(موقع العهد الإخباري)
سجّل لبنان 401 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" أمس، في ارتفاع مقلق لأعداد الإصابات اليومية بعدما قطع شوطًا متقدمًا للسيطرة على الجائحة. عدّاد "كورونا" عاود الارتفاع مع انتشار أخبار دخول السلالة الهندية "دلتا" إلى البلاد مؤخرًا. فما سبب ذلك؟ وهل تكمن المعضلة في "دلتا"؟
أسئلة حملها موقع "العهد" الإخباري إلى نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) الدكتور محمد حميّة، الذي أكد أنه من الطبيعي أن نشهد متحورات في الفيروس، مشيرًا إلى أنها كثيرة، إلا أنه لا يتم الإعلان عنها عالميًا لأنها ليست جميعها مؤثرة، بعكس ما أخذه المتحور الهندي (دلتا) من ضجة إعلامية عالمية.
وعمّا اذا كان هناك خطر جديد على اللبنانين مع انتشار أخبار دخول "دلتا" إلى لبنان، أشار حميّة في حديثه لـ"العهد" الى أنه "لا يمكننا نَسبُ ارتفاع الأرقام إلى المتحورات في لبنان"، مضيفًا: "طبعًا تساهم المتحورات في تسريع انتشار العدوى، إلا أنها ليست السبب الأساس، لأن العدوى في لبنان منتشرة بشكل طبيعي".
وشدد على أن المتحور الهندي قد يساهم بانتشار سريع للعدوى من جديد، إذ تزيد سرعة انتشاره عن "الفا" البريطاني بـ 60%، ولكن لم تثبت الدراسات أنه يسبب عوارض أشد فتكًا، وبالتالي لا داعي للهلع والخوف.
ووفقًا لحمية، يوجد أكثر من متحور في لبنان، ولكن لا علم لنا بها، فالفيروس لديه القدرة على التحور 3 مرات في جسم الفرد الواحد.
حميّة لفت إلى أن عددًا لا بأس به من اللبنانين أصيب بالفيروس بدون عوارض، وبالتالي فإن عدد الإصابات الحقيقي لا يمكن أن يُحدد.
وبحسب حميّة، سُجّل تهافت كبير على إجراء فحوصات الـPCR بسبب الخوف من المتحور الجديد، ما أدّى الى ارتفاع الإصابات خلافًا للفترة الماضية التي انخفضت فيها الأعداد جراء ضعف الإقبال على الفحوصات.
وختم حميّة مشددًا على ضرورة الاستمرار بإجراءات الوقاية، حتى يصبح فيروس "كورونا" عدوى موسمية كالإنفلونزا.
وعليه، هل يتوجه لبنان إلى الإفقال مجددًا في ظل هذا الارتفاع؟ مصدر في وزارة الصحة أكد لـ "العهد" أن لا توجه لذلك في الوقت الحالي. ولفت إلى أن برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة يعمل على تحديد مصدر الحالات المُصابة بالمتحور، بالإضافة إلى التشدد بالإجراءات في المطار والحجر الصحي.
وشدّد المصدر على ضرورة الإقبال على التلقيح "لأنه الطريق الوحيد للحماية إضافة للإجراءات الوقائية".