توصلت دراسة جديدة إلى أن لقاح الإنفلونزا قد يوفر بعض الحماية من الآثار الشديدة لـ"كوفيد-19". وتشير الدراسة الجديدة إلى أن تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي قبل الإصابة بفيروس كورونا قد يقلل من احتمالية الإصابة بعدوى شديدة في جميع أنحاء الجسم وبالتالي، يتمتع المرضى بدرجة معينة من الحماية ضد الآثار الشديدة المرتبطة بـ"كوفيد-19"، مثل السكتة الدماغية والإنتان والتخثر الوريدي العميق (DVT).
وتشير البيانات التي تم جمعها من المرضى من جميع أنحاء العالم ووقع تقديمها في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ECCMID) إلى أن أولئك الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا قبل الأصابة بـ"كوفيد-19" كانوا أقل عرضة لزيارة قسم الطوارئ وأقل احتمالا أن يدخلوا وحدة العناية المركزة (ICU).
وأنشأ باحثون من كلية الطب بجامعة ميامي ميلر مجموعتين من 37377 مريضا لديهم عوامل خطر معينة لتأثيرات "كوفيد-19" الشديدة مثل العمر والسمنة وأمراض الرئة والتدخين وغيرها من المشكلات الصحية.
وتلقت المجموعة الأولى لقاح الإنفلونزا بين أسبوعين وستة أشهر قبل الإصابة بـ "كوفيد-19"، بينما أصيب أعضاء المجموعة الثانية أيضا بـ"كوفيد-19" لكنهم لم يتلقوا لقاحا سابقا للإنفلونزا.
ثم قارن الفريق معدل الإصابة بـ 15 نتيجة سلبية بما في ذلك السكتة الدماغية والإنتان والتخثر الوريدي العميق كما هو مذكور أعلاه، وكذلك الانصمام الرئوي، والفشل التنفسي الحاد، ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وآلام المفاصل، والفشل الكلوي، وفقدان الشهية، والنوبات القلبية، والالتهاب الرئوي، والطوارئ، ودخول المستشفى، ودخول وحدة العناية المركزة والوفاة في غضون 120 يوما من الاختبار الإيجابي بين المجموعتين.
ومن بين مجموعة "كوفيد-19" ممن لم يتلقوا لقاحا ضد الإنفلونزا، لاحظ الباحثون زيادة احتمال دخولهم إلى وحدة العناية المركزة بنسبة 20%، وزيادة احتمال الإصابة بالإنتان بنسبة 45%، وزيادة احتمال الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 58%، وزيادة بنسبة 58% من احتمالية زيارة غرفة الطوارئ. ولاحظ الباحثون أن خطر الموت لم ينخفض.
ومن غير المعروف بالضبط كيف يوفر التطعيم الحماية من "كوفيد-19"، وقال الفريق إن النتائج التي توصلوا إليها تعزز الدعوة إلى مزيد من البحث.
وقالت سوزان تاغيوف، الباحثة المساعدة في كلية الطب بجامعة ميامي ميلر، إن "لقاح الإنفلونزا قد يفيد الأفراد الذين يترددون في تلقي لقاح "كوفيد-19" بسبب حداثة التكنولوجيا. على الرغم من ذلك، فإن لقاح الإنفلونزا ليس بأي حال من الأحوال بديلا عن لقاح كوفيد-19، ونحن ندعو الجميع إلى تلقي لقاح كوفيد-19 الخاص بهم إذا أمكن ذلك".
وأضافت: "إن الترويج المستمر للقاح الإنفلونزا لديه أيضا القدرة على مساعدة سكان العالم على تجنب الوباء التوأم المحتمل، وهو تفشي الإنفلونزا والفيروس التاجي في وقت واحد".
أوضحت تاغيوف أنه بغض النظر عن درجة الحماية التي يوفرها اللقاح، "فإن مجرد القدرة على الحفاظ على موارد الرعاية الصحية العالمية من خلال إبقاء عدد حالات الإنفلونزا تحت السيطرة سبب كاف لمناصرة الجهود المستمرة لتعزيز التطعيم ضد الإنفلونزا".
وتقوم العديد من الدراسات الجارية أو الأبحاث المخطط لها بفحص لقاح مركب يستهدف الإنفلونزا و"كوفيد-19" وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى في الوقت نفسه.