الميتفورمين دواء موصوف على نطاق واسع لخفض نسبة السكر في الدم. وغالبا ما يستخدم كعلاج مبكر، مع تغييرات النظام الغذائي ونمط الحياة، لمرض السكري من النوع الثاني.
ويعمل الميتفورمين عن طريق خفض إنتاج الجلوكوز في الكبد، وتقليل مستويات السكر في الدم، والتي بدورها تحسن استجابة الجسم للإنسولين. لكن العلماء لاحظوا أيضا أن الميتفورمين يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، على الرغم من عدم معرفة أساس هذا النشاط.
وفي دراسة نُشرت على الإنترنت في مجلة Cell Metabolism، حدد فريق متعدد المؤسسات بقيادة باحثين في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو، الآلية الجزيئية للنشاط المضاد للالتهابات للميتفورمين.
وفي دراسات الفئران، وجدوا أن الميتفورمين يمنع الالتهاب الرئوي في الحيوانات المصابة بـ SARS-CoV-2 ، الفيروس المسبب لـ"كوفيد-19".
وعلى مدار العام الماضي، أفادت العديد من الدراسات السريرية بأن استخدام الميتفورمين من قبل مرضى السكري والسمنة قبل دخول المستشفى بسبب "كوفيد-19"، ارتبط بانخفاض شدة الأعراض والوفيات.
بينما تشير هذه الدراسات السريرية إلى أن نشاط الميتفورمين مضاد للالتهابات، بدلا من خفض نسبة الجلوكوز في الدم، يمكن أن يكون مسؤولا عن تقليل شدة "كوفيد-19" والوفيات، إلا أن أيا من الدراسات لم تقدم تفسيرا أو حثت على إجراء تجارب سريرية عشوائية كبيرة ضرورية للحصول على إجابات قاطعة.
وحوّل الدكتور مايكل كارين، أستاذ متميز في علم الأدوية وعلم الأمراض والأمراض الأيضية، في Ben and Wanda Hildyard Chair for Mitochondrial and Metabolic Diseases التابعة لكلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والمؤلف الكبير المشارك إلسا سانشيز لوبيز، الأستاذ المساعد في قسم جراحة العظام، وزميل ما بعد الدكتوراه هونغسو شيان وآخرون، تركيزهم إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، في نموذج فأر، وهي حالة تهدد الحياة حيث تتسرب السوائل إلى الرئتين، ما يجعل التنفس صعبا ويحد من وصول الأكسجين إلى الأعضاء الأساسية.
وتحدث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بسبب الصدمات والالتهابات البكتيرية أو الفيروسية. وهي سبب متكرر للوفاة بين المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب "كوفيد-19".
ووجد الباحثون أن الميتفورمين الذي تم إعطاؤه للفئران قبل أو بعد التعرض للسموم الداخلية البكتيرية، وهو بديل للالتهاب الرئوي الجرثومي، أدى إلى تثبيط ظهور متلازمة الضائقة التنفسية الحادة وتقليل أعراضها.
وأنتج الميتفورمين أيضا انخفاضا ملحوظا في معدل الوفيات في الفئران التي تعاني من السموم الداخلية، كما أدى إلى تثبيط إنتاج IL-1β وتجمع الجسيمات الالتهابية داخل الضامة السنخية، وهي الخلايا المناعية الموجودة في الرئتين.
وتعرف IL-1β، جنبا إلى جنب مع IL-6، بأنها عبارة عن بروتينات صغيرة تسمى السيتوكينات التي تسبب الالتهاب كاستجابة مناعية مبكرة.
وغالبا ما تكون كمياتها مرتفعة للغاية في الأشخاص المصابين بفيروس SARS-CoV-2، ما يؤدي إلى حدوث "عواصف خلوية" يبدأ فيها الجسم بمهاجمة الخلايا والأنسجة الخاصة به. إنها علامات على أن الاستجابة المناعية الحادة قد انحرفت.
ومن خلال العمل مع زملائهم في معهد سكريبس للأبحاث، أكد باحثو جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أن الميتفورمين يثبط تنشيط الالتهاب ويمنع الالتهاب الرئوي الناجم عن SARS-CoV-2 في الفئران.