دفعت الأرقام القياسية للوفيات الجديدة بفيروس كورونا في منطقة جنوب شرق آسيا أنظمة الرعاية الصحية لأن تكافح من أجل التأقلم، وجعلت الحكومات تسعى لفرض قيود جديدة لحد من انتشار الفيروس.
وحولت إندونيسيا إنتاجها من الأكسجين بالكامل تقريبا إلى الاستخدامات الطبية فقط لتلبية الطلب عليه من مرضى كوفيد-19 الذين يكافحون من أجل التنفس.
واضطرت المستشفيات المكتظة في ماليزيا للجوء إلى علاج المرضى على أرض أروقتها وممراتها.
وكان الوضع لا يزال أفضل مما هو عليه في بعض المستشفيات الأخرى في سيلانغور، أغنى ولاية في ماليزيا وأكثرها اكتظاظا بالسكان، حيث لم تكن هناك أسرة شاغرة على الإطلاق، وورد أن المرضى عولجوا على أرضيات أو على نقالات. وأضافت الحكومة منذ ذلك الحين المزيد من أسرة المستشفيات وحولت المزيد من الأجنحة لمرضى كوفيد-19.
وفي أكبر مدينة في ميانمار، كان عمال المقابر يعملون ليل نهار لمواكبة الطلب على العمليات الجديدة لحرق ودفن الجثث.
وفي الأسبوعين الماضيين، تجاوزت دول جنوب شرق آسيا الثلاث ذروة معدل الوفيات في الهند كموجة جديدة من فيروس كورونا، مدفوعة بمتحور دلتا الخبيث.
وشهدت إندونيسيا وميانمار وماليزيا زيادات حادة منذ أواخر يونيو، وبلغ متوسطها لمدة سبعة أيام 4.37 و4.29 و4.14 لكل مليون شخص على التوالي يوم الأربعاء. وشهدت كمبوديا وتايلاند أيضا زيادات قوية في حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا، لكنهما أبقتا حتى الآن على معدل سبعة أيام لكل مليون شخص عند 1.55 و1.38 على التوالي.
وأعلنت إندونيسيا، رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، عن 1383 حالة وفاة يوم الأربعاء، وهو أكثر الأيام دموية منذ بداية الوباء.
بدوره قال المنسق الصحي للطوارئ في آسيا والمحيط الهادئ بالصليب الأحمر، والذي يتخذ من ماليزيا مقرا له، أبهيشيك رمال، إن مجموعة متنوعة من العوامل ساهمت في الطفرة الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك الأشخاص الذين سئموا من الوباء وتهاونوا في الالتزام بالاحتياطات، ومعدلات التطعيم المنخفضة، وظهور متحور دلتا من الفيروس، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند.
وتابع: "بالإجراءات التي تتخذها الدول، إذا اتبع الناس أساسيات غسل اليدين وارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد، وتلقي اللقاحات، فسنشهد انخفاضًا في الحالات خلال الأسبوعين المقبلين من الآن".
ومع ذلك، لم تؤد إجراءات الإغلاق العام في ماليزيا حتى الآن إلى خفض المعدل اليومي للعدوى. وشهدت الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 32 مليون نسمة ارتفاعا يوميا في حالات الاصابة بما يتجاوز 10000 حالة في 13 يوليو للمرة الأولى، وظلت الحالات الجديدة على ارتفاعها منذ ذلك الحين.
من جانب آخر، لا يزال معدل التطعيم منخفضا، ولكنه آخذ في الارتفاع، حيث تم تطعيم ما يقرب من 15 بالمئة من السكان بالكامل، وتأمل الحكومة في تطعيم غالبية السكان بحلول نهاية العام.
وفي إندونيسيا، تلقى حوالي 14 بالمئة من السكان جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، وبشكل أساسي لقاح سينوفاك الصيني.
وهناك مخاوف متزايدة من أن سينوفاك أقل فعالية ضد متحور دلتا، وتخطط كل من إندونيسيا وتايلاند لجرعات معززة من لقاحات أخرى للعاملين الصحيين المحصنين بلقاح سينوفاك.