالنسبة للقاح الصيني سينوفارم فان 90 الف جرعة وصلت كهبة، 40 الف منها للجيش اللبناني و 50 الف لوزارة الصحة التي قدمت 10 الاف جرعة اضافية منها للجيش و40 الف وزعتها على القطاعات الإعلامية وبعض المؤسسات الأمنية والقطاع العام. ومن المفترض وصول 200 الف جرعة سبوتنيك منها 150 الف للجيش و50 الف ستوزع في السوق اللبناني عبر مؤسسات تنسق مع وزارة الصحة لمصلحة القطاع الخاص. وننتظر كميات كبيرة جدا من اللقاحات في شهر حزيران قد تفوق المليون جرعة لقاحية واكثر، ما يجعل الوزارة والهيئات الاخرى تضع خطة لإستيعاب هذا العدد الكبير واضافة مراكز تلقيح للوصول لمناطق لم تطبق فيها عمليات التلقيح بغزارة. اما شهر ايار فسيكون مستقرا نسبيا لجهة عملية التلقيح والضغط الكبير سيكون في شهر حزيران، وسيتم تعديل سعر لقاح سينوفارم الصيني ليصبح ملائما للواقع الإقتصادي للبنانيين في القطاع الخاص".
أضاف: "بالنسبة للجامعات اللبنانية، فقد سبق وسجلت وحجزت 420 ألف جرعة لقاح فايزر وفق ما يسمى بالتضامن بين الجامعات والوزارة من اجل تلقيح اساتذة وطلاب الجامعات لتفتح في فصل الخريف المقبل لبدء عام دراسي طبيعي".
وأوضح البزري أن دخول لقاح سبوتنيك-لايت الى الاسواق جاء "بصورة إدارية وليس علمية، لأن اللجان العلمية لم توافق عليه لأنه قيد التجربة والدراسات والمعلومات الاولية عليه سواء في روسيا، غانا او الدول العربية لم تنته بعد، ويعتقد ان تأثيره اقل بكثير من سبوتنيك العادي حيث يؤمن مناعة لا تتجاوز ثلاثة لأربعة اشهر، وهو يعطى على جرعة واحدة".
ورأى أن "العودة للحياة الطبيعية في لبنان يجب ان تكون تدريجية، لاسيما، عند إرتفاع نسبة التمنيع عبر التلقيح، كما يحصل في بريطانيا وغيرها، وعندما تصبح الحالات اقل من 150 حالة يوميا"، مشيرا الى ان "نسبة التلقيح لم تقارب ال 10بالمئة وهي نسبة منخفضة، ويجب الحرص والحذر خصوصا مع وجود المتحورات".
وعن المتحور الهندي قال: "نعتبر ان قرار منع السفر الذي اقرته الحكومة لا يؤمن الحماية الكاملة ومن الضروري التشدد في تطبيق آلية الحجر على المسافرين القادمين لأن إنتشارة في 22 دولة حتى الساعة وهو بإزدياد، والقيود لا تكفي على الهند بل الحجر والفحص يجب ان يكون لكل القادمين".
أما رئيس لجنة الصحة النيابية فلفت الى تراجع الإصابات، وقال: "هذا لا يقلل من أهمية المراقبة والمتابعة الدقيقة، فدول مثل البرازيل والهند، وبعد مرورها بفترات قليلة الإصابات، عادت وبسحر ساحر إلى الإرتفاع بشكل جنوني وغير مسبوق ومخيف، بعد تراخي الإلتزامات والتدابير الوقائية. فعلى المواطنين الإستمرار بإتخاذ تدابير الحماية الصحية كافة، والتخفيف قدر المستطاع من المناسبات الإجتماعية التي خفت إلى حد كبير".
واعتبر أن "عملية التلقيح، لم يكن لها دور كبير في تخفيف الإصابات، فنسبة الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح لا تتعدى 6،4 بالمئة من المواطنين، والذين تلقوا الجرعتين لا تتعدى نسبتهم 4 بالمئة".
