القدس العربي
تتصاعد التحذيرات من وصول موجة جديدة قاسية من فيروس “كورونا” إلى المناطق الفلسطينية، التي لا تزال فيها الحالة الوبائية مستقرة، وتسجل معدلات إصابة متدنية، مقارنة بالدول المجاورة.
ويؤكد المسؤولون عن إدارة الملف، أن المعطيات الحالية تختلف كليا عما كانت عليه قبل ثلاثة أسابيع، بخصوص الحالة الوبائية. وتقول وزيرة الصحة مي الكيلة، إن الوضع الوبائي فيما يتعلق بفيروس “كورونا”، في قطاع غزة أنشط منه في الضفة الغربية، مؤكدة أن “الوضع خطير في فلسطين وآخذ بالارتفاع”، وأن أعداد الإصابات في فلسطين تنذر بخطورة الحالة الوبائية خاصة في ظل ارتفاع الإصابات في الأردن وإسرائيل والشرق الأوسط بشكل عام.
ولفتت إلى أن نسبة المطعمين في الضفة الغربية وصلت إلى 29.8% وهي نسبة جيدة، لكنها دعت لأن تصل النسبة 70%، أما في غزة فقالت إن نسبة المطعمين وصلت إلى 8.7% حيث توجد حالة كبيرة من العزوف عن أخذ اللقاح.
وبالرغم من التحذيرات بخطورة الحالة الوبائية، إلا أن المواطنين لا يلتزمون بإجراءات الوقاية والسلامة، ومن النادر أن تجد مواطنا يضع الكمامات الطبية، أو أن ترى السكان يحافظون على تعليمات التباعد الجسدي في المناطق العامة والأسواق والاحتفالات، وهو ما من شانه أن يساهم في انتشار أسرع للموجة الجديدة في حال وصولها.
ويخشى المسؤولون عن القطاع الطبي، أن تزداد حالات الإصابة مع قرب عودة العام الدراسي الجديد في المدارس والجامعات في الضفة وغزة، بسبب الاختلاط والازدحام.
وقد أكد مدير مستشفى الشفاء في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، أن القطاع مقبل على الدخول في موجة انتشار جديدة للوباء، مشيراً لوجود زيادة ملحوظة في أعداد الإصابات بالفيروس، والحالات المدخلة للمستشفيات والتردد على أقسام أجهزة التنفس، مضيفا: “أخذنا الإجراءات اللازمة وسيمنع أي شخص من دخول أسوار المشفى والأقسام الداخلية بدون لبس الكمامة والتباعد”.
فيما يؤكد مدير الطب الوقائي بغزة، مجدي ضهير، على أن هناك توصيات بإلزام الشباب والطلبة والمدرسين بأخذ التطعيم، مشيراً إلى أن العمل على اعتماد قرار التطعيم الإجباري جاري التحضير له.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، إن الجهات المختصة تتابع وتراقب الدول المجاورة التي دخلت “موجة جديدة من وباء كورونا”، لافتا إلى أنه وحتى اللحظة لا توجه لاتخاذ إجراءات جديدة، وأكد أن الداخلية تكثف جهودها مع وزارة الصحة، من أجل توصيل التطعيم لأكبر عدد من المواطنين، موضحا بأن لديهم إجراءات بخصوص التطعيم سيتم الإعلان عنها قريبا كي يتم تجنب الدخول في موجات جديدة من الوباء.
وفي الضفة الغربية، أصدر محافظ محافظة نابلس، إبراهيم رمضان، قرارا بمنع إقامة جميع أشكال الحفلات في منطقة النصارية شرقي المدينة، إلى حين التأكد من الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس “كورونا”، إثر تسجيل 21 إصابة في أحد الأعراس في المنطقة.
وقال مدير صحة محافظة أريحا، طارق حواش، إنه تم مطلع الأسبوع الجاري تسجيل 15 إصابة من المسافرين القادمين من الخارج أغلبهم من تركيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يدل على الانتشار الواسع للفيروس، معبراً عن تخوفه من الدخول في الموجة الجديدة.
وفي مسعى لمحاصرة الفيروس، ومنع تفشيه كما الحال في دول الجوار، وأقربها إسرائيل التي يسجل فيها يوميا معدلات إصابة مرتفعة، ما يهدد بانتقال الفيروس عن طريق العمال والمرضى والتجار، تتواصل حملات التطعيم في العديد من المراكز الصحية سواء الحكومية أو تلك التابعة لوكالة “الاونروا”.
وأعلنت “الأونروا” أن المراكز الصحية التابعة لها تستمر في توفير اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ للاجئين وغير اللاجئين للفئة العمرية 18 عاماً فما فوق في 18 مركزا صحيا. وقالت إن الجرعات المتوفرة هي من لقاح “سبوتنك لايت” الروسي، وكذلك لقاح “فايزر” الأمريكي.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أشار إلى أن هناك مقترحا أمام مجلس الوزراء لإعطاء إجازة بدون راتب لمن يرفض تلقي التطعيم من الموظفين الرسميين، إلى حين الإعلان عن انتهاء الوباء، وذلك في مسعى لمحاصرة الفيروس، ومنع تفشيه، وإلزام السكان بمن فيهم الموظفون على تلقي التطعيم
وأعلنت وزيرة الصحة، وصول حوالي 150 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس “كورونا”، وهي دفعة من الكمية التي اشترتها الحكومة الفلسطينية من شركة “فايزر”، ضمن التعاقد لشراء ما يقارب 4 ملايين جرعة من اللقاح المضاد للفيروس، يتم توريدها على فترات، لافتا إلى أنه من المتوقع وصول ما يقارب مليون جرعة إضافية خلال الشهر المقبل، فيما سينتهي توريد كامل الكمية حتى نهاية العام الجاري، موضحة أنه وصلت إلى فلسطين ما يقارب 2 مليون جرعة من مصادر مختلفة.
وأعلنت الكيلة، وصول 100 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” إلى مراكز الوزارة في قطاع غزة.