(الوكالة الوطنية للإعلام)
كثرت هموم اللبنانيين في الآونة الأخيرة، لكن الهم الصحي يبدو الاكثر أهمية وله الاولوية لدى المواطنين، وإن كان الهم المعيشي والاقتصادي يضغط بشكل كبير على حياتهم ووصل الى حده الأقصى في ظل الارتفاع الجنوني للاسعار والدولار،الا ان الصحة تبقى الأهم، فوباء كورونا غير حياة العالم كله منذ اكثر من عام.
في لبنان، صحيح أن نسبة الاصابات والوفيات انخفضت، لكن من الضروري المحافظة على هذا الانخفاض، من خلال التزام الاجراءات والاقبال على تلقي اللقاح وعدم الانجرار وراء الاشاعات التي تطال تأثيرات اللقاحات.
وعليه،سألت "الوكالة الوطنية للاعلام" رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي عن انخفاض عدد المصابين، فأكد أن "أرقام المصابين والوفيات بوباء كورونا أفضل من السابق اذ اننا نشهد انخفاضا ملحوظا في عدد المصابين، بعد أن بلغت الاعداد سابقا 5000 إصابة. أما اليوم، فقد انخفضت الاصابات الى نحو 400 و500 إصابة وكذلك اعداد الاسرة في العناية الفائقة في المستشفيات انخفضت بشكل كبير، وأيضا في الغرف العادية لمرضى كورونا".
وقال: "إنه أمر جيد لكن الأهم أن نبقى محافظين على هذا المستوى ونعمل على تخفيف الاعداد أكثر فأكثر بالتزام الاجراءات ووضع الكمامات والتباعد الاجتماعي حتى نصل الى نسبة تلقيح مرتفعة"، مشيرا إلى أن "اللقاح ساعد في تدني الارقام بالاضافة الى التزام المواطنين الاجراءات الوقائية والتقليل من الزيارات"، ولفت الى ان "نسبة متلقي جرعتين من اللقاح بلغت نحو 4,5 في المئة وجرعة واحدة نحو 7 في المئة".
وأوضح أنه "بدءا من شهر حزيران المقبل، ستصل كميات كبيرة من اللقاح وهذا امر ايجابي"، مشيرا إلى أنه سيصل بدءا من حزيران نحو 173000 لقاح فايزر اسبوعيا".
أما بالسنة إلى وفاة شخصين بعد تلقيهما لقاح استرازينيكا، أوضح أن "لجنة اليقظة الدوائية، اللجنة العلمية التي تتابع تأثيرات اللقاحات، هي التي تحدد ما إذا كان سبب الوفاة اللقاح أو لا"، مشيرا إلى أن "تقرير اللجنة لم يصدر حتى الآن". ودعا المواطنين الى "الاقبال على التسجيل لتلقي اللقاح"، لافتا إلى أن "نسبة المسجلين حتى الان ما زالت ضئيلة".
أضاف: "قد نصل الى المناعة الاجتماعية أواخر السنة اذا استمر الالتزام والاقبال على التلقيح، إذ يجب ان نصل الى نسبة 80% من الملقحين حتى نصل الى التمنيع الاجتماعي. هناك فكرة مطروحة بأن تقوم وزارة الصحة خلال فصل الصيف بعملية تلقيح جماعي حيث ستقوم بزيارات الى مختلف المناطق وسيتم فتح مراكز تلقيح لجميع المواطنين حتى الناس التي لم تتسجل على المنصة، وهذا الامر يساعد جدا في زيادة أعداد الملقحين وانخفاض أعداد المصابين بكورونا".
وفي سياق آخر، أوضح انه "لن يتم رفع الدعم عن أدوية الامراض المزمنة والسرطانية ونحن في لجنة الصحة لن نقبل برفع الدعم عن الادوية"، واعتبر أن المواطنين يتهافتون على الصيدليات لخوفهم من فقدان الادوية من جهة، وتخوف أصحاب الصيدليات من عدم تأمين الادوية للمواطنين كافة، فيلجأون الى التقنين"، وأشار إلى أن "المطروح خفض الدعم عن الادوية من 85% إلى 80%".
بدوره، شرح الاختصاصي في الامراض الجرثومية رئيس اللجنة الوطنية لادارة اللقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث إلى "الوطنية"، أن "لجنة اليقظة التي تألفت في وزارة الصحة، وهي لجنة مستقلة مؤلفة من موظفين وأطباء وخبراء مستقلين، تتحقق من أسباب الوفاة"، مشيرا إلى أن "هناك حالتين توفيتا بعد تلقي لقاح استرازينيكا"، موضحا أن "حالة منهما من السهل الحسم بأن الوفاة ليس لها علاقة باللقاح والحالة الثانية تستوجب دراسة اكثر للتأكد من علاقة اللقاح بالوفاة"، وأكد أن المتابعة جدية والاطباء المشاركون في اللجنة مشهود لهم سواء في تخثر الدم أو الأمراض الجرثومية أو في علم الدواء".
ودعا المواطنين الى "عدم الخوف والقلق، فالأمر يتابع جديا ونحن في لجنة الأمراض الجرثومية نتابع الملف وأعطينا الثقة للجنة اليقظة"، مشيرا إلى أن "توصيات لجنة اللقاح دعت الى أخذ لقاح استرازينيكا لمن هم فوق الـ 30 عاما".
ولفت إلى أن "كمية اللقاحات قليلة حتى الآن ونسبة الملقحين بلغت 7%"، آملا أن "تزيد هذه النسبة في الاشهر المقبلة لأن نسبة اللقاحات التي ستصل لبنان سترتفع، وهذا ينعكس إيجابا على الوضع في البلد".
ودعا المواطنين الى "استمرار التزام الاجراءات الوقائية والتسجيل على المنصة لأخذ اللقاح حتى نصل الى المناعة الاجتماعية سريعا"، ولفت إلى أن " 1300000 شخص مسجلون على المنصة حتى الآن، بالإضافة الى القوى الأمنية والجيش وبعض الهيئات التي لديها منصات خاصة".
وختم مطمئنا إلى أن "المؤشرات الوبائية مريحة وسننتقل من المرحلة الرابعة الى المرحلة الثالثة في الأسبوع المقبل أو الذي يليه على أبعد تقدير"، معتبرا أننا في طور تخطي مرحلة الخطر الوبائي".
على أمل أن يصبح وباء كورونا ذكرى، نتمنى الوصول سريعا إلى التمنيع المجتمعي، عل القلق يزول من النفوس ونستعيد حياة طبيعية خالية من الأوبئة والخوف من العدوى.