نظمت المستشارية الثقافية الإيرانية لدى لبنان، بالتعاون مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية "إنا"، ندوتها الفكرية الثالثة ضمن سلسلة "جدليات كورونية عبر الفضاء الافتراضي"، بعنوان "كورونا: جدليات الخلاص"، مقاربة فكرية عن مفهوم النجاة والانتظار بعد التأثيرات والتداعيات التي ولدتها جائحة كورونا على الإنسان والمجتمع، وذلك عبر تطبيق Zoom Cloud Meeting، الذي يمكن تحميله عبر الهواتف والأجهزة اللوحية والكومبيوترات.
وفي البداية أوضح المستشار الثقافي عباس خامه يار أن "الندوة ستحاول تقديم مقاربة فكرية أولية عن مفهوم النجاة والانتظار بعد التأثيرات والتداعيات التي ولدتها جائحة كورونا على الإنسان والمجتمع". وقال: "نحن في جدلية الخلاص من مخلفات كورونا، نرى فلسفة الانتظار والتدبير تطفو على سطح التفكير الإنساني، انتظار الخلاص السماوي من هذه الأزمة والتدبر والتدبير للخروج من هذه الحقبة الوبائية بأقل الخسائر، سواء على صعيد الاقتصاد أو المعنويات. واذا سلمنا بأثر الوباء السلبي في ايجاد التباعد الاجتماعي، غير اننا لا ننكر تقاربنا الأسري وتعاطفنا الانساني مع أخينا الانسان، هذا التعاطف الذي يعد أنبل المشاعر الانسانية".
بعدها تحدث الباحث الإسلامي العضو في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في إيران من مدينة قم الشيخ محمد سعيد النعماني، عن أن "هناك ضحايا لجائحة كورونا بمئات الآلاف". وسأل: "كيف يمكن أن نستفيد من الجائحة؟ الدعاء والتوجه الى الله المنقذ الأول والأخير هما في فطرة الإنسان واتخذهما الإنسان سبيلا لمواجهة كورونا".
وبدوره شدد مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس مار ثيوفيلوس جورج صليبا على أن "فيروس كورونا أظهر ضعف البشر ونحن أمام هذا الداء الكبير نرى أن أفضل شيء هو اللجوء الى الله". ورأى أن كورونا أظهر الضعف البشري ومحدودية الإنسان وأکن الله يوجد من المحنة خلاصا. ونحن عندما نمر بالتجارب نفكر بالله ولكن في راحتنا وحياتنا نهمل أو نتناسى ذكر إسم الله وطلب رحمته ونعمته ومحبته".
هذا وتناول مؤسس ومدير المركز العلمي للدراسات والأبحاث القرآنية في لبنان الشيخ أحمد محمد قيس، "القلق الإنساني المعاصر وأسئلة العودة الى الفطرة الدينية"، معتبرا أن "على الانسان ان يتعرف على سبل تعاطيه مع الإبتلاءات والأزمات كمدخل أولي حتى يستطيع أن يتعرف على ما يجب علينا فعله في أزمتنا الحالية وغيرها". وعرض عددا من الشواهد القرآنية التي تظهر سبل تعاطي الناس مع هذه الابتلاءات بأنواعها المتعددة، وبناء على كل ذلك، نجد أن القاسم المشترك لدى هؤلاء كافة كان الدعاء للغيب والتوسل بتلك القدرة مع اختلاف موقع الداعي بين مؤمن به أو غير ذلك".
بعد ذلك تحدث الشيخ تاج الدين الهلالي عن "متغيرات جذرية، إن لم يكن لنا دور فيها ستؤول الأمور ضدنا". وقال: "من الثمار الايجابية التي أثمرتها الغزوة الكورونية عن طريق دكتاتور العدالة الكونية كورونا، هي إغلاق مساجد المسلمين، وهذا ما يحزننا كثيرا، وذلك من أجل أن تعيد حساباتها وتجدد خطاباتها وتصلح سماعاتها وتنهض بتبعاتها وبرمجة مشايخها ودعاتها. علينا أن نعيد حساباتنا في المساجد ولا بد من أن نحمل مفهوما عاما للاسلام. لا بد من أن نعيد حساباتنا وان نبرمج أفكارنا ونعيد نظرة مستقبلية كيف نعرض بضاعتنا على المستوى العالمي والداخلي والخارجي".
وكانت مداخلات وتوصيات من عدد من المشاركين.