خلال عطلة نهاية الأسبوع، امتلأت شوارع المدن الفرنسية بحشود من المتظاهرين، أعادت إلى الأذهان مظاهرات "السترات الصفراء" التي هزت فرنسا قبل الوباء. إنما المتظاهرون الحاليون يحتجون على الإجراءات التقييدية للسلطات بشكل عام، وبشكل خاص على فرض جواز كوفيد مع بيانات عن التطعيمات أو اختبار PCR سلبي، والذي من دونه يغلقون أمام الفرنسيين الطريق إلى معظم الأماكن العامة وكثير من المؤسسات، ما يعطي كل الأسباب للحديث عن نمو التمييز بين الناس بسبب التطعيم ضد فيروس كورونا أو عدمه، حتى الآن على الأقل في فرنسا، التي تكافح ضد الموجة الرابعة من الوباء.
خرج المتظاهرون إلى شوارع باريس ومرسيليا وليون ومونبلييه ونانت وتولوز ومدن فرنسية أخرى رافعين شعارات: "الحرية!" و"لا لجوازات اللقاح!"
وفقا لوزارة الشؤون الداخلية، احتج 204090 شخصا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك 14250 في العاصمة. الأسبوع قبل الماضي، نزل أربعون ألفا إلى الشوارع.
وحتى إذا بات التطعيم إلزاميا في فرنسا، فسوف تستمر السلطات الألمانية في تأكيد طبيعته الطوعية. ومع ذلك، فإن هذا لم ينقذ ألمانيا من الاحتجاج. إنما السمة المميزة للمظاهرات في ألمانيا هي عدم تسييسها. فيكفي أن نذكر الطيف الواسع للمشاركين فيها، من اليمين واليسار، ومن هم ضد التطعيم، ومن معه، وأولئك الذين ينكرون عموما وجود فيروس كورونا، وجماعة نظرية المؤامرة، ومتطرفون، وكثيرون غيرهم.
اندلعت احتجاجات ضد القيود خلال عطلة نهاية الأسبوع في جميع أنحاء أوروبا.
وفي إيطاليا، كما في فرنسا، انضم سياسيون من الطيف اليميني إلى موجة الاحتجاج. فقد صرحت زعيمة حزب الأخوة الإيطاليين الشعبوي اليميني "جورجيا ميلوني، في شرح موقفها، مؤخرا بأنها ليست ضد اللقاحات، لكنها" ضد التطعيم الإجباري".
ومع ذلك، لاحظ المحللون السياسيون أن السياسيين اليمينيين يسيرون الآن على جليد رقيق. فمع الزيادة الحتمية في التطعيم، سيفقدون قاعدة دعمهم، بوقوفهم ضد الإجراءات التقييدية.
ونظمت احتجاجات في نهاية الأسبوع في سويسرا وبولندا واليونان.