وقال: "أما بالنسبة لأعداد اللقاحات، فنحن نستورد لقاحات شركتي فايزر واأسترازنيكا، والعدد الأكبر هو للقاح فايزر، فنحن إستلمنا فقط 33000 لقاح أسترازنيكا، والذين أخذوا اللقاح قد تخطى عددهم ال 400 ألف مواطن، وعملية التلقيح ولكن بالمجمل بإن عملية التلقيح في لبنان ما زالت بطيئة نسبيا، فكما يقول المثل "العين بصيرة واليد قصيرة"، فالتلقيح يتم حسب عدد اللقاحات التي يتم إستلامها، والنقص هو نقص وشح عالمي، ومعظم الدول تحاول الحصول على اللقاح لمواطنيها أولا، والإتحاد الأوروبي بادر إلى تقديم دعوى ضد شركة أسترازنيكا منذ ايام لعدم إلتزامها لا بالكميات ولا بمواعيد التسليم. فبعد إستلامنا 33000 لقاح أسترازنيكا، من المتوقع في الأيام المقبلة إستلام كمية 133000 لقاح جديد. وهنالك 55000 لقاح تم إستلامهم من معمل الإنتاج في روسيا، ووضعوا في مستشفى الحريري، وتقوم الشركة بإجراء الفحوصات المخبرية عليهم للتأكد من الجودة.
بالنسبة للتوصيات، فقد صدرت في الخارج توصيات بإعطاء لقاح الأسترازنيكا لمن هم فوق ال 55 سنة. أما بالنسبة لحالات الجلطات، فوزارة الصحة تقول بأن الأعداد هي قليلة جدا، وكما ذكر وزير الصحة، فهنالك حالات وفاة، ولكنها غير مرتبطة باللقاح.
أما بالنسبة للقاح الروسي سبوتنيك وللقاح الصيني، فالشركات المنتجة قد سمحت للقطاع الخاص بإستيراد اللقاحات هذه، بعكس شركات فايزر وأسترازنيكا التي لا تتعامل إلا مع وزارة الصحة ومع الدول مباشرة. وشركة فارمالاين قد أعلنت عن إستيراد مليون لقاح، ولغاية اليوم لم تحصل إلا على 50000 لقاح، وتم تلقيح 25000 مواطن فقط. والسبب يعود إلى أن شركة سبوتنيك لديها ضغوطات عالمية لتسليم اللقاحات إلى دول أخرى".
ولفت الى أنه "من المتوقع أن تنتهي دول كبرى كالولايات المتحدة الأميركية من عملية التلقيح في تموز المقبل، ويتم الإفراج أكثر فأكثر عن لقاحات شركتي فايزر ومودرنا وغيرها من اللقاحات كالنوفوفاكس".
أضاف: "نحن موعودون باستلام حوالي مليون لقاح من فايزر ونصف مليون لقاح من أسترازنيكا خلال شهري أيار وحزيران، بالإضافة إلى لقاحات سبوتنيك وسينوفارم، ولكن لن تعود الحياة إلى طبيعتها قبل شهر تشرين الثاني أو كانون الأول 2021. وايضا هنالك موضوع المناعة المجتمعية العالمية، وهذا يتطلب وقتا طويلا، لأن من تلقوا اللقاح قارب المليار في العالم خلال 5 أشهر، من أصل 8 مليار، ويمكن للتوقعات أن تتبدل من يوم ليوم إذا ظهرت تغيرات أو تحورات في الكورونا كالمتحور الهندي والبرازيلي، ولم نبلغ بعد عن وصول السلالة الهندية إلى لبنان، ومختبراتنا تحتاج إلى Genetic Sequence للتأكد من السلالة، ونحن لدينا مختبر واحد فقط يستطيع القيام بهذه الاختبارات. وعندما ظهرت السلالة البريطانية، تم إرسال العينات الطبية إلى فرنسا للتأكد".
أما نقيب الأطباء فقال: "بالعلم وبالمصارحة وبالشفافية يمكننا أن نتطور وأن نتقدم وأن نكسب ثقة الناس فينا".
أضاف: "هناك رأي عام بين المواطنين حول عدم المساواة باللقاحات بين المراكز والمناطق، وعلينا العمل على تجنب هذه الحالة في المستقبل بكل شفافية، وهنالك تساؤل حول الإحصاءات التي تصدر عن وزارة الصحة التي من المفترض أن تصلها الأرقام الصحيحة من المستشفيات ومن المختبرات ومن المنظمات الدولية العاملة في هذا القطاع، ونقول ذلك بهدف سد الثغرات الموجودة على أمل علاجها في أقرب وقت ممكن، والسؤال الذي يتردد الآن هو: ما هي نسبة المناعة المجتمعية في لبنان حتى الآن، وليس لدينا جواب على ذلك.
والسؤال الآخر المطروح أيضا هو حول سبب التأخير في إشراك القطاع الخاص في جلب اللقاحات إلى لبنان".
أضاف: "مما لا شك فيه بأن أعداد المصابين في المستشفيات وفي العنايات الفائقة إلى تراجع مستمر، وعلينا أن نكون حذرين جدا في هذه الفترة، وان نتقيد بكافة التعليمات والتوجيهات والتدابير الوقائية لنعود إلى الحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن، وخاصة لجهة منع التجمعات تجنبا لكارثة صحية نحن في غنى عنها. والخبرة من البرازيل والهند هي أمامنا لنتعلم من أضرار التراخي في تطبيق التدابير الوقائية".
وانهى كلامه بالقول: "على كافة الفعاليات السياسية والأمنية والدينية والسياحية أن تضافر جهودها لضبط الأوضاع للخروج من الأزمة بأقل أضرار ممكنة".
وأشار مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الصحية والإجتماعية الى انخفاض نسبة الإصابات وعدد حالات العناية الفائقة وقال: "نسبة انتشار العدوى أصبحت تحت 1 الى كل مريض منذ عدة اسابيع وهو مؤشر جيد أيضا. اما فيما يخص حملة اللقاحات فما زال عدد المسجلين على المنصة قليل وهو 1265000 شخص منهم من تلقى اول جرعة ويبلغون 302000 و171000 تناولوا جرعتين، ونحن نتصرف بحسب اللقاحات المتوافرة".
وطالب خوري بـ"تكثيف حملة التلقيح لتشجيع المقيمين على التسجيل في المنصة"، موضحا ان "535000 الف شخص من أصحاب الامراض المزمنة وذوي الحاجات الخاصة مسجلين ويشتكون من بطء وصول دورهم". واعتبر ان "اللجان تدرس آلية لدرس أوضاعهم والتأكد من وضعهم الصحي عبر تطبيق خاص، للتأكد من سلامة المعلومات".
وأشار الى أن "7 في المئة تقريبا من اللبنانيين تناولوا اللقاح وهي نسبة مقبولة". وقال: "نحن في المرتبة 80 عالميا بين الدول التي استلمت اللقاح".
وعن لقاح استرازينيكا قال: "نحن ملتزمون بإعطاء اللقاح للفئة العمرية بين 55 و60 عاما، من لقاح استرازنيكا، وهناك وفرة آتية من هذا اللقاح مما جعل اللجنة تفكر بتأمين اللقاح لمن هم بين 30 و55 عاما، وهناك بحث جدي لمن يرغب في تلقيه".
وأوضح ان "30 في المئة من الإعلاميين والأساتذة رفضوا تلقيه، ورغم ذلك فإن 31470 شخصا تلقوا هذا اللقاح دون أي آثار جانبية. وهناك فريق مختص يتابع تداعيات اللقاحات ولم ير اي حالات مقلقة حتى اليوم".
وتابع: "نحن نستلم بين 30 الى 50 الف لقاح من فايزر أسبوعيا وذلك بحسب العقد بين الدولة والشركة، كما نتلقى عبر منصة كوفاكس، لكن الوتيرة غير تراتبية، وتم شراء حوالي و290000 لقاح استرازنيكا وفايزر ستأتي 900 الف جرعة منه في شهر حزيران دفعة واحدة، ونحن سنقوم بتكبير سعة المراكز وإنشاء مراكز كبيرة للتلقيح (كملاعب وغيرها) لتتم عملية تلقيح ضخمة للبنانيين والمقيمين في الشهور الآتية".
وأوضح أن "7 ملايين جرعة امنتها الدولة وقرابة مليون جرعة سيتم بيعها للقطاع الخاص".
وقال: "هناك خطورة من فتح البلاد تماما وعام واحد كاف لتحقيق مناعة القطيع مع اخذ الاحتياطات كافة. ان عدد الإصابات تجاوز مليوني شخص في لبنان اذا احتسبنا الإصابات المؤكدة مضروبة بأربعة اضعاف ( 500 الف حالة مؤكدة ×4 ) بالإضافة الى مليون شخص سيتم تلقيحهم حتى نهاية الصيف، وباحتساب عدد الأطفال البالغ حوالي 120000 طفل والذين عوارضهم بسيطة، يكون لدينا4 ملايين شخص تقريبا لديهم مناعة. مما يظهر حاجتنا لتأمين لقاحات لمليونين و800 الف شخص الباقين".
وتمنى "أن تسرع عملية التلقيح قبل ان تصل المتحورات الجديدة فهي خطيرة وسريعة الانتشار".