قبل شهر من الآن، كانت سلالة "دلتا" من فيروس كورونا المستجد موجودة في 40 دولة، لكنها الآن باتت متواجدة في 74 دولة في كل قارات العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وأصبحت السلالة المعروفة علميا باسم "B.1.617" التي اكتشفت للمرة الأولى في الهند، مثيرة للقلق بسبب نموها السريع الذي وصل إلى 6 في المئة بالنسبة للعينات الإيجابية في الولايات المتحدة و91 في المئة بالنسبة لعينات المملكة المتحدة، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن".
دفع الانتشار السريع لمتغير دلتا فرنسا والعديد من البلدان الأخرى إلى فرض قيود جديدة على المسافرين القادمين من المملكة المتحدة.
كان متغير دلتا هو الرابع الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية "متغيرا مثيرًا للقلق"، بعد سلالة ألفا التي اكتشفت للمرة الأولى في المملكة المتحدة (B.1.1.7) وبيتا التي اكتشفت في جنوب إفريقيا (B.1.351) وجاما التي وجدت في البرازيل (P1).
وكلما زاد انتشار الفيروس، زادت فرص تحوره والتطور إلى متغيرات جديدة يمكنها في النهاية مقاومة اللقاحات الحالية، ما يهدد بتقويض تقدم البلدان الأخرى في احتواء الوباء.
قابلية العدوى
يعتقد الخبراء الآن أن سلالة دلتا من المحتمل أن تكون أكثر قابلية للانتقال والعدوى بين الناس.
والأسبوع الماضي، قال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، إن السلالة دلتا "أكثر قابلية للانتقال بحوالي 40 في المئة" من متغير ألفا السائد سابقا، والذي كان بالفعل أكثر قابلية للانتقال مقارنة بالسلالة الأصلية للفيروس القادم من ووهان.
من جانبه، قال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، متحدثا في إحاطة إعلامية بالبيت الأبيض، الثلاثاء، إن الدراسات تدعم فكرة أن السلالة دلتا أكثر قابلية للعدوى.
وقال فاوتشي: "من الواضح الآن أن قابليته (دلتا) للانتقال تبدو أكبر من النوع الأول".
أكثر خطورة
وبينما يصنف على أنه أكثر عدوى مقارنة بالسلالات الأخرى من الفيروس التاجي، تشير الأدلة المبكرة إلى أن متغير دلتا يتسبب في زيادة الخطر، وفقا لهيئة الصحة العامة في إنكلترا.
ووفقا لدراسات الهيئة البريطانية، فإن التحاليل المتسلسلة أظهرت أن المصابين بمتغير دلتا كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض خطير.
وفي هذا الإطار، قال الخبير فاوتشي إن البديل "قد يرتبط بزيادة شدة المرض".
تأثير اللقاحات
وعلى الرغم من خطورة السلالة التي اكتشفت للمرة الأولى في الهند، إلا أن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 أثبتت أنها تعمل ضد متغير دلتا حتى مع انخفاض نسبة فعالياتها.
أفاد فريق من الباحثين في بيونتك والفرع الطبي بجامعة تكساس، الخميس أنهم وجدوا دليلا على أن لقاح فايزر-بيونتك يحمي من الإصابة بنوع دلتا وغيرها من السلالات.
كما أفاد باحثون في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي أن معظم الأشخاص الذين يتلقون جرعتين من لقاح فايزر-بيونتك لا يزالون يتمتعون بالحماية من المتغير الجديد، على الرغم من أنهم قالوا إن الأجسام المضادة تبدو منخفضة بشكل كبير.
وقال هانكوك أيضا إن البحث حتى الآن يشير إلى أنه "بعد جرعتين من اللقاح، نحن واثقون من حصولك على نفس الحماية التي حصلت عليها مع المتغير القديم".
ويحتاج الناس إلى التطعيم بواسطة جرعتين ليكونوا محميين بشكل كامل.
قال الباحثون في معهد فرانسيس كريك والمعهد الوطني للبحوث الصحية (NIHR) بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أيضا إنه بعد جرعة واحدة من اللقاح، كان الناس أقل عرضة لتطوير استجابة كافية من الأجسام المضادة للحماية من متغير دلتا، مقارنة بـ المتغير السائد سابقا.
أظهرت البيانات المبكرة التي نشرتها هيئة الصحة العامة في إنكلترا، نتائج مماثلة للقاحين أسترازينيكا وموديرنا بدت أيضا أنها فعالة ضد متغير دلتا بمجرد إعطاء كلتا الجرعتين.