تفقد وزيرا الصحة العامة الدكتور حمد حسن والإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد، بعد ظهر اليوم، "مركز سبلين للعزل الطبي"، في مركز سبلين للتدريب المهني التابع لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" في بلدة سبلين، والذي تم تجهيزه بالتعاون بين "الأونروا" و"منظمة أطباء بلا حدود"، ليستوعب حوالى 100 مريض من المصابين بفيروس "كورونا"، بحضور سفير فلسطين أشرف دبور، النائبين بلال عبد الله ومحمد الحجار ورؤساء بلديات: سبلين محمد يونس والوردانية علي بيرم والجية وسام الحاج، وفاعليات وقيادات فلسطينية وإدارة "الأونروا" وفريق من أطباء بلا حدود.
من جهته، قال وزير الصحة: "نحن نتحدث عن رفع جهوزية، لأننا مررنا في المرحلة الأولى بأقل أضرار ممكنة، ولكن مستوى رفعها على قدم وساق بالتعاون بين كل الأطراف، واليوم، نشهد هذا التعاون مع المنظمات الأممية أي الأونروا وأطباء بلا حدود اللتين تجهزان مركزا للحجر الصحي تأهبا لا سمح الله لتسجيل حالات بين الإخوة الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "رفع الجهوزية يتضمن تأهيل المستشفيات الحكومية"، وقال: "لذلك، نحن اليوم مع معالي وزيرة الإعلام وسعادة النواب والمرجعيات والسفير الفلسطيني هنا لنقول جميعا إننا نعمل بتنسيق وبوتيرة تفاعل إيجابي لرفع مستوى التأهب لنكون عند حسن ظن وحاجات مجتمعاتنا المحرومة والمظلومة، حيث حصل تأخير في تلبية المطالب".
وأضاف: "كل شيء في بدايته تحدث فيه فوضى، ولكن في النهاية تترتب الأمور، وهذا اليوم هو بداية طريق التعاون العملي، نتيجة اللقاءات التي حصلت سابقا، ونعمل على توطيد هذه العلاقة وتفعيلها إلى المستوى الذي نحمي فيه الاخوة الفلسطينيين".
وتابع: "كل الدول التي تعرضت إلى موجة أولى من كورونا أصبحت لديها موجة ثانية، ولذا، علينا أن نتأهب، خصوصا أن بعد التعبئة العامة قد تكون لدينا حالات مستترة في المنازل لا عوارض عليها، وأثناء التفلت وفك مرحلة التعبئة العامة، فهؤلاء الأشخاص الذين كانوا في منازلهم تخالطوا، ومن الممكن أن ينقلوا العدوى أو تنتقل إليهم، وبالتالي إلى أسرهم او محيطهم، ونحن كوزارة صحة عامة نرفع جهوزية المستشفيات الحكومية، والمستشفيات الخاصة تجهز في السياق نفسه، علينا أن نتأهب، أما الباقي فعلى قدرة مجتمعنا في ضبط سلوكه، لأنه الشريك الأساس في تحديد ماهية الموجة الثانية وسلوكها".
وإذ أشار إلى أن "اليوم من خلال العينات فمن أصل 1700 سجلت إصابة عينتين، وهذا يدل على فعالية التعبئة العامة وصوابيتها"، تحدث عن "طائرات عودة المغتربين اللبنانيين من نيجيريا"، لافتا إلى أن "هذا حقهم"، وقال"إن هذه النسبة تشكل تحديا جديدا للحكومة ووزارة الصحة العامة، إذ سجل اليوم 25 إصابة على إحدى الطائرات من أصل 160 مسافرا، وهذا يعني أن الـ 160 عرضة للعدوى، وبالتالي، نطلب من الأهالي جميعا أن يحتاطوا من الاختلاط بهم".
ولفت إلى أن "خطة العودة مستمرة"، وقال: "لكن يجب أن نكون مسؤولين ونتعاطى بمسؤولية، وبالنسبة إلينا كوزارة صحة بدأ المشوار من جديد".
وردا على سؤال، قال وزير الصحة: "بالنسبة إلى الحجر، أعتقد أنه ضمن المعقول، ويجب أن يبذل هذا الجهد أيضا في مناطق تواجد الاخوة الفلسطينيين المختلفة سواء أكان في بعلبك أم طرابلس أم صيدا. وفي الوقت نفسه، تعاقدت الأونروا مع المستشفيات الخاصة لتلبية أي حالة مرضية حرجة تستدعي منا الجهوزية".
مستشفى سبلين الحكومي
بعدها، تفقد وزيرا الصحة والإعلام مستشفى سبلين الحكومي، حيث كان في استقبالهما النائبان: محمد الحجار وبلال عبد الله، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب الدكتور بلال قاسم، الوكيل السابق الدكتور سليم السيد، منسق "تيار المستقبل" في محافظة جبل لبنان الجنوب وليد سرحال، المسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية في جبل لبنان الشيخ احمد سعيد فواز، إضافة إلى رئيس بلدية سبلين محمد يونس ممثلا رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، رئيس بلدية مزرعة الضهر المحامي حسيب عيد ممثلا رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، مدير المستشفى الدكتور أحمد أبو حرفوش وموظفي المستشفى من أطباء وممرضين، طبيب قضاء الشوف الدكتور بيار عطا الله، ورؤساء بلديات وفاعليات.
وتحدث وزير الصحة فقال: "إنها الزيارة الثانية في أقل من شهر تقريبا لمستشفى سبلين، وهي لربط الوعد بالعهد، لقد استطعنا تأمين ما وعدنا به لهذا المستشفى، الذي سيؤدي دوره في مواجهة كورونا، لقد جهزنا اليوم مختبر pcr ليكون مركزا لاستقبال العينات من كل الاقليم، وخصوصا العينات العشوائية التي تقوم بها الأطقم الطبية التابعة لوزارة الصحة، إضافة إلى جهازي تنفس اصطناعي وجهاز أشعة متنقل في الأقسام كافة".
وأضاف: "سيكون هناك دعم للمستشفى من قبل جمعية المصارف، فالاقليم والاداء الذي رأيناه من قبل الأهالي والنواب الذين كانوا يتابعون عن كثب منطقتهم هو ما حثنا على تسريع التقديمات. كل ما يعطى لوزارة الصحة العامة يصل إلى كل الناس، فواجبنا الطبي والانساني أخلاقي تفرضه كل القوانين والأنظمة العالمية".
وتابع: "ندعو الجمعيات إلى التعاطي مع مركزية القرار، لأننا لا نميز بين منطقة وأخرى، فنحن لدينا خطط تحتاج إلى دعم من قبل المنظمات الدولية التي تلجأ إلى دعم مجتزأ في مكان آخر، وبالتالي يصار إلى عدم توازن في توزيع الأجهزة التي يجب أن تكون في خدمة اللبنانيين، كما الفلسطينيين والسوريين".
وأردف: "لقد مررنا بالموجة الأولى في مواجهة كورونا كحكومة لبنانية ولجنة وزارية لإدارة الأزمة، وعلى رأسها وزارة الاعلام، بتسجيل ايجابيات على مستوى العالم. وهذا التعاون بين المجتمع الذي كان يتعاطى بحس عال من المسؤولية والالتزام بمبادئ التعبئة العامة وكل الاستعدادات التي أقيمت، هو ما جعل لبنان يصنف ضمن أول 15 دولة التي استطاعت مواجهة وباء كورونا، ولم تتخط مرحلة الانتشار".
وأشار إلى أن "الجميع متخوف من مرحلة جديدة"، وقال "إن مسار الجهوزية لدينا مستمر. ولذلك، نطلب من مجتمعنا، رغم الظروف الصعبة ألا يتهاون مع الوضع، فلنعمل يدا واحدة ونتعاون من منطلق حماية الوطن والمواطن".