نقلاً عن موقع الجزيرة نت - قاسم أحمد سهل - مقديشو
تزداد المخاوف من انتشار وباء كورونا في الصومال، وسط شكوك في أن الإحصاءات الرسمية لا تترجم الواقع على الأرض، وأن الإصابات والوفيات أكثر من المعلنة؛ نظرا للحركة غير الاعتيادية في المقابر، حسب ما يتردد في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن إجمالي الإصابات بفيروس كورونا بلغ 756 حالة، وإجمالي الوفيات 35، وإجمالي المتعافين 61.
وقال وزير الإعلام الصومالي محمد حير ماريي مؤخرا إن الحكومة تعتبر فيروس كورونا هو المسبب لأية وفاة بالصومال في الظرف الحالي، في حين قال عمدة مقديشو عمر محمود يوم الجمعة الفائت إن إدارتهم سجلت خمسمئة حالة وفاة في مقديشو منذ 19 أبريل/نيسان المنصرم، يرجحون أن أصحابها توفوا بسبب كورونا.
وأكد مسؤول المقبرة الرئيسية في مقديشو عبد الله الشيخ دفن 558 حالة في المقبرة في الشهر نفسه، موضحا للجزيرة نت أن المقبرة كانت تستقبل قبل كورونا أربعمئة حالة تقريبا، وأن الزيادة البالغة 158 تضم 14 حالة محققة من إصابتهم بكورونا وعشر حالات غرق، مما دفع البعض للاعتقاد أن البقية قد قتلهم الفيروس أيضا.
ويخشى السكان من أن الوباء بات يتفشى على نطاق واسع في الصومال، لا سيما في مقديشو، التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين نسمة.
لا مبالاة
أما أسباب تزايد الإصابات، فيرجعها الطبيب محمود عبدي حسن إلى اللامبالاة في الأسواق والشوارع والمساجد ووسائل النقل، وعدم التزام كثير من الناس بسبل الوقاية والتباعد الاجتماعي.
ويقول إن كثيرا منهم تظهر عليهم أعراض الوباء ويمتنعون عن الإبلاغ عن حالتهم، ويعتبرونه زكاما عاديا، وبعضهم يخفون الأمر خشية وصمة العار والحجر المنزلي أو العزل؛ فيختلطون بالناس.
ويقول حسن إن الوضع يتطلب إجراء اختبارات الكشف بصورة جماعية، وهذا غير ممكن حاليا لقلة الإمكانات والمعدات اللازمة المتوفرة لدى الحكومة.
الخطورة الكبرى
وهذا البطء في عملية الفحص جزء من المشكلة؛ فالحالات المعلنة ذهبت إلى المختبر المركزي طواعية، وأكثرها في مقديشو، إلا أن الخطورة الكبرى تأتي في نظر حسن من الأحياء العشوائية ذات الكثافة العالية ومخيمات النازحين التي يعيش فيها نحو 2.6 مليون نازح، حيث يصعب تطبيق التباعد الاجتماعي.
ونظرا لعيشهم في أكواخ صغيرة متلاصقة وبأعداد كبيرة، وحيث تنعدم النظافة وتشح المياه، فإن السكان غير قادرين على شراء الصابون والمواد المطهرة لغسل أيديهم، وإذا وصل الفيروس إليهم سيسبب كارثة إنسانية ويعقد جهود مكافحة الوباء.
تحديات
ويعاني القطاع الصحي في الصومال منذ ثلاثين سنة تقريبا، فهو شبه مدمر، حيث تعد وفيات الأطفال والأمهات من أعلى المعدلات في العالم، لذلك سيواجه القطاع الصحي جملة من التحديات في المعركة ضد كورونا، إذ لديه ثلاثة مختبرات فقط للكشف: واحد في مقديشو، وآخر في مدينة جرووي بولاية بونت لاند (شمال شرقي الصومال)، والثالث في إقليم أرض الصومال (شمال).
ويقول مسؤول المنظومة الصحية في وزارة الصحة عبد الرزاق يوسف أحمد إن مقديشو تضم محجرا صحيا واحدا خاصا بكورونا، وهو مستشفى مرتيني الذي يضم مئة سرير، في حين يجري إعداد موقعين آخرين للعزل الصحي قريبا، إضافة إلى إنشاء أربعة محاجر في ولايات بونت لاند وجوبالاند وجنوب غرب الصومال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ومن التحديات التي يواجهونها أيضا نقص أجهزة التنفس الاصطناعي، وندرة الفرق المدربة على وحدات العناية المركزة، وقلة أدوات أخذ العينات لاستقبال اختبارات الكشف من مناطق كثيرة.
ونتيجة لذلك، يقول أحمد للجزيرة نت إن الوباء بات يستهدف الفرق الطبية، حيث أصيب 15 منهم بشكل مؤكد، متوقعا وجود عشرات الإصابات الأخرى في القطاع الصحي الخاص.
وفي حديث للجزيرة نت، يرجع الدكتور محمد عثمان -المصاب بفيروس كورونا- السبب إلى عدة عوامل؛ أهمها تقدم الأطباء في المعركة ضد كورونا، وتدني درجة وعي الناس حيث يذهبون إلى المستشفى أو العيادة لعلاج أمراض أخرى وهم يحملون الفيروس، وندرة إجراءات الوقاية في المستشفيات.
لقراءة المقال من الموقع اضغط هنا