نقلا عن سكاي نيوز عربية
كشف تقرير حكومي مصري، حصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، عن 4 مسببات لوفاة المصابين بفيروس كورونا المستجد، ويعد ذلك أول تقدير رسمي في مصر يكشف مسببات الوفاة بالنسبة لمرضى الفيروس، استنادا إلى تقديرات المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية.
وسجلت وزارة الصحة المصرية، قرابة 15 ألف حالة وفاة في مصر من بين 260 ألف إصابة مُؤكدة بكورونا حتى يوم 29 أيار/مايو الجاري، مع تعافي قرابة 190 ألف و733 مُصابا.
ورصد التقرير 4 مسببات لـ"وفيات كورونا" هى عاصفة "السيتوكين"، وفشل الرئة، والفشل الكلوي، والسكتة الدماغية.
وينبه التقرير إلى أن 89.6% من وفيات مرضى كورونا كانت في الشريحة العمرية "46 عاماً فأكثر"، وقت إعداد «التقرير» أوائل 2021، بينما كانت النسبة في فئة "أقل من 46 سنة" حوالي 10.4%.
ويعتقد بعض العلماء، وفق التقرير، أن السبب الرئيس في تطور حالات المرضى للأسوأ، هى رد الفعل المفرط والكارثي لجهاز المناعة المعروف باسم «عاصفة السيتوكين» أو «العاصفة المناعية».
استجابة المناعة
وعرّف التقرير الحكومي «السيتوكينات»، بأنها «جزئيات كيمائية» تعمل كإشارات توجه الاستجابة المناعية الصحية، ولكن ترتفع مستوياتها لدى بعض الحالات أعلى من اللازم، لتبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة الأنسجة السليمة في الجسم، ويُمكن أن يسبب ذلك أضرارا كبيرة.
وأضاف التقرير أن بعض الدراسات أظهرت مستويات مرتفعة من السيتوكينات في دم مرضى «كوفيد -19» المحتجزين في المستشفيات، وسط قلق من بعض العلماء من إخماد «عاصفة السيتوكين» بالأدوية المثبطة للمناعة، ما يؤدي لنتائج عكسية ضارة.
متلازمة ما بعد كورونا
ويوضح أمجد الحداد، استشاري المناعة والحساسية، أن أعراض «العاصفة المناعية» ظهرت في حالات كثيرة من المصابين بكورونا، وقد تحدث لدى 30% من المصابين بحسب دراسات علمية عالمية، أغلبهم من الشباب.
ويلفت الحداد، في حديث لـ«سكاي نيوز عربية»، إلى أن «عاصفة السيتوكين» يحدث فيها فرط استجابة للجهاز المناعي للعدوى الفيروسية، ما قد يُسبب مضاعفات خطيرة تصل أحياناً للوفاة، وتكون مسؤولة في حالات كثيرة عما يُعرف بـ«متلازمة ما بعد كورونا».
وعن مضاعفات «العاصفة»، يقول استشاري المناعة، أنها قد تسبب مشاكل تنفسية مثل الالتهاب والتليف الرئوي، وآلام العظام، وبعد الشفاء من كورونا قد تسبب كحة متواصلة، وتعرق، وطفح جلدي، وتورم، وآلام في العضلات.
ويلفت إلى أن بعض الحالات التي يوجد لديها درجة عالية من العاصفة المناعية عليها تلقى مُثبط للمناعة لتقليل فعاليتها بالجسم لفترة مؤقتة.
تجارب سريرية للمواجهة
ويشير تقرير «الأعلى للمستشفيات الجامعية»، إلى أن العدوى بكورونا قد تؤدي أيضاً إلى «انقباض الأوعية الدموية»، ما يسبب نقص درجة المرونة في أصابع اليدين والقدمين، وانخفاض في تدفق الدم وتورمات مؤلمة وموت للأنسجة.
ويوضح التقرير أن هناك تجارب سريرية تجري حاليا على العديد من الأدوية، تستهدف السيتوكينات المحددة لكوفيد -19، مع مخاوف من أن تُسهم تلك الأدوية في انتشار الفيروس بالجسم وإنتاج أعداد أكبر منه.
ويتصور بعض العلماء، وفق التقرير، أن السيتوكينات هي المسؤولة عن التدهور السريع لبعض مرضى القلب والأوعية الدموية، فيما ذكرت أبحاث لأمراض القلب أن «تلف القلب» تم تشخيصه فيما يقرب من 20% من المرضى من أصل 416 مريضاً أُدخلوا المستشفى في ووهان بالصين.
مُضاعفات العلاج بالبلازما
ويقول الدكتور عصام المغازي، المستشار بمنظمة الصحة العالمية واستشاري الأمراض الصدرية والحساسية والدرن، إن الدراسات وتجارب الأطباء في علاج مرضى كورونا تُظهر تأثير الفيروس على كل أجهزة الجسم تقريباً، ما يدعم ما ذكر في تقديرات «الأعلى للمستشفيات الجامعية»، أن بعض وفيات كورونا تتوفى نتيجة تأثير الفيروس على الكلى والكبد.
ويضيف «المغازي»، في حديث لـ«سكاي نيوز عربية»، أن ما ذكره التقرير عن عاصفة «السيتوكين» تمت ملاحظته بشدة لدى بدء تجربة علاج المصابين بكورونا عبر «بلازما المتعافين»، حيث أن الجسم أنتج أجسام مضادة كثيرة جداً، وكان رد فعله مبالغ فيه ما أثر على الخلايا السليمة في الجسم سلبياً، وسبب بعض حالات الوفاة.
ويوضح المستشار بمنظمة الصحة العالمية، أنه لا توجد دراسات تُقدر عدد المتوفين بسبب «العاصفة»، أو الجلطات أو غيرها من المُسببات التي ظهرت في التقرير الحكومي، وهو أمر يحتاج لمزيد من الأبحاث والدراسات لتحديده، مشيراً إلى أن كورونا تُسبب جلطات لبعض الحالات قد تُسبب الوفاة أيضاً، ولا يشترط أن تكون تلك التجلطات في الرئة.