اضطر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الاثنين إلى إرجاء رفع آخر القيود التي فرضت في إنجلترا للحد من تفشي فيروس كورونا لمدة 4 أسابيع حتى 19 يوليو/تموز المقبل، أملا باحتواء الارتفاع المقلق في عدد الإصابات المرتبطة بالمتحور الهندي دلتا.
وتنص المرحلة الأخيرة على رفع حظر التجمع لأكثر من 6 أشخاص في الأماكن المغلقة، وعودة قاعات العروض لاستقبال الجمهور بكامل قدرتها الاستيعابية.
وقال جونسون "ليس بإمكاننا الاستمرار مع وجود إمكانية فعلية أن يتجاوز الفيروس اللقاحات وأن تنجم عن ذلك آلاف وفيات إضافية".
وأوضح أنه يريد أن يمنح النظام الصحي أسابيع إضافية حيوية لمواصلة التلقيح.
وكانت بريطانيا -وهي أكثر الدول الأوروبية تسجيلا للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا- رفعت تدريجيا خلال فصل الربيع عددا من القيود بفضل فترة إغلاق طويلة وحملة تلقيح فعالة جدا.
لكن الحماسة والشعور بالانتصار في مواجهة الفيروس تراجعا مع التدهور المفاجئ في الوضع الصحي المسجل في الأسابيع الأخيرة، إذ انتقلت الإصابات من ألفي حالة في اليوم إلى 7 آلاف، فيما بدأ عدد حالات الشفاء يرتفع مع أن عدد الوفيات لا يزال دون الـ10 حالات في اليوم.
وهذا المنحى التصاعدي ناجم عن انتشار المتحور دلتا الذي رصد أولا في الهند وبات يشكل 96% من الإصابات في بريطانيا.
ويحظى الإرجاء بتأييد واسع في صفوف السكان القلقين من تدهور الوضع، فقد أظهر استطلاع للرأي أعده معهد يوغوف أن 71% من الأشخاص يؤيدون التأجيل، فيما تبلغ هذه النسبة 54% ضمن فئة 18-24 عاما الأقل عرضة للإصابة بالفيروس.
لكن القرار يثير غضب جزء من معسكر جونسون المحافظ المستاء من تضييق الحريات، وقلقا في الأوساط الاقتصادية والثقافية المعنية.