نقلاً عن صحيفة "الأخبار" - هديل فرفور
لا تزال المُعطيات، حتى الآن، توحي بقدرة لبنان على السيطرة على انتشار فيروس «كورونا». ويعزّز هذا «الانطباع» التسارع المتصاعد لأرقام المتعافين من الإصابة، ووصوله أمس الى عتبة الـ 200 حالة، في مقابل استمرار تسجيل إصابات محدودة. إذ سُجّلت أربع إصابات فقط من بين 1350 خضعوا لفحوصات مخبرية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وبين الإصابات الأربع اثنتان «محليتان» (من بين 890 فحصاً)، وحالتان وافدتان من غينيا (من 468 فحصاً)، فيما لم تُسجّل أي إصابات جديدة في مُستشفى رفيق الحريري الحكومي من بين 157 فحصاً أجريت في مختبراته. أما عدد الوفيات فقد استقرّ عند 25، ليُصبح العدد الإجمالي للمصابين الفعليين 512 مُصاباً، 43 منهم حالتهم حرجة.
الأرقام المحدودة، حتى الآن، تُسجّل في ظل استقبال المرحلة الثانية من رحلات إعادة المغتربين، والتي تستمر حتى الثامن من الجاري، علماً بأن هذه العودة كانت تثير مخاوف من أن ترفع عدّاد الإصابات بشكل دراماتيكي، الأمر الذي لم يحدث بعد.
في غضون ذلك، تواصل الفرق التابعة لوزارة الصحة إجراء المسح الميداني في مختلف المناطق اللبنانية لتحديد الواقع الوبائي عبر أخذ عينات عشوائية. وبعد جولة ميدانية أول من أمس في المتن الشمالي، توجهت الفرق أمس الى قضاء الهرمل، حيث أجريت فحوصات pcr لعيّنات من المواطنين الذين خالطوا حالات مُصابة أو ممن يعانون من عوارض تنفسية وجيوب أنفية وأمراض تحسسية صدرية أو ممن يكونون في ميدان عملهم على تماس دائم مع المواطنين.
إلا أن هذه المعطيات، على الرغم من إيجابيتها، فإنها لا تلغي الحذر الذي يفرضه الفيروس، وخصوصاً مع بروز تحدّي استئناف الحياة الطبيعية والتراجع التدريجي عن إجراءات التعبئة العامة.
من جهة أخرى، حاز ثلاثة أطباء لبنانيين، أخيراً، حماية الملكية الفكرية العالمية (pct) وبراءة اختراع تركيبة دواء لعلاج فيروس كورونا المُستجد في أولى مراحل العدوى، بالتعاون مع مُنظّمة الصحة العالمية في فرنسا. ومن المعلوم أن معاهدة التعاون بشأن البراءات (pct)، تتُيح تقديم طلب حماية براءة اختراع دولي من قبل أي مواطن من مواطني دولة موقعة على المعاهدة.
وبما أنّ لبنان لا يندرج ضمن البلدان الموقعة على المعاهدة، لجأ الأطباء الثلاثة الحائزون الجنسية الفرنسية إلى تقديم طلبهم عبر فرنسا وعبر منظمة الصحة العالمية فيها، علماً بأنّ مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان كانت قد منحت كلاً من الدكتور مازن خالد التامر والدكتورة ماري الياس ضومط والدكتور محمد حيدر حميّة براءة اختراع تركيبة دواء لعلاج فيروس كورونا المُستجد covid 19 في أولى مراحل العدوى، لمدة عشرين عاماً تبدأ من تاريخ إيداع الطلب المقدم في 22 نيسان الماضي.
ووفق هؤلاء، فإنّ تركيبة troy3 السائلة تتميّز باقتران بروتين لجُزيّء ذرّي من النانو، يتم إدخاله إلى جهاز التنفس من خلال الاستنشاق عبر الفم أو الأنف، ثمّ التخلّص منه بعد التصاق الفيروس به. «ومن شأن العلاج المُقترح أن يُسيطر على الفيروس قبل أن يتمكّن الأخير من خلايا الرئة»، بحسب حمية، مشيراً إلى أن «أهميته تكمن في القدرة على السيطرة على الفيروس مهما تغيّرت هيكليّته الجينيّة». غير أن ذلك لا يعني المُباشرة بتنفيذ التركيبة، «إذ لا نزال نبحث في طلبات شركات تصنيع أدوية، فضلاً عن مؤسسات أخرى كمشروع بيل غايتس لاختيار الشركة التي ستأخذ على عاتقها مهمة تصنيع العلاج».
لقراءة المقال من الصحيفة اضغط هنا