(موقع العهد الإخباري)
أضاف شحّ الكواشف المخبرية أزمة جديدة الى سلسلة الأزمات التي يمرّ بها لبنان. عدد من المختبرات أعلن إلغاء وتأجيل بعض الفحوص نتيجة النقص الحاد في المواد الأساسية. هذا الواقع دفعنا للتساؤل عن التداعيات السلبية لمثل هذه الإجراءات، خاصة أن تشخيص الأطباء للحالة المرضية يتمّ عادة من خلال الفحوص المخبرية.
مديرة مختبر "الهادي" الطبّي والأخصائية في الطبّ المخبري والجزيئي الدكتورة يمنى مراد تُلخص الأزمة، وتقول لموقع "العهد الإخباري" إن "الوضع في غاية الصعوبة، فقد كان المستوردون يؤمّنون الدولار لشراء الكواشف (أي الأدوية التي تستخدم لإجراء الفحوص المخبرية) على أساس تغطية المركزي ويوزعونها على المختبرات، ولكن المركزي لا يقوم بذلك راهنًا".
وتضيف: "باختصار ما يجري اليوم، هو أنّ بعض الشركات الكبرى المصنّعة (خارج لبنان) كانت ترسل لوكلائها في لبنان المستلزمات والمعدّات الطبية والكواشف قبل دفع قيمة الفواتير، لكنها اليوم توقفت عن ذلك وهي تمتنع عن تزويدها بما تحتاجه، قبل أن يتم سداد مستحقاتها المتراكمة منذ أشهر، بعد أن تمنّع مصرف لبنان عن تحرير فواتيرها".
وتوضح مراد لـ "العهد" أن "الشركات الموزعة في لبنان لم تعد تستورد الكميات المطلوبة وبالتالي انقطعت بعض هذه المواد عن المختبرات، لأن مصرف لبنان أعلن عن عدم قدرته على الاستمرار في الدعم، ولم يسدد قيمة الفواتير بعد".
وبذلك تواجه الشركات الموزعة خسارة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وصعوبة التحويلات، والتباطؤ في موضوع الدعم، بحسب مراد، وبالتالي بات يصل للمختبرات "من الجمل أذنه" من الكواشف لأن هذه الشركات قللت الاستيراد للحد الأدنى.
وكخطة بديلة، تقوم المختبرات بشراء ما يلزمها بالـFresh dollar من الشركات المصنعة في الخارج، وفقًا لمراد. وتطمئن الى أن لا انقطاع في الكشوفات الطبية بشكل عام، إنما صعوبة في الحصول عليها.
كلام مراد يتوافق مع ما يشير إليه مصدر في المختبرات الحديثة للتحاليل الطبية، اذ يؤكد لـ "العهد" أنه لا انقطاع في الكواشف الحيوية، فهناك عدّة شركات موزعة في لبنان، وفي حال انقطعت بعض الكشوف في احداها بالإمكان إيجادها في شركة أخرى.
ويلفت إلى أن بعض هذه الكشوف عالق في المطار، وبعضها لم يتم تسليمه من الشركات المصنعة بسبب التأخر في الدفع، وأخرى تنتظر موافقة وزارة الصحة، ومنها ما له علاقة بالتحويلات، وبالتالي يواجه الموزعون أزمة حادّة مما دفعهم إلى إنقاص الاستيراد وأدى ذلك لهذا الشح في الكشوفات.
المصدر يشدد في الوقت نفسه على أنه بإمكان المختبر تأمين ما يلزمه من أكثر من شركة بحسب الماكينات المتوفرة لديه.