تزايد الدعم الدولي للاقتراح الأميركي بوقف العمل ببراءات اختراع لقاحات فيروس كورونا، في وقت تواجه الدول الغنية اتهامات بتكديس الجرعات، بينما تكافح الدول الفقيرة لإطلاق برامج التطعيم وتطويرها.
وتحت الضغط الشديد لتخفيف حماية حقوق الملكية، قالت ممثلة التجارة الأميركية، كاثرين تاي، -في بيان- الأربعاء الماضي إن واشنطن "تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كورونا".
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعمه للحملة التي قادها مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون للتنازل عن براءات الاختراع الخاصة بلقاحات فيروس كورونا، رغم معارضة شركات الأدوية المصنعة للقاحات.
وقوبلت تصريحات بايدن باستحسان كبير، فقد اعتبرها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لحظة مفصلية في المعركة لإنهاء الجائحة؛ وأشادت بها العديد من المنظمات والهيئات الصحية حول العالم.
كما أشاد الاتحاد الأفريقي بالموقف، الذي وصفه بأنه "تعبير ملحوظ عن الريادة".
كما أيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة التنازل عن حماية براءات الاختراع للقاحات.
لكن في أوروبا، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن تردد في التنازل عن براءات الاختراع؛ لكنها قالت إن بروكسل مستعدة لمناقشة الاقتراح، بشكل يعالج الأزمة بفعالية وبراغماتية.
بدورها، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن اقتراح الولايات المتحدة التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات كورونا سيكون له تداعيات كبيرة على الإنتاج، مضيفة أن العناصر الرئيسة تتعلق بالطاقة الإنتاجية ومعايير الجودة أكثر من براءات الاختراع.
وتابعت المتحدثة -في بيان- أن "حماية حقوق الملكية الفكرية مصدر للابتكار، ويتعين أن تظل كذلك في المستقبل".
واعتبرت فون دير لاين أنه على المدى القصير يجب على كل الدول المنتجة للقاح السماح بتصديره، وعدم إعاقة عمليات الإنتاج.
ولقي الاقتراح معارضة من منظمة تمثل شركات أدوية كبرى، ووصفت الموقف الأميركي بأنه مخيب للآمال، محذّرة من أن الأمر قد يعيق الابتكار.
وتراجعت، الخميس، بعد إعلان الولايات المتحدة أسهم شركات تصنيع اللقاحات المدرجة في آسيا.
وقالت شركتا "بيونتك" (BioNTech) الألمانية و"فايزر" (Pfizer) الأميركية إن حماية براءات الاختراع لا تعيق إنتاج أو إمداد لقاحات كوفيد-19، كما أن إلغاءها لن يؤدي إلى زيادة عدد الجرعات على المديين القصير والمتوسط.
وتزود الشركة الآن أكثر من 90 دولة حول العالم باللقاحات، وتتوقع زيادة إنتاجها إلى نحو 3 مليارات جرعة بحلول نهاية العام مقارنة بـ2.5 مليار جرعة متوقعة سابقا.