جريدة الأخبار اللبنانية
رسمياً، انتهت المفاوضات بين شركة «أروان» للصناعات الدوائية، برعاية وزارتي الصحة العامة والصناعة، وصندوق الاستثمار الروسي بوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التي يفترض أن تبرم بين الطرفين خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ومن شأنها أن تفتح الباب واسعاً أمام لبنان لتعزيز صناعاته الدوائية الوطنية في غمرة الظروف الحرجة التي تمرّ بها البلاد. أمس، انتهت الجولة الأخيرة من مفاوضات ما قبل التوقيع، والتي باتت من خلالها شركة «أروان» تملك «مفاتيح» إنتاج لقاح «سبوتنيك في» (sputnik v) و«سبوتنيك لايت» (sputnik light) محلياً، وما بقي حتى اللحظة الراهنة «مجرّد إجراءات إدارية روتينية خاصة بالجانب الروسي، أقرب ما تكون إلى الشكليات»، على ما تقول الدكتورة رويدة دهام، نائبة رئيس شركة «أروان».
لا يكمن إنجاز تلك الاتفاقية التي سبقتها أشهر من التأخير و«العرقلة من بعض الجهات المتضررة من الإنتاج المحلي»، في تعزيز الإنتاج المحلي وفتح أبواب التصدير للقاح من لبنان فقط، وإنما أيضاً حجز «حصّة» لبنان من هذا اللقاح، بما يسهم في تسريع الوصول إلى المناعة المجتمعية، خصوصاً أن «الإنتاج لا يعوزه كثير من الوقت بعد إنجاز الاتفاق ووصول المواد الأولية»، على ما تقول دهام. وفي هذا السياق، نجح الجانب اللبناني (وزير الصناعة عماد حب الله ووزير الصحة العامة حمد حسن وشركة «أروان») بتحصيل ضمانة تقضي بحفظ حق لبنان بـ10 في المئة من كمية اللقاحات التي تنتجها الشركة لصالح السوق المحلية، بمعدّل لا يقلّ عن 4 ملايين جرعة. أما بالنسبة لما ستنتجه «أروان»، فقد صادق الجانب الروسي على ما كان قد نوقش سابقاً مع الشركة لمنحها الإذن بإنتاج 60 مليون جرعة سنوياً من «سبوتنيك في»، أي ما يعادل 12 مليون قارورة، تحوي الواحدة منها على خمس جرعات. وبما أن الاتفاق بات جاهزاً، من المتوقع أن تنتج «أروان» بحدود 25 مليون جرعة حتى نهاية العام. كما استطاع الجانب اللبناني تحصيل موافقة الجانب الروسي على أن تتكفل «أروان» بإنتاج مليون لقاح شهرياً من «سبوتنيك لايت» أيضاً.
10 في المئة من انتاج الشركة سيخصص للسوق المحلية
في الشكل والمضمون، استطاعت شركة «أروان» أن تدخل مضمار إنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وهي في هذا السياق، بحسب دهام، لا يعوزها اليوم سوى وصول المواد الأولية التي جرى اتفاق أمس بشأنها. ومن المتوقع أن تصل قريباً دفعة من المواد الأولية، بعدما أعطى وزير الصحة إذناً لاستيرادها، على أن تبدأ الشركة بإنتاج وجبات تجريبية للقاحين، ترسلها إلى روسيا لإجراء الفحوص اللازمة لها وتحليلها لمطابقة المواصفات. بعد اختبار المطابقة، تبدأ الشركة فعلياً بإنتاج الوجبات التجارية للسوق المحلية والمعدّة للتصدير أيضاً.
إذاً، لم يعد اليوم ينقص سوى وصول المواد الأولية من روسيا للبدء بعملية إنتاج اللقاح. وهذا الأمر رهن بالجانب الروسي ومدى السرعة التي تسير بها الإجراءات. أما في ما يخص الجانب الذي يتعلق بتأمين التمويل لتلك المواد، فتنتظر الجهات المعنية «وتأمل» من مصرف لبنان، كما «لبنان بكل مؤسساته دعم شركة أروان لإنتاج اللقاح»، على ما يقول وزير الصناعة، عماد حب الله. وهذا عملياً، يعني أنه لا يمكن تصنيف عملية الاستيراد تلك في خانة اللوائح المدعومة، أقله حتى هذه اللحظات. فيما بقية السردية رهن ترجمة الدولة لشعار دعم الصناعة الوطنية بالبدء بأول خطوة.