أكد رئيس مجلس ادارة شركة مصنع "أروان" للصناعات الدوائية عبد الرزاق يوسف عبد الله، في مؤتمر صحافي عقده في مصنع الشركة في الشوف، "ان مشروع تصنيع لقاح "سبوتنيك v " الروسي في لبنان اقتصادي وسياسي هام للبلد، يعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان كدولة محورية في المنطقة"،
وقال: "ان المشروع خطوة هامة جدا وله مردود ايجابي بالدرجة الأولى على لبنان، حيث سيفتح المجال امام فرص عمل جديدة ويسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية من خلال توسيع دائرة العمل والتصنيع والإنتاج".
وأشار الى "ان المردود الإقتصادي لتصنيع اللقاح في حدود 600 مليون دولار، ويتطلب دعما حكوميا في حدود 20 مليون دولار"، وقال: "قمنا بتوسيع مروحة اتصالاتنا ولقاءاتنا، بجهد مشكور من وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال عماد حب الله، بهدف تسهيل تنفيذ المشروع وتحقيقه على أرض الواقع، فالتقينا رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، اللذين أبديا دعما كبيرا للمشروع، الى جانب دعم وزارتي الصناعة والصحة"، معتبرا "ان دعم الحكومة اللبنانية مهم جدا، فهي الجهة السياسية التي تمثل لبنان".
وقال:"ان ما نعانيه هو عدم توفر الأموال لان أموالنا مجمدة في المصارف اللبنانية، لذلك طلبنا من مصرف لبنان والحكومة الدعم لتسهيل انجاح هذا المشروع المفيد للبنان، ولكن على الرغم من ذلك، سعينا لايجاد الحلول لهذه المعضلة، من خلال الخيارات المتاحة امامنا. هناك طلب كبير من الدول التي هي بحاجة الى هذه اللقاحات، وهي على استعداد لدفع ثمنها مسبقا، وهذا خيار قد نلجأ اليه، للمساعدة في تحقيق المشروع".
واضاف: "نحن لم نقف امام هذه المعضلة، وكان لدينا عدة خيارات، لذلك أتممنا كل التفاصيل بالنسبة لتوقيع العقد مع روسيا، ونستعد اليوم للذهاب الى روسيا للتوقيع. كنا نأمل ان يكون هناك تسهيلات ودعم من مصرف لبنان لأنه مشروع اقتصادي وسياسي للبنان، فهو يعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان كدولة محورية وهامة في المنطقة. عندما طرحنا تصنيع هذا اللقاح، كان هدفنا التوفير على لبنان، اذ ان نسبة اللقاحات التي تمت في لبنان تبلغ 10 % فقط، وهذا اللقاح، ليس لمرة واحدة في الحياة، بل هو كل ستة اشهر او سنة، وبالتالي هو مشروع لعشر سنوات في المستقبل، ولقاح لا حدود زمنية له. نقوم بجهد كبير لوضع لبنان على خارطة الدول المصنعة للقاحات ضد كورونا، وهذه ليست عملية سهلة، ويكتنفها الكثير من المشقات والصعوبات، لكن ارادتنا قوية للوصول الى النجاح".
وتابع: "ان شاء الله سنوقع العقد مع الروس قريبا، وسوف نصدر هذا اللقاح الى دول المنطقة والعالم، وسيكون لدينا فائض كبير للبنان. لقد تكلمنا مع البنك الدولي الذي يحجز 90 مليون دولار للبنان لشراء اللقاح، فعندما يعتمد اللقاح من منظمة الصحة العالمية، نستطيع تمويل شراء هذه اللقاحات".
واشار الى "انه بعد توقيع العقد، يفترض ارسال المواد الخام لتصنيع اللقاح الذي يصل الينا بشكل مكثف ونقوم نحن بدورنا بتحليله، ومن ثم نقوم بوضعه بـ "vial" بعدها نتفق معهم على التسويق"، متوقعا "ان يتم الإنتاج بعد شهرين من استلام المواد الخام، على ان تليها فترة 20 يوما لتجرى على المنتج كل التحاليل في لبنان وروسيا".
واذا لفت الى ان "سعر اللقاح الحالي هو 38 دولارا"، اوضح ان "المنتج الوطني سيكون اقل كلفة"، لافتا الى وجود قانون في وزارة الصحة من ان المنتج الوطني لا بد من ان يكون أرخص من 15 الى 30 % من المستورد.
واكد عبد الله ان مصنع شركة "أروان" هو استثمار لبناني وعربي، وبعيد من اي صبغة سياسية"، وقال: "نسعى لوضع لبنان على خارطة طريق الصناعة الدوائية في العالم . لدينا ادوية ننتجها غير اللقاحات، وقد تكون غير موجودة في العالم العربي، اننا نصنع حوالى 40 دواء، ومعظمها غير متوفر في دول العالم، ونصدر الى مصر والأردن وسوريا ودول الخليج في الامارات والسعودية والكويت وقطر وعُمان والبحرين واليمن ودول اوروبا الشرقية وروسيا واوزباكستان وكازخستان وافغانستان وتركمستان وطاجكستان والى افريقيا في نيجيريا والكاميرون وكينيا".
وشدد على "اهمية دعم الحكومة اللبنانية للصناعة الوطنية"، مؤكدا ان "الأدوية الوطنية متوفرة في السوق اللبناي ولم تنقطع ابدا، رغم اننا نعاني من سوء الدعم من الدولة، التي تدعم الدواء الأجنبي بنسبة 85 بالمئة من قيمة الاستيراد، بينما الدواء الوطني يدعم فقط بالمواد الخام المستورد بحوالي 30 بالمئة""، داعيا الحكومة الى "دعم الدواء الوطني بنفس وتيرة دعم الدواء الاجنبي".
وأبدى اسفا كبيرا من انه بلغ دعم المستورد في لبنان، حسب تقارير مصرف لبنان، 528 مليون دولارا، والدعم الوطني 19 مليون دولار، ويبلغ في السنة مليار ومئة مليون دولار، والانتاج الوطني مئة مليون دولار".
من جهتها، اكدت المديرة العامة للمصنع الدكتورة رويدة دهام، "ان تجربة وخبرة المصنع كبيرة وهامة وهي التي اوصلته الى هذه المرحلة الهامة من الإستعداد لتصنيع لقاح "سبوتنيك 5"، واشارت الى "ان الكفاءات الموجودة من الموظفين في المصنع حاليا قادرة على انتاج هذا اللقاح". ولفتت الى "ان انتاج اللقاح قد يحتاج الى يد عاملة اكثر".
وأشارت الى ان المصنع ينتج عددا من الأدوية التي تعرف بالمنقذة للحياة، ومعظمها ما زالت تستورد من الخارج، وتتم صناعة هذه الأدوية وفق احدث المعدات والاساليب المتطورة جدا في العالم. واعلنت ان مصنع اروان ينتج 80 بالمئة من ادوية المستشفيات على هيئة حقن، من مضادات حيوية الى بنج وادوية تستخدم في غرف العمليات". وأسفت "لان بعض المستشفيات في لبنان مازالت تعتمد الادوية والأجنبية".
واكدت "ان "أروان" هي الشركة الوحيدة التي صنعت في العام الماضي مستحضرا للكورونا "رامسدفير"، والاسم التجاري هو للمصنع هو "فلكسي فير" وقمنا بتسويقه في لبنان، وهو مسجل في وزارة الصحة، وسعره اقل بـ 40 % من سعر الدواء الأجنبي".