نوفوستي
درس علماء الأحياء الإيرانيون تأثير فيروس SARS-CoV-2 في نشاط الحيوانات المنوية خلال فترة 120 يوما بعد الإصابة. واتضح أنه يؤثر سلبا في الجهاز التناسلي الذكري، لفترة معينة فقط.
وتشير مجلة Reproduction, Fertility and Development، إلى أن الفيروس التاجي المستجد، يؤثر سلبا في العديد من وظائف الجسم، بما فيها خصوبة الذكور، حيث يتسلل الفيروس في خلايا الجسم عن طريق الالتصاق بغشاء مستقبلات إنزيم ACE2 . لذلك فإن أعضاء الجسم المحتوية خلاياها على كمية كبيرة من هذه المستقبلات، تكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وتنسب إلى هذه الخلايا، الخلايا الجذعية المنتجة للحيوانات المنوية الموجودة في الخصيتين؛ والخلايا الناعمة، التي تدعم الخلايا الجسدية الموجودة في قنوات الخصيتين؛ وخلايا لايديغ البينية (Leydig-cells) التي تنتج 95 بالمئة من هرمون التستوستيرون؛ وخلايا البروستاتا.
ودرس باحثون من الجامعات الإيرانية برئاسة فاطمي مهنزاده فلاحي من جامعة مشهد للعلوم الطبية، كيفية تغير مؤشرات الحيوانات المنوية لدى المصابين بمرض "كوفيد-19"، حيث تابعوا خلال فترة أربعة أشهر حالة 20 رجلا أصيبوا بالشكل المتوسط من حدة المرض - ضيق التنفس وحمى ونسبة تشبع الأكسجين 90-93 بالمئة وتلف رئوي بنسبة 50 بالمئة.
وأظهرت النتائج، أنه بعد 14 يوما من تشخيص المرض كانت سرعة حركة الحيوانات المنوية دون المعدل الطبيعي، ولكنها بعد مضي 120 يوما عادت إلى طبيعتها. وتدهورت بعض المؤشرات بعد مضي أسبوعين على الإصابة - أكسدة الحيوانات المنوية، والحمض النووي ولكنها عادت عند بعض المصابين فقط إلى طبيعتها في نهاية الشهر الرابع.
وقيم الباحثون في هذه الدراسة أيضا مؤشرات أخرى تؤثر في الوظيفة الإنجابية- تركيز الحيوانات المنوية ومستوى حركتها وهيئتها وقدرتها على الحياة ومستوى مركبات الأكسجين التفاعلية، والمركب العضوي Malondialdehyde (MDA)، في السائل المنوي، وإجمالي قدرتها المضادة للأكسدة (OSA). وعند مقارنتها بنتائج التحليل الأول الذي أجري في اليوم الرابع عشر بعد الإصابة، اتضح أن مستوى مركبات الأكسجين التفاعلية وMDA بقيت منخفضة، في حين عاد مستوى (OSA) إلى طبيعته تقريبا.
واستنتج العلماء من نتائج هذه الدراسة، أن التأثير السلبي للفيروس التاجي المستجد في الحيوانات المنوية الناجم عن الإجهاد التأكسدي، ينخفض بعد أربعة أشهر، ولكن يستمر عند المرضى الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد".
ويشير الباحثون، إلى أنهم لم يأخذوا بالاعتبار تأثير الأدوية التي تناولها المرضى، مع أن بعضها قد يكون له تأثير في مستوى مركبات الأكسجين التفاعلية في الحيوانات المنوية.