حذر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم من أن البلاد قد تواجه كارثة حقيقية إذا ارتفعت حالات الإصابة بجائحة فيروس كورونا بشكل كبير وفاقت الأعداد الطاقة الاستيعابية للمرافق الصحية، حيث أُعلنت سوريا لحد الساعة 44 إصابة مؤكدة و3 وفيات.
وقال الأسد في كلمة أمام اللجنة الحكومية المشرفة على إجراءات مواجهة كورونا إن انخفاض مستوى العدوى الحالي لا يعني أن سوريا خرجت من دائرة الخطر، مضيفًا إن الأرقام "قد ترتفع فجأة في غضون أيام قليلة أو أسابيع قليلة، وستحدث كارثة حقيقية في سوريا".
وأضاف الرئيس السوري: "فيما يتعلق بالوضع في سوريا فقد قمنا بشكل سريع وفوري بسلسلة مدروسة من الإجراءات لحماية المواطنين، بما في ذلك فرض الحظر الجزئي في عموم البلاد".
وأشاد الأسد بـ"استجابة ووعي المواطن، بالإضافة إلى التحرك السريع من قبل الدولة"، مما "كان له دور رئيسي في إبطاء انتشار فيروس كورونا".
لكنه أوضح: "إلا أن هذه الإجراءات كان لها العديد من السلبيات، على رأسها الجانب الاقتصادي، حيث ازدادت الأعباء المعيشية على المواطن، ومع اتضاح حقيقة أن جائحة كورونا ليست عابرة كان لا بد من التوجه للعودة إلى الحياة الطبيعية بغية تخفيف الضغط غير المسبوق الذي عاشه المواطن خلال هذه الفترة لكن في ظل ضوابط تضعها الحكومة من جهة وتحمل المواطن مسؤولية حماية نفسه خلال سلوكياته اليومية من جهة أخرى".
واعتبر أنه "بالتوازي مع التحدي الصحي، هناك تحد آخر اقتصادي، نواجهه بعد حرب مستمرة منذ أكثر من 9 سنوات وحصار جائر على الشعب، وأتت جائحة كورونا لتخلق حالة من الانغلاق والانكماش الاقتصادي العالمي، وإضافة إلى كل ما سبق هناك من استغل هذه الجائحة من بعض الجشعين وخلقوا حالة من الاحتكار من أجل تحقيق أرباح فاحشة على حساب المواطنين عبر رفع الأسعار".
وأكد الأسد أن "ما سبق من مشاكل وتحديات لا يعني أننا غير قادرين على فعل شيء، بل هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن للحكومة القيام بها بما يؤثر إيجابيا في حياة المواطن وتأمين احتياجاته".
وفرضت دمشق حظرا للتجول في أنحاء البلاد منذ شهر بعد الإعلان رسميا عن أول حالة إصابة، وإضافة إلى الأرقام المعلنة، قالت الإدارة الذاتية الكردية في شمالي شرقي البلاد إنها سجلت ثلاث إصابات في المناطق التي تديرها.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن قرابة 60% من مستشفيات سوريا فقط كانت قيد الخدمة بنهاية العام الماضي، في حين غادر 70% من العاملين بالقطاع الصحي البلاد.
وكانت الأمم المتحدة وموظفو إغاثة حذروا من أن سوريا معرضة لخطر كبير في حال انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك في ظل تدهور قطاعها الصحي الهش ونقص الموارد في بلد أنهكته الحرب المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات.

