نقلا عن الجزيرة نت
ما أحدث المعطيات حول سلالات فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد-19"، وما الفروق بين هذه السلالات؟ وما أسماؤها العلمية؟ الجزيرة نت تقدم جدولا يقارن بين أبرز سلالات "كوفيد-19" التي اكتشفها العلماء حتى الآن.
فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية على موقع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط تخصيص مسميات بسيطة يسهل نطقها وتذكرها للتحورات "وتعرف أيضا باسم السلالات والمتغيرات" (Variants) الرئيسية لفيروس كورونا المسبب لـ"كوفيد-19″، وذلك باستخدام حروف من الأبجدية اليونانية.
وهناك مجموعتان من السلالات:
المجموعة الأولى: المتحورات المثيرة للقلق لفيروس كورونا
وهذه السلالات من فيروس كورونا تتميز بصفة واحدة ترتبط بتغيير واحد أو أكثر من الصفات التالية:
-زيادة قدرة الفيروس على الانتقال أو تغيير مضر في وبائيات "كوفيد-19".
-زيادة في فوعة الفيروس أو تغيير في المظاهر السريرية للمرض.
-انخفاض فعالية تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية أو وسائل التشخيص واللقاحات والعلاجات المتاحة.
وتشمل المتحورات المثيرة للقلق لفيروس كورونا وفقا لمنظمة الصحة العالمية وحتى تاريخ 31 مايو/أيار 2021، أربع سلالات:
-سلالة ألفا Alpha
تعرف سابقا باسم السلالة البريطانية، ومن أسمائها "بي 117" (B.1.1.7)، و"جي آر واي" (GRY) و"20 آي/إس 501 واي في 1″ (20I/S:501Y.V1).
وترجع أولى العينات الموثقة إلى المملكة المتحدة، سبتمبر/أيلول 2020.
-سلالة بيتا Beta
تعرف سابقا باسم السلالة الجنوب أفريقية، ومن أسمائها "بي 1351" (B.1.351) و"جي إتش/501 واي في 2" (GH/501Y.V2) و"20 إتش /إس 501 واي في 2" (20H/S:501Y.V2).
وترجع أولى العينات الموثقة إلى جنوب أفريقيا، مايو/أيار 2020.
سلالة غاما Gamma
تعرف سابقا باسم السلالة البرازيلية، ومن أسمائها "بي 1" (P.1) و"جي آر 501 واي في 3" (GR/501Y.V3) و"20 جي/إس 501 واي في 3" (20J/S:501Y.V3).
وترجع أولى العينات الموثقة إلى البرازيل، نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
-سلالة دلتا Delta
تعرف سابقا باسم السلالة الهندية، ومن أسمائها "بي 16172" (B.1.617.2) و"جي/452 آر في 3" (G/452R.V3) و"21 إيه/إس 478 كيه" (21A/S:478K).
وترجع أولى العينات الموثقة إلى الهند، أكتوبر/تشرين الأول 2020.
المجموعة الثانية: المتحورات المثيرة للاهتمام
تشكل السلالة أو التحور في فيروس "كوفيد-19" متحورا مثيرا للاهتمام إذا:
-كان جينومها ينطوي على طفرات ذات آثار مثبتة أو مشتبه فيها على النمط الظاهري عند مقارنتها بالسلالة المرجعية.
-إذا اتضح أنها تسبب الانتقال المجتمعي للعدوى، حالات متعددة أو مجموعات حالات إصابة بعدوى "كوفيد-19".
-إذا تم اكتشافها في بلدان متعددة.
-إذا قدرت منظمة الصحة العالمية، بالتشاور مع فريقها العامل المعنيّ بتطور الفيروس المسبب لمرض "كوفيد-19"، أنه متحور مثير للاهتمام.
وتشمل المتحورات المثيرة للاهتمام لفيروس كورونا وفقا لمنظمة الصحة العالمية وحتى تاريخ 31 مايو/أيار 2021:
-سلالة إبسيلون Epsilon
من أسمائها "بي 1427/بي1429" (B.1.427/B.1.429)، وترجع أولى العينات الموثقة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مارس/آذار 2020.
-سلالة زيتا Zeta
من أسمائها "بي 2" (P.2)، وترجع أولى العينات الموثقة إلى البرازيل، أبريل/نيسان 2020.
-سلالة إيتا Eta
من أسمائها "بي 1525" (B.1.525)، "إيه20/ إس484 كيه" (20A/S484K)، واكتشفت في بلدان متعددة، بين ديسمبر/كانون الأول 2020 و17 مارس/آذار 2021.
-سلالة ثيتا Theta
من أسمائها "بي 3" (P.3)، وترجع أولى العينات الموثقة إلى الفلبين، يناير/كانون الثاني 2021.
-سلالة إيوتا Iota
من أسمائها "بي 1526" (B.1.526)، وترجع أولى العينات الموثقة إلى الولايات المتحدة الأميركية، نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
-سلالة كابا Kappa
من أسمائها "بي 16171" (B.1.617.1)، وترجع أولى العينات الموثقة إلى الهند، أكتوبر/تشرين الأول 2020.
لماذا هذه المسميات؟
قالت منظمة الصحة العالمية إن هذه المسميات اختيرت بعد تشاور واسع النطاق واستعراض لعديد من نظم التسمية المحتملة. وعقدت المنظمة اجتماعا لفريق خبراء من الشركاء من جميع أنحاء العالم لهذا الغرض، ضم خبراء يشكلون جزءا من نظم التسمية الموجودة، وخبراء في مجال التسميات وتصنيف الفيروسات، وباحثين، وسلطات وطنية.
ولن تحل هذه المسميات محل الأسماء العلمية الموجودة مثل الأسماء التي عينتها المبادرة العالمية لتقاسم جميع بيانات الإنفلونزا (GISAID)، ومشروع التعاون البحثي نكستسترين (Nextstrain)، ومنظمة بانغو (Pango)، التي تنقل معلومات علمية مهمة، وسوف يستمر استعمالها في البحوث.
ورغم أن هذه الأسماء العلمية لها مزاياها، فإنه يصعب نطقها وتذكرها، ويغلب تقديم معلومات أو تقارير خاطئة عنها. لذلك، يلجأ الناس كثيرا إلى تسمية التحورات بالأماكن التي تكتشف فيها، وهو ما يؤدي إلى الوصم والتمييز.
ولتجنب ذلك، وسعيا إلى تبسيط المعلومات الموجهة إلى عموم الناس، تشجع منظمة الصحة العالمية السلطات الوطنية ووسائل الإعلام وغيرها على اعتماد هذه المسميات الجديدة.
ما السلالات المتحورة من كورونا؟
السلالات المتحورة (variants) هي نسخة من الفيروس تضم مجموعة من الطفرات، أي التغيرات في مادته الوراثية. وظهور نسخ متحورة من الفيروس ليس أمرا مفاجئا، بل عملية طبيعية، لأن الفيروس يتحور بمرور الوقت لضمان بقائه.
وكتبت الخدمات الصحية البريطانية على موقعها على الإنترنت "تم تحديد أكثر من 4 آلاف متحورة من فيروس كورونا -واسمه العلمي "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2)- حول العالم"، وذلك وفق ما نقلته عنها وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن "معظمها ليس له تأثير من حيث تدابير الصحة العامة".
وعلى غرار جميع الفيروسات، يتحور فيروس كورونا بشكل مستمر، وتسمح له بعض الطفرات العشوائية بمزيد الانتشار ومقاومة أجهزة المناعة المكتسبة واللقاحات.
ويقول الكاتبان سولين روي وتريستان فاي في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (lefigaro) الفرنسية، إن الفيروس من الناحية العلمية عبارة عن مادة وراثية محمية بغشاء دهني.
وفيما يتعلق بفيروس كورونا، تتم تغطية هذا الغشاء بشويكات مكونة من 3 بروتينات متطابقة تمكنه من التشبث بالخلايا البشرية، ومن ثم دمج الأغشية بحيث يمكن للمادة الوراثية الفيروسية أن تخترق الخلية. إثر ذلك، يحول الفيروس آلية الخلية لإنتاج البروتين الخاص به واستنساخ خلاياه.
لكن عملية "التكاثر" هذه ليست مثالية، إذ يتسلل خطأ بانتظام إلى النسخ المختلفة، وفي معظم الأحيان يختفي الفيروس "المتغير" بنفس السرعة التي ظهر بها لأول مرة، لكنه ينجح في التكاثر والانتشار بين البشر في بعض الأحيان.
كيف تتطور السلالات الخطيرة؟
يبين الكاتبان أن هذه العملية الطبيعية تسمح للفيروس بالتطور بمرور الوقت. ويوضح برونو كانارد، مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، والمتخصص في فيروسات كورونا أنه "إذا لم يتحور الفيروس، يكون من السهل القضاء عليه بسرعة كبيرة. وبالمثل تماما، إذا طرأت عليه تحورات كثيرة، فإنه ينتج عددا كبيرا جدا من النسخ غير الكاملة وغير القادرة على التكاثر والانتشار".
ويقدر الباحثون أن فيروس "سارس- كوف-2" يسجل حوالي طفرتين جديدتين شهريا. وانطلاقا من السلالة الأصلية التي تم اكتشافها في الصين، شكل الفيروس خلال الفترة الماضية شجرة تطورية تحتوي الآن على آلاف الفروع، لكن بعضها فقط يشكل خطرا واضحا.
مخاوف العلماء
وتنصب مخاوف العلماء اليوم بشكل خاص على الطفرات التي يمكن أن تحدث في السنبلة "سبايك" (Spike) التي تتمركز على سطح الفيروس. وتعتبر السنبلة سلاح الفيروس الذي يمكنه من اختراق الخلايا البشرية، وهي في الآن ذاته نقطة ضعفه التي استغلها العلماء لصنع اللقاحات، حيث تهرع الأجسام المضادة في الجهاز المناعي إلى الالتصاق بهذ الشويكات ومنعها من دخول الخلايا.
ويتخوف الباحثون من أمرين، أولهما نشوء طفرة على مستوى السنبلة تجعل الفيروس أكثر خطرا وأكثر عدوى، وثانيهما ألا يتعرف الجهاز المناعي -الذي سبق أن تلقى اللقاح- على هذه الطفرة، فيصبح عاجزا عن توفير الحماية اللازمة للجسم ويصبح التطعيم غير فعال.
من جهته، يوضح الباحث الفرنسي إتيان سيمون لوريير أنه كلما زادت كثافة انتشار الفيروس، استمر ظهور المزيد من الطفرات، والخطر الكبير ألا تكون اللقاحات فعالة في التصدي للطفرات العشوائية الجديدة، مما يعني استمرار الوباء.