تقول منظمة الصحة العالمية إن نقص الأكسجين في الدم يؤدي في بعض الحالات الحرجة إلى الوفاة، فعندما تنخفض مستويات الأكسجين بسبب مرض مثل كوفيد-19، لا تحصل الخلايا في الجسم على ما يكفي من الأكسجين لأداء وظائفها الطبيعية، وإذا ظل مستوى الأكسجين منخفضًا لفترة طويلة، بسبب نقص العلاج أو غيره، تبدأ الأعضاء في التعطل؛ وفي الحالات الشديدة، قد يسبب نقص الأكسجين الموت.
هذا ما ناقشته حلقة برنامج (مع الحكيم) على شاشة الجزيرة مباشر مع الدكتور حسان الصواف استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة الذي أوضح أن من تأثيرات كوفيد-19 على الجهاز التنفسي، الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي والارتشاحات التي تشبه التليفات في الرئة والتي تقلل من تبادل الأكسجين في الرئة وتحد من عمل الرئتين بالإضافة إلى الجلطات الرئوية وهي عبارة عن خثرات تسد شرايين الرئة وتخفف من وصول وتبادل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم كما تؤدي الإصابة بفيروس كورونا أيضا إلى بعض الحالات الخفيفة من تجمع السوائل حول الرئة.
متى تصبح حياة المريض مهددة بسبب نقص الأكسجين؟
أجاب الدكتور الصواف عن هذا التساؤل بقوله إن "مستوى الأكسجين علامة مهمة على عمل الجسم، ومستوى تشبع الأكسجين بنسبة 95% يمثل المعدل الطبيعي لمعظم الأفراد الأصحاء، في حين يشير المستوى 92% إلى نقص تأكسد الدم المحتمل، أو نقص الأكسجين الذي يصل إلى أنسجة الجسم ولكن عندما يبدأ مستوى الأكسجين في الوصول إلى 80% تبدأ مرحلة الخطورة ويحتاج المريض عادة إلى دعم خارجي من الأكسجين فإذا انخفضت النسبة عن ذلك يجب التوجه فورا إلى المستشفى".
ومع حدوث حالات نقص الأكسجين بسبب كورونا فضلا عن اكتظاظ بعض المشافي التجأ كثيرون لإسعاف ذويهم منزليا، باستخدام أسطوانات الأكسجين والتي تتطلب خطوات إرشادية للتعامل معها حتى لا تنقلب إلى آلة ضارة أو قنبلة موقوتة، قد تؤدي لمخاطر لا تحمد عقباها منها الإصابة بالفطريات وخاصة الفطر الأسود.
فما هي أهم خطوات التعامل مع العلاج بالأكسجين منزليا؟
أوضح ضيف حلقة مع الحكيم الدكتور الصواف بعض النقاط الأساسية والمهمة في حال استخدام العلاج بالأكسجين في المنزل وهي:
-التأكد دائما من أن أسطوانات الأكسجين معبئة بالغاز ومراقبة العداد لتجنب انقطاع الأكسجين عن المريض ووضعه في حاله حرجة في حال نفاد الأكسجين.
-التأكد من نظافة الجهاز ونظافة المرطبات والمكيفات والمبخرات والبيئة المحيطة بالمريض بشكل عام لتجنب انتشار الفطر الأسود.
-عدم التدخين بالقرب من أجهزة الأكسجين والابتعاد عن اللهب المكشوف، مثل أعواد الثقاب وولاعات السجائر والتبغ المحترق.
-البقاء على بعد 5 أقدام من مصادر الحرارة ويشمل ذلك مواقد الغاز والشموع والمدافئ المضاءة والسخانات الكهربائية أو الغازية.
-عدم استخدام المنتجات القابلة للاشتعال مثل سائل التنظيف ومخفف الطلاء وبخاخات الأيروسول.
-الحفاظ على حاويات الأكسجين منتصبة أو ربطها بجسم ثابت حتى لا تنقلب.
-تجنب وضع المنتجات التي تحتوي على زيت أو شحم أو بترول وينطبق هذا أيضًا على الكريمات والمراهم مثل الفازلين على وجه أو أعلى صدر المريض.
-التأكد من وجود مطفأة حريق بالقرب منك أو إبلاغ قسم الإطفاء أن لديك جهاز أكسجين في المنزل.
-أخبر شركة الكهرباء إذا كنت تستخدم مُكثّف أوكسجين حتى تحصل على أولوية الخدمة في حالة انقطاع التيار الكهربائي.
كيفية قياس مستوى الأكسجين
تشمل العلامات التحذيرية لانخفاض مستوى الأكسجين صعوبة التنفس والارتباك وصعوبة الاستيقاظ وزرقة الشفاه أو الوجه وقد يصاب البالغون بألم في الصدر لا يزول وقد يعاني الأطفال من احتقان في فتحتي الأنف والشخير أثناء التنفس أو عدم القدرة على الشرب أو الأكل.
وهناك طريقتان بسيطتان لقياس مستوى الأكسجين:
-اطلب من صديق أو أحد أفراد الأسرة مراقبتك لمدة دقيقة بينما لا تنتبه لتنفسك، وإذا كنت تنفث 23 نفسًا في الدقيقة، فيجب عليك الاتصال بالطبيب فورا.
-استخدام مقياس التأكسد النبضي.
ماذا تفعل عند انخفاض مستوى الأكسجين؟
تشمل البروتوكولات العلاجية التي تساعد على حل مشكلة انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم القيام بوضعية الانكفاء الذاتي والتي تم عرضها في برنامج مع الحكيم وتشمل الاستلقاء في وضعية الانبطاح من 30 إلى 120 دقيقة كحد أقصى، ثم الاستلقاء على الجانب الأيسر ثم الاستلقاء الجانب الأيمن ثم الجلوس بوضعية مستقيمة.
استخدام مكثفات الأكسجين ويرجح الخبراء عدم التعامل بالعلاج الأكسجيني إلا في وجود مقدم الرعاية الصحية ولكن يمكن استخدامها في حالات الطوارئ، أو أثناء البحث عن الرعاية الطبية أو أثناء الانتظار.
المصدر: الجزيرة