أليكسي ناعوموف - صحيفة "كوميرسانت" الروسية
تحت عنوان "لقد مرضنا، يكفي!"، لخص أليكسي ناعوموف، في صحيفة "كوميرسانت" الروسية اليومية، تقرير معهد البحوث الاجتماعية حول العلاقة بين الموقف من السياسيين ودرجة سيطرة الحكومات على وباء فيروس كورونا.
وجاء في المقال: لقد غيرت جائحة الفيروس التاجي العالم، خلال العام ونصف العام الماضيين، كما غيرت العلاقة بين الناس والسلطات: انقسم المجتمع إلى مؤيدين للتطعيم ومناهضين له.
وقد نشر معهد البحوث الاجتماعية (EISS) تقريرا بعنوان "الوباء والثقة. التغيرات العالمية في شعبية السياسيين وموجات كوفيد-19".
ومنه: في الوضع الجيد، تنمو شعبية السلطات؛ وفي السيء، تتراجع. هذا الموقف منطقي تماما، بل نموذجي في عصر كورونا. وما يلفت، هو تحديد الوضع السيئ بالموجات الجديدة من المرض، التي تخلق توترا في المجتمع وتجعله يشكك في كفاءة السلطة.
ولا أحد محصنا من "مخاطر كوفيد"، سواء من الأحزاب الحاكمة والسياسيين الحاكمين، أو القوى المعارضة لها: السكان، يدركون أن المشكلة ليست في سياسيين بعينهم، إنما في عدم قدرة النظام على التعامل مع تحديات العصر.
يلاحظ هذا التأثير بصورة خاصة في تركيا: ففي مايو 2021، انخفض التأييد للرئيس رجب طيب أردوغان من 48.2% إلى 36.7%، وانخفض دعم الحزب الصالح المعارض، من 13.7% إلى 8%؛ كما انخفضت شعبية المعارضين من حزب الشعب الجمهوري، بزعامة كمال كيليشدار أوغلو وإكرام إمام أوغلو.
و"بشكل عام، كما يشير خبراء المعهد، تغيرت أمزجة الناس، خلال الوباء. ففي حين تميزت الأشهر الأولى من العام 2020 بمطالبات عامة باتخاذ تدابير صارمة لمنع انتشار كوفيد-19، تغير الوضع بعد عام ونصف من الحياة في ظل القيود. فقد حل مكان الاستنفار العام لمواجهة المرض شعور بالإرهاق من الإغلاق ومن ضعف الارتباط الملحوظ بين انتشار المرض والإجراءات التقييدية. فتعزيزها، لا يؤدي بالضرورة إلى انخفاض عدد حالات الإصابة بكوفيد"، كما يقول التقرير.
وهناك عامل آخر هو تأثير تدفق الأخبار السلبية.
ومع ذلك، يرى خبراء المعهد سببا للتفاؤل. ويقولون: "يمكن أن نتوقع بثقة انتعاش شعبية السياسيين مع الانخفاض في عدد حالات الإصابة، وتراجع القلق العام، والتوقف عن نشر الهستيريا في وسائل الإعلام".