يتصاعد القلق مع تفشي السلالة الهندية المتحورة "دلتا"، التي انتشرت في عشرات الدول. وفي المنطقة العربية، إلى جانب تونس، تم رصد هذه السلالة في السعودية وسلطنة عمان والبحرين والكويت. وتشهد العديد من الدول -بينها إندونيسيا والبرتغال وروسيا وإسرائيل- زيادة في الحالات الجديدة؛ ويرتبط ذلك جزئيا على الأقل بانتشار سلالة دلتا.
وباتت هذه السلالة -التي رصدت لأول مرة في الهند قبل نحو شهرين- موجودة الآن في 85 دولة على الأقل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لكن بنسب متفاوتة.
وحذر متخصصون في الصحة من أن متحور دلتا يمكن أن يتسبب في ارتفاع واسع النطاق للإصابات اعتبارا من هذا الصيف، إذا لم تتخذ إجراءات للتصدي له بشكل مبكر.
وفي تصريحات أدلى بها أمس الجمعة، قال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن أفضل طريقة لمنع ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا هي إبطاء انتقاله من المصابين إلى غيرهم.
وفي مواجهة تفشي المتحور الهندي، قررت أستراليا أمس الجمعة فرض حجر في بعض أحياء مدينة سيدني.
وفي أوروبا، انتشرت لأول مرة سلالة دلتا بسرعة كبيرة في المملكة المتحدة، لتحل -في غضون أسابيع- محل السلالة "ألفا" المتحورة التي ظهرت نهاية عام 2020 في جنوبي شرق إنجلترا.
وقد أعلنت الحكومة البريطانية عن تسجيل 35204 إصابات جديدة بمتغير "دلتا" شديد العدوى من فيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي، ليصبح إجمالي الحالات المسجلة بـ"دلتا" 111157.
وبحسب البيانات الحكومية فإن هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 46٪، مشيرة إلى أن متغير "دلتا" أصبح يمثل الآن ما يقرب من 95٪ من الحالات التي يتم تسجيلها في المملكة المتحدة.
وقالت الدكتورة جيني هاريز، الرئيسة التنفيذية لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إنه "من خلال نجاح برنامج التطعيم لدينا، تشير البيانات إلى أننا بدأنا في قطع الصلة بين الحالات المسلجة وحالات الاستشفاء"، مؤكدة أن "هذه أخبار مشجعة للغاية، لكن لا يمكننا أن نشعر بالرضا على النفس، تعد جرعتان من اللقاح أكثر فعالية ضد كوفيد-19، لذا يرجى التأكد من التقدم للحصول على الجرعة الثانية".
وأضافت: "في حين أن اللقاحات توفر حماية ممتازة من الفيروس، إلا أنها لا توفر حماية كاملة، لذلك لا يزال من المهم أن نستمر في توخي الحذر".
بدوره، قال المعهد الوطني للصحة في إيطاليا إن إصابات السلالة المتحورة من فيروس كورونا المعروفة باسم "دلتا" تمثل 16.8 بالمئة من إجمالي حالات كوفيد-19 في البلاد.
وفي انتظار نتائح دراسة أكثر شمولا تصدر في الأيام القادمة، قال المعهد إن نسبة إصابات "حالات الإصابة بالسلالتين المتحورتين "كابا" و"دلتا" قفزت من 4.2 في آيار/مايو إلى 16.8 في حزيران/يونيو"، استنادا لبيانات يوم 21 مايو.
في السياق نفسه، توقعت السلطات الصحية الكندية انخفاضا سريعا في إصابات فيروس كورونا خلال الشهرين القادمين، لكنها أشارت إلى أن نسخة "دلتا" من الفيروس قد تتسبب بعدد أكبر من الإصابات مما كان منتظرا.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو إن المحافظات الكندية تعيد فتح الأعمال من جديد مع تقدم وتائر التطعيم، مضيفا أن 76% من الكنديين قد تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، بينما تلقى أكثر 26% الجرعتين.
وأضاف ترودو: "بفضل تطعيم السكان وبقائهم في المنازل والتزامهم بالقواعد الصحية العامة، يبدو الوضع الحالي مشجعا إلى حد كبير".
من جهتها، أشارت أكبرة مسؤولة صحية في البلاد، تيريزا تام إلى أن إعادة فتح الأنشطة يجب أن تكون تدريجية وتحت مراقبة لأن عودة ارتفاع الإصابات ممكنة في حال ارتفاع المخالطة الاجتماعية بنسبة 50% أو أكثر.
بدوره أكد الجنرال كريس برويدر، مسؤول الشؤون اللوجستية في ما يتعلق بتوفير اللقاحات، أن كندا ستمتلك في منتصف الأسبوع المقبل العدد الكافي من اللقاحات لتطعيم 75% من السكان بالكامل.
إلى ذلك، أعلنت خبيرة وبائية روسية عن رصد أول إصابة بسلالة "دلتا+" الجديدة من فيروس كورونا المستجد في أراضي روسيا.
وقالت نائبة مدير معهد "سمورودينتسيف" لبحوث الانفلونزا، داريا دانيلينكو، في حديث لموقع "فونتانكا": "هذه الحالة وحيدة في البلاد حتى الآن، ومن المرجح أنها وافدة"، دون شرح مزيد من التفاصيل.
ولفتت الخبيرة الروسية إلى أنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن مدى خطورة سلالة "دلتا+" التي اكتشفت لأول مرة في الهند، مثل سلالة "دلتا" الأصلية شديدة العدوى.
وأوضحت دانيلينكو أن هذه السلالة الجديدة تشبه في بعض النواحي السلالة الإفريقية الجنوبية من حيث كيفية التحور، لكن ليس هناك أي داع للادعاء أن "دلتا+" أخطر من سلالات أخرى.