موقع العهد الإخباري
ما إن بدأ لبنان يلتقط أنفاسه بعدما "كتمتها" أعداد الإصابات والوفيّات المرتفعة بكورونا، حتّى عاد القلق مجدّدًا إلى الواجهة. عدّاد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية لم يكن مطمئنًا حيث بلغت الأرقام ذروتها أمس الثلاثاء مسجّلةً أكثر من 1500 إصابة. وعليه، يسأل البعض عن احتمال إقفال البلد مجددًا في حال بقي عداد الإصابات مرتفعًا، ووسط الحديث عن موجة جديدة محتملة من كورونا بعدما ثبُت قبل ما يقارب الشهر دخول سلالة "دلتا" إلى لبنان.
عراجي: 40 حالة كورونا دخلت إلى العناية الفائقة خلال يومين
رئيس لجنة الصحّة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي يلفت في حديث لموقع "العهد" الإخباري إلى أنّ رقم الإصابات الذي سُجّل أمس الثلاثاء يدعو إلى الخوف، داعيًا إلى أخذه على محمل الجد. المؤشرات سلبية -وفق عراجي- فمنذ السبت الفائت وحتّى الإثنين تضاعفت أرقام الإصابات. تمامًا كما ازدادت الحالات التي تطلّبت عناية فائقة. 40 حالة دخلت إلى غرف العناية الفائقة منذ السبت وحتّى الإثنين، ليبلغ عدد الحالات في العناية الفائقة 225 بعدما وصل سابقا إلى أقل من مئة. مؤشّر سلبي آخر يضيفه عراجي يتمثّل بارتفاع إيجابية الفحوصات إلى 5 بالمئة بعدما كانت 1 بالمئة.
أمام هذه المؤشرات، يشير عراجي إلى ضرورة التّشدد بالإجراءات، مستبعدًا أن يُصار إلى إقفال البلد في الوقت الحاضر. برأيه، بإمكاننا تفادي هذا الأمر عبر تطبيق التدابير الوقائية من كمامة وتعقيم وتباعد اجتماعي، وإلّا إذا لم نلتزم بكل هذه التدابير سنصل إلى وضع صعب في شهر أيلول المقبل حيث البيئة الحاضنة للفيروسات.
وردًا على سؤال حول ندرة الوفيات بكورونا في لبنان حاليًا خلافًا للموجات السابقة، يقول عراجي:" يربط البعض قلّة الوفيات بمتحوّر "دلتا" وهذا أمر خاطئ، ففي بريطانيا ارتفعت الإصابات ولم يكن هناك وفيات أو حالات كثيرة تستدعي العناية الفائقة، وهذا الأمر مردّه إلى نسبة التّلقيح الكبيرة التي شهدتها بريطانيا والتي قاربت الـ70 بالمئة من الشعب، 55 بالمئة منهم تلقوا الجرعة الثانية".
وضع المستشفيات لا يحتمل
وفي الختام، يشدّد عراجي على ضرورة الإلتزام بالتدابير الوقائية فوضع المستشفيات في لبنان لا يحتمل إذ لا تجهيزات ولا دواء فيما يتناقص عدد الطاقم التمريضي بسبب هجرة الأطباء والممرضين.
بو درغم: لا اتّجاه لإقفال البلد
مستشار وزير السياحة وعضو لجنة التدابير الوقائية لمكافحة فيروس كورونا مازن بو درغم يوضح في حديث لموقعنا أنّه لا يوجد اتّجاه لإقفال البلد، فنحن في خضَم موسم سياحي ووضع اقتصادي دقيق، أضف إلى أنّ عددًا لا بأس به من اللبنانيين تلقوا اللّقاح، وعدد آخر أصيب بكورونا.
توصيات للحدّ من الإنتشار
ويوضح بو درغم أنّ لجنة كورونا أجرت دراسة لكافّة الخطوات ورفعت مجموعة توصيات إلى مجلس الدّفاع الأعلى للبتّ بها، موجزًا إياها بالآتي:
-يُمنع على أي مطعم خلال الفترة القادمة أن يضمّ موظفًا واحدًا لم يتلقّ اللّقاح، وإلّا يُحتّم عليه إخضاع الموظفين لفحوص pcr كل ثلاثة أيام.
-تعمل لجنة كورونا على تأمين ماراتون لتلقيح كافّة الموظفين في القطاع السياحي.
-يحتّم على كلّ من يريد الدّخول إلى المطاعم والمقاهي وغيرهما أن يحمل حكمًا إمّا شهادة تلقيح أو فحص المناعة أو فحص pcr أجري قبل يومين. وفق بو درغم، فإنّ أي مطعم يستقبل زائرًا لم يخضع لأي من هذه الشروط سيلاحق صاحبه والشخص المخالف.
ويشدّد بو درغم على أنّ "الكوفيد 19" هو فيروس يجب أن نتأقلم ونعتاد على العيش معه بأفضل طريقة وقاية ممكنة. وفق قناعاته، لا يجب أن يتملّكنا الخوف بل يجب أن يكون لدينا المواجهة الصحيحة والمعرفة، مجدّدا التأكيد أنّ البلد لن يقفل حتّى ولو ارتفعت أعداد الإصابات فهذا لا يعني ارتفاع أعداد الوفيات، مشيرًا إلى أنّ الإصابات حكمًا سترتفع حيث كان يدخل إلى لبنان في النهار الواحد 17 ألف شخص، والآن يدخل إلينا حوالى 7000 شخص، ومن هنا جاء القرار بالتّشدد مع القادمين من العراق وتركيا وأثيوبيا حيث يتمّ حجرهم 4 أيام لإجراء فحص آخر للتّأكد من خلوّهم من أي فيروس.