نقلا عن الجزيرة نت
متى تعترف الدول بتطعيمات الدول الأخرى لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"؟ وما الصعوبات التي تعيق ذلك؟ وهل يمكن أن يحل جواز التطعيم الرقمي المشكلة؟ لنتخيل هذه الحالة: أنت في بلد ما، تلقيت لقاحا مضادا لفيروس كورونا، وتريد السفر إلى بلد آخر، ولكنه لا يعترف باللقاح الذي تلقيته، فماذا ستفعل؟
وفقا لتقرير في بلومبيرغ (Bloomberg)، فإنه مع تكثيف جهود التلقيح في جميع أنحاء العالم، يمكن أن يحدد نوع اللقاح الذي تحصل عليه البلدان التي يمكنك الدخول إليها والعمل فيها. هذا قد يشكل تهديدا لفرص استئناف السفر، وأيضا يعيق عملية تعافي اقتصاد الدول.
مثلا تمت الموافقة على 6 لقاحات لكورونا في الصين، وهي: أنهوي زيفي لونغكوم (Anhui Zhifei Longcom)، وكانسينو (CanSino)، ولقاح شركة مينهاي بيوتكنولوجي (Minhai Biotechnology)، ولقاحان من سينوفارم (Sinopharm)، ولقاح سينوفاك (Sinovac).
والسؤال: كيف سيتم التعامل مع شخص جاء من الولايات المتحدة، وتلقى هناك لقاح فايزر-بيونتك (Pfizer-BioNTech)، وهل سيعتبر ملقحا؟
في المقابل، تمت الموافقة في الولايات المتحدة على 3 لقاحات حتى الآن، هي: فايزر-بيونتك، ومودرنا (Moderna)، وجونسون آند جونسون (Johnson & Johnson)، فكيف إذا أتى شخص من الصين وقد تلقى تطعيم سينوفارم، أو من بريطانيا وقد تلقى لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca)، كيف سيتم التعامل معه؟
هذه الأمثلة فقط للتوضيح، والأمر ينطبق على كافة دول العالم.
ليس واضحا الجواب حتى الآن، ولذلك بالنسبة لملايين الناس في أنحاء العالم ممن لا يستطيعون اختيار اللقاحات التي يحصلون عليها، فإن خطر ألا يتمكنوا من السفر إلى بلد ما بناء على أنهم لم يتلقوا لقاحا معترفا به، قائم ويسبب مشكلة.
ونقل تقرير بلومبيرغ عن نيكولاس توماس الأستاذ المساعد في الأمن الصحي بجامعة مدينة هونغ كونغ، قوله "إن التقسيم العالمي للشعوب القائم على تبني اللقاح لن يؤدي إلا إلى تفاقم الآثار الاقتصادية والسياسية للوباء واستمرارها. ستخاطر بانقسام العالم إلى صوامع لقاحات على أساس قومية اللقاح بدلا من الضرورة الطبية".
وتعد مسألة التعرف على اللقاحات مسألة أساسية بالنسبة للبلدان المعتمدة على السياحة، حيث إن صناعة السفر العالمية البالغة 9 تريليونات دولار، مشلولة فعليا منذ بداية الوباء.
ليس واضحا حتى الآن ما الإجراءات، ولكن دول العالم بدأت التحرك، وخطوة إصدار جواز سفر كورنا قد تشكل خطوة على سبيل ذلك.
ما الصعوبات التي تعيق اعتراف الدول بتطعيمات غيرها؟
-الحصول على الموافقة الطبية من الهيئات الصحية في كل دولة، وقد تختلف هذه الشروط بينها.
-قد يكون هناك جانب سياسي أو مسعى للمعاملة بالمثل، إذ قد تشترط دولة ما أن تكون موافقتها على التطعيمات من دولة أخرى مشروطة بموافقة الأخيرة على التطعيمات الصادرة منها.
هل يمكن أن يحل جواز التطعيم الرقمي (جواز سفر كورونا) المشكلة؟
جواز سفر كورونا ليس كافيا، فمع أن الجواز يظهر نوع اللقاح الذي تلقاه الشخص، فإنه لا يعني أن الدولة التي سيسافر إليها تعترف بهذا اللقاح.
أوروبا تتقدم
وقد حصل أكثر من مليون شخص في أوروبا على جوازات كوفيد-19 رقمية يتوقع أن تسهل عملية تنقلهم هذا الصيف داخل الاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلن المفوض الأوروبي ديدييه رايندرز أمس الثلاثاء أمام البرلمان الأوروبي، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال رايندرز إن هذه الشهادات -التي تثبت أحد 3 أمور: إما أن حاملها تلقى أحد اللقاحات المضادة للفيروس، أو أنه خضع لفحص مخبري أثبت خلوه من الفيروس، أو أنه أصيب بالفيروس قبل أقل من 180 يوما وبالتالي لا تزال لديه مناعة ضده- قد بدأ إصدارها في 9 دول أوروبية، هي بلغاريا وكرواتيا والتشيك والدانمارك وألمانيا واليونان وبولندا وليتوانيا وإسبانيا.
ووفقا لتقرير في دويتشه فيله (Deutsche Welle) فإن إعفاء سكان التكتل من حملة جوازات كوفيد-19 والراغبين في التنقل داخل الفضاء الأوروبي من شرط الخضوع لحجر صحي، إجراء من بين إجراءات أخرى وضعتها بروكسل لتسهيل تنقل حملة جوازات كوفيد-19 داخل دول التكتل.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد توصلت لمجموعة إجراءات بهدف تسهيل تنقل حملة "جواز كوفيد-19" داخل الاتحاد الأوروبي.
وأوصت بروكسل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بإعفاء سكان التكتل من حملة جوازات كوفيد-19 والراغبين في التنقل داخل الفضاء الأوروبي، من شرط الخضوع لحجر صحي، وإعفاء الأطفال دون 6 أعوام من شرط الخضوع لفحوص كورونا، وذلك لتوحيد شروط السفر داخل التكتل قبل الصيف.
واعتبارا من الأول من يوليو/تموز المقبل، سيحصل كل سكان الاتحاد الأوروبي المحصنين ضد الفيروس على وثيقة رقمية تثبت ذلك، في إجراء يهدف إلى تسهيل العودة لحرية التنقل في الفضاء الأوروبي كما كانت عليه في زمن ما قبل كورونا.
إطلاق العجلة السياحية
وفي مسعى منها لإعادة إطلاق العجلة السياحية داخل الاتحاد قبل حلول موسم الصيف، تسعى المفوضية الأوروبية إلى توحيد الإجراءات التي سيخضع لها حملة هذه الوثيقة عند سفرهم داخل التكتل، لكن القرار في هذا الشأن يعود إلى كل دولة على حدة.
وكان رايندرز قد قال خلال مؤتمر صحفي يوم 31 مايو/أيار الماضي: "نقترح عدم فرض أي فحص أو حجر صحي على الذين تلقوا اللقاح بالكامل أو تماثلوا للشفاء التام" من كوفيد-19، مشيرا إلى أن هذا الأمر مطبّق منذ الآن في العديد من الدول الأعضاء. وأوضح أنه من أجل اعتبار الشخص محصنا بالكامل ضد الفيروس، يجب أن يكون قد مرّ أسبوعان على تلقيه الجرعة الثانية (أو الوحيدة) من أحد اللقاحات المعترف بها في الاتحاد.
أما بالنسبة إلى الذين لم يتلقوا اللقاح ولم يصابوا بالفيروس مؤخرا، فتقترح اللجنة أن تختلف التدابير باختلاف الدولة الآتي منها المسافر، وذلك بناء على الخريطة التي ينشرها أسبوعيا المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ويصنف فيها الدول وفقا لألوان محددة تعكس خطورتها من الناحية الوبائية.
ووفقا لهذا التصنيف، لا يمكن إخضاع المسافر لفحص مخبري أو لحجر صحي إلا إذا كان آتيا من دولة مصنفة باللون "الأحمر الداكن"، أي أن معدل الإصابات الجديدة فيها على مدار آخر 14 يوما يزيد على 500 إصابة لكل 100 ألف نسمة.
وبالإضافة إلى ذلك، تقترح اللجنة اعتماد فترة صلاحية موحدة لكل من اختبار "تفاعل البوليميراز المتسلسل" "بي سي آر" (polymerase chain reaction) (PCR) مدتها 72 ساعة، واختبار المستضد السريع ومدتها 48 ساعة، إذا ما كان الاختبار الأخير معتمدا في الدولة العضو في الاتحاد